الأربعاء، 18 يونيو 2014

أَثَرٌ نَفِيس فِي الرَّدِ عَلَى نُفَاةِ القَدَر

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد




قال عبد الله بن أحمد في " السنة  852 " :
حدثني أبي، نا مؤمل، نا حماد يعني ابن سلمة، حدثنا أبو جعفر الخطمي، قال :
شهدت عمر بن عبد العزيز وقد دعا غيلان لشيء بلغه في القدر. فقال له:  ويحك يا غيلان، ما هذا الذي بلغني عنك؟ قال: يُكذب علي يا أمير المؤمنين، ويُقال علي ما لم أقل؟ قال: ما تقول في العلم؟ قال: قد نفد العلم.، قال: فأنت مخصوم، اذهب الآن فقل ما شئت، ويحك يا غيلان، إنك إن أقررت بالعلم خصمت وإن جحدته كفرت، وإنك إن تقر به فتخصم خير لك من أن تجحده فتكفر، ثم قال: تقرأ ياسين؟قال: نعم، فقال: اقرأ {يس والقرآن الحكيم} فقرأ {يس والقرآن الحكيم} إلى قوله {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون}. قال: قف، كيف ترى؟ قال: كأني لم أقرأ هذه الآية يا أمير المؤمنين، قال: زد، فقرأ {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} قال: قال عمر رحمه الله: قل {فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} قال: كيف ترى؟. قال: كأني لم أقرأ هذه الآيات قط، وإني لأعاهد الله أن لا أتكلم في شيء مما كنت أتكلم فيه أبدا، قال: اذهب، فلما ولى، قال: اللهم إن كان كاذبا فيما قال فأذقه حر السلاح. 

قال: فلم يتكلم زمن عمر رحمه الله، فلما كان زمن يزيد بن عبد الملك جاء رجل لا يهتم لهذا ولا ينظر فيه، فتكلم غيلان. فلما ولي هشام، أرسل إليه، فقال: أليس قد عاهدت الله عز وجل لعمر أن لا تتكلم في شيء من هذا الأمر أبدا؟ قال: أقلني فوالله لا أعود، قال: لا أقالني الله إن أقلتك، هل تقرأ فاتحة الكتاب؟ قال: نعم، قال: فاقرأ، فقرأ {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين} قال: قف. علام استعنته، على أمر بيده لا تستطيعه إلا به، أو على أمر في يدك أو بيدك؟ اذهبوا به فاقطعوا يديه ورجليه، واضربوا عنقه، واصلبوه. " اهـ



و قد صح عن الشافعي رحمه الله أنه قال :
" ناظروهم بالعلم (أي علم الله) فإن أقروا به خصموا، وإن جحدوه كفروا " .


يقول معمر بن راشد في جامعه 685
عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بِقَدَرٍ " .

و قال  أيضا 680 :
عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " اجْتَنِبُوا الْكَلامَ فِي الْقَدَرِ ، فَإِنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ فِيهِ يَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ " .




هذا و صل الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق