الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
فهذا جمع يسير لما صح من أحاديث منادات أهل السماء لأهل الأرض
سواء في الدنيا أو في الآخرة، نفعني الله بها ومن قرأها.
1 - قال الطبري في تفسيره: عند قوله تعالى (واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب)
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قال: كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض.
وحُدِّثنا أن كعبا قال : " هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا ".اهـ
2 - وقال أحمد في " مسنده 18063 ":
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قال: كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض.
وحُدِّثنا أن كعبا قال : " هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا ".اهـ
2 - وقال أحمد في " مسنده 18063 ":
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ
عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زَاذَانَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ خَرَجْنَا
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ
فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ
وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " اسْتَعِيذُوا
بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ
الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ
نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ
الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ
حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ
السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ
اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا
تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا
فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ
وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى
وَجْهِ الْأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى
مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ
فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي
الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ
لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ
الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ
فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً
أُخْرَى قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ
فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ
فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ
فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولَانِ
لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ
فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ
الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ
قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ
قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ
أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ
مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ
فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي.
قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ
مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ
سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ
يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ
فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا
فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا
فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى
وَجْهِ الْأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ
إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ
أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فَيَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى
فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ
مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ
فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ
لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ
فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي
بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ
السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى
النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى
تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ
مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي
كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ
أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ ". اهـ.
(( فيه الرد على منكري عذاب القبر و نعيمه، و أن العذاب أو النعيم يقع على الروح و الجسد ))
3 - و قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 3719 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ،
ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الرَّازِيُّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ،
عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي وَائِلٍ، فَدَخَلَ
رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَفِيفٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ، فَقَالَ لَهُ شَقِيقُ بْنُ
سلمة: أَلا تُحَدِّثُنَا عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؟ قَالَ: بَلَى، سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
يُحْبَسُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي بَقِيعٍ وَاحِدٍ فَيُنَادِي مُنَادٍ:
أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟ فَيَقُومُونَ فِي كَنَفِ الرَّحْمَنِ لَا يَحْتَجِبُ اللَّهُ
مِنْهُمْ وَلا يَسْتَتِرُ. قُلْتُ: مَنِ الْمُتَّقُونَ؟ قَالَ: قَوْمٌ اتَّقَوَا الشِّرْكَ
وَعِبَادَةَ الأَوْثَانِ وَأَخْلَصُوا لِلَّهِ الْعِبَادَةَ فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ.
(( عبد الله بن عمران يحتمل، قال ابن أبي حاتم: "
صدوق ".
و هذا تعريف نفيس للمتقين. فإن أول ما أمر الله به في
كتابه إخلاص العبادة له سبحانه فقال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) - [البقرة 21]. و
أول ما نهى الله عنه في كتابه اتخاذ الند و الشريك معه فقال سبحانه (فَلَا تَجْعَلُوا
لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) - [البقرة 22]. قال ابن زيد: " الْأَنْدَادُ،
الْآلِهَةُ الَّتِي جَعَلُوهَا مَعَهُ، وَجَعَلُوا لَهَا مِثْلَ مَا جَعَلُوا لَهُ
. [الطبري بسند صحيح] و عباد القبور قد جعلوا لأصحابها مثل ما جعلوا لله من دعاءهم
في السراء و الإسثغاثة بهم في الضراء و النذر لهم و الحلف بهم و الخوف منهم. و هذا
شرك بنص القرآن. قال جل و علا (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ
سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) – [فاطر 14].
و فيه أيضا إثبات صفة الكنف لله سبحانه. كما في حديث ابن
عمر " يَدْنُو أَحَدُكُمْ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضَعَ كَنَفَهُ عَلَيْهِ
" [البخاري 6070]. قال البخاري: " قال عبد الله بن المبارك: كَنَفَه؛ يعني:
سِتْرَهُ". [خلق أفعال العباد 103]))
4 – و قال أسد بن موسى في " الزهد 44 ":
نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ،
قَالَ: «كَانَ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَبُو الْقَاسِمِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ
فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ أُمَّةً
أُمَّةً، وَنَبِيٍّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هُوَ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْقَوْمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ،
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ
أُمَّتُهُ، بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ
أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ يَمِينٍ وَمِنْ شِمَالٍ، وَيَمُرُّ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ
تُبَوِّئُهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ، عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى
يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيُّ عَنْ يَمِينِ
اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى،
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ عِيسَى وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ:
فَيَقُومُ، فَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ،
فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ شِمَالِ وَمِنْ
يَمِينٍ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ،
فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ تُبَوِّئُهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى
يَمِينِكَ، عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ
كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ،
ثُمَّ تَتْبَعُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأُمَمُ، حَتَّى يَكُونَ
آخِرَهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ». اهـ
(( و هذا نص نفيس إسناده صحيح، فيه
مسائل :
- قوله: " كَانَ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ
اللَّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
".
فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم أكرم خلق الله على الله
تعالى، و هذا يشمل الملائكة أيضا.
- قوله " وَإِنَّ الْجَنَّةَ
فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
" .
فيه أن الجنة و النار مخلوقتان الآن. بدليل قوله "وَ
إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ".
فإذا قال قائل : طيب. الجنة في السماء، فأين النار في الأرض.
قيل: هي البحر !
قال الطبري في تفسيره : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثَنَا
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ: أَيْنَ جَهَنَّمُ؟ فَقَالَ: الْبَحْرُ،
فَقَالَ: مَا أُرَاهُ إِلَّا صَادِقًا، {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}، {وَإِذَا الْبِحَارُ
سُجِرَتْ} مُخَفَّفَةً.
- قوله: " وَإِنَّ الْجَنَّةَ
فِي السَّمَاءِ ".
فيه إثبات العلو لله سبحانه، يقول ابن أبي الدنيا في
" صفة الجنة " 16 :
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
أنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ
مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ، وَالْفِرْدَوْسُ أَعْلَاهَا دَرَجَةً، وَمِنْهَا تَخْرُجُ
الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ، وَالْعَرْشُ فَوْقَهَا، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ».
(( و جاء " أن العرش سقف الجنة
"،))
و الله فوق العرش مستو عليه سبحانه، كما أخبر عن نفسه في
كتابه ( ثم استوى على العرش) [في 7 سور]
و علو الله عز و جل من المسائل الفطرية التي فطر الله عليها
خلقه، يستحيل أن تكون من المسائل الغامضة، إلا أن بعض المكلفين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم
يقول عبد الرزاق في مصنفه 4921 : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:
أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ خَرَجَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَسْتَسْقُونَ، فَرَأَى
نَمْلَةً قَائِمَةً رَافِعَةً إِحْدَى قَوَائِمَهَا تَسْتَسْقِي، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
«ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ، إِنَّ هَذِهِ النَّمْلَةَ اسْتَسْقَتْ فَاسْتُجِيبَ لَهَا».
اهـ و هذه نملة ، فأين العقول ؟
- " ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ
وَأُمَّتُهُ؟
فيه فضيلة هذه الأمة على باقي الأمم. قال جل و علا ( كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )
يقول الطبري في " تفسيره " : حدثني محمد بن عمرو
قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: " كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ "، يَقُولُ: عَلَى هَذَا الشَّرْطِ: أَنْ
تَأْمُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُوا بِاللهِ، يَقُولُ:
لِمَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانِيهِ
- قوله " فَيَطْمِسُ اللَّهُ
أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ يَمِينٍ وَمِنْ شِمَالٍ
" .
فيه أن أهل البدع هم أعداء رسول الله صلى الله عليه و سلم،
بخلاف أهل المعاصي.
قال الفريابي في القدر327: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ
بْنِ حِسَابٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ
، قَالَ :" إِنَّ أَهْلَ الأَهْوَاءِ أَهْلُ الضَّلالَةِ ، وَلا
أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلا إِلَى النَّارِ ... " اهـ
و قال الطبري في تفسيره 14163
: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : ( وَلَا
تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) ، قَالَ : الْبِدَعَ وَالشُّبَهَاتِ
. اهـ فاللهم نسألك العافية.
- قوله " حَتَّى يَنْتَهِيَ
إِلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيُّ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى " .
فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم إذا انتهى إلى ربه ألقي
إليه كرسي عن يمين الله عز و جل، و هذا يصلح أن يكون شاهدا على أثر مجاهد. ))
5 – و قال البخاري في " صحيحه 6182 ":
حَدَّثَنَا مُعَاذ بَنْ أَسَد أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ أَخْبَرَنَا
عُمَر بَنْ مُحَمَّد بَنْ زَيْد عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا صَارَ أَهْلُ الجَنَّةِ
إِلَى الجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ
بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ
الجَنَّةِ لاَ مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لاَ مَوْت. فَيَزْدَادُ أَهْلُ الجَنَّةِ
فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ.
(( فيه الرد على الجهمية - وأشباههم - القائلين بفناء
الجنة والنار )).
6 – و قال أسد بن موسى في كتابه " الزهد 78 ":
نَا غَسَّان بَنْ بَرْزِين الطَّهَوِي، ثَنَا سَيَّار بَنْ
سَلاَمَة الرِّيَاحِي، عَنْ أَبِي العَالِيَة الرِّيَاحِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
«يَقُومُ مُنَادٍ فَيُنَادِي: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الجَمْعِ مَنْ أَصْحَابُ الكَرَمِ؟
أَيْنَ الحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلىَ الجَنَّةِ،
ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي الثَّانِيَة، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الجَمْعِ
اليَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ
عَنِ المضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
[السجدة 16]. قَالَ: فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى الجَنَّةِ. ثُمَّ يَقُومُ
فَيُنَادِي الثَّالِثَة، فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلِ الجَمْعِ اليَوْمَ مَنْ
أَصْحَابُ الكَرَمِ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ{لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ
عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتِاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور37]، فَيَقُومُونَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ
إِلَى الجَنَّةِ.
ثُمَّ يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ حَتَّى يُشْرِفُ عَلَى
الخَلاَئِقِ، لَهُ عَيْنَانِ بَصِيرَتَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ
بِثَلاَثٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ
السَمْسَمِ، فَيَلْقَطُهُمْ ثُمَّ يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّم ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّانِيَة
فَيَقُولُ: إِنِّي أُمِرْتُ بِالَّذِينَ كَانُوا يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَهُوَ
أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السَّمْسَمِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ، ثُمَّ يَخِيسُ
بِهِمْ فِي جَهَنَّم، ثُمَّ يَخْرُجُ الثَّالِثَة فَيَقُولُ: إِنيِّ أُمِرْتُ بِالمصَوِّرِينَ،
فَهُوَ أَبْصَرُ بِهِمْ مِنَ الطَّيْرِ بِحَبِّ السَّمْسَمِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ، ثُمَّ
يَخِيسُ بِهِمْ فِي جَهَنَّم، ثُمَّ تَطَايَرُ الصُّحُفُ مِنْ أَيْدِي النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ».
(( اللهم سلم سلم )).
7 - و قال معمر في " جامعه 19652 ":
عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «إِذَا
أخْفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا - يَعْنِي السَّحَرَ -، نَادَى مُنَادٍ:
يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا فَاعِلَ الشَّرِّ انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ
يُغْفَرُ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي: اللَّهُمَّ
أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، حَتَّى الصُّبْحِ».
(( فيه إشارة حسية عن وقت دخول السحر " إِذَا أخْفَقَتِ
الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا " )).
8 - و قال عبد الله في " السنة 178 ":
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ
أَبُو يَحْيَى ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " يُنَادِي مُنَادٍ
بَيْنَ يَدَيِ الصَّيْحَةِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ فَيَسْمَعُهَا
الأَحْيَاءُ وَالأَمْوَاتُ ، قَالَ : وَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا فَيُنَادِي مُنَادٍ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
" .
(( فيه إثبات النزول لله عز وجل يوم
القيامة ))
9 – و قال ابن أبي شيبة في مصنفه:
حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ أَبِي
مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَا
يُقْبَضُ الْمُؤْمِنُ حَتَّى يَرَى الْبُشْرَى ، فَإِذَا قُبِضَ نَادَى ،
فَلَيْسَ فِي الدَّارِ دَابَّةٌ صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إلَّا هِيَ تَسْمَعُ
صَوْتَهُ إلَّا الثَّقَلَيْنِ : الْجِنَّ وَالْإِنْسَ " تَعَجَّلُوا بِهِ
إلَى أَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ " فَإِذَا وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ : مَا
أَبْطَأَ مَا تَمْشُونَ ، فَإِذَا أُدْخِلَ فِي لَحْدِهِ أُقْعِدَ فَأُرِيَ
مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ ، وَمُلِئَ قَبْرُهُ مِنْ
رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَمِسْكٍ ، قَالَ : فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، قَدِّمْنِي ،
قَالَ : فَيُقَالُ : لَمْ يَأْنِ لَك ، إنَّ لَك إخْوَةً وَأَخَوَاتٍ
لَمَّا يَلْحَقُونَ ، وَلَكِنْ نَمْ قَرِيرَ الْعَيْنِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
فَوَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا نَامَ نَائِمٌ شَابٌّ طَاعِمٌ نَاعِمٌ وَلَا
فَتَاةٌ فِي الدُّنْيَا نَوْمَةً بِأَقْصَرَ وَلَا أَحْلَى مِنْ نَوْمَتِهِ حَتَّى
يَرْفَعَ رَأْسَهُ إلَى الْبُشْرَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
10 - وقال ابن أبي شيبة في المصنف:
حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ عَنْ إسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ
: يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَيَسْمَعُهُمْ
الدَّاعِي فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ
وَالْآخِرِينَ ، فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَبَّيْكَ
وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْك ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك ، وَالْمَهْدِيُّ
مَنْ هَدَيْتَ ، تَبَارَكْت رَبَّنَا وَتَعَالَيْت ، قَالَ حُذَيْفَةُ : فَذَلِكَ
الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ .
((إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
قال أبو حاتم : " ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق )).
11
– و قال ابن أبي الدنيا في
"صفة الجنة 264 " :
حَدَّثَنِي دَاوُدُ
بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ
نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ ، وَأَسْمَاعَهُمْ
، عَنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ ، ومَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ ، أَسْكِنُوهُمْ رِيَاضَ الْمِسْكِ
، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ : أَسْمِعُوهُمْ تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي.
(( أثر جليل
جليل )).
12 - و قال الطبري في " تفسيره ":
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : ثَنَا ابْنُ
ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ.
قَالَ (أي ابن عبد الأعلى) : ثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ النَّاسَ حِينَ يُبْعَثُونَ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا فَزِعَ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا عِبَادَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ، فَيَرْجُوهَا النَّاسُ كُلُّهُمْ، قَالَ: فَيُتْبِعُهَا ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ) قَالَ: فَيَيْأَسُ النَّاسُ مِنْهَا غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ .
قَالَ (أي ابن عبد الأعلى) : ثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ النَّاسَ حِينَ يُبْعَثُونَ لَيْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا فَزِعَ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا عِبَادَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ، فَيَرْجُوهَا النَّاسُ كُلُّهُمْ، قَالَ: فَيُتْبِعُهَا ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ) قَالَ: فَيَيْأَسُ النَّاسُ مِنْهَا غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ .
(( والد المعتمر هو سليمان بن طرخان التيمي ))
13
- و قال أيضا :
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ
، عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي وَكِيعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ زَاذَانَ يَقُولُ : أَتَيْتُ
ابْنَ مَسْعُودٍ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فِي دَارِهِ ، فَلَمْ أَقْدِرْ
عَلَى مَجْلِسٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، مِنْ أَجْلِ أَنِّي رَجُلٌ
مِنَ الْعَجَمِ تَحْقِرُنِي؟ قَالَ : ادْنُ! قَالَ : فَدَنَوْتُ ، فَلَمْ يَكُنْ بَيْنِي
وَبَيْنَهُ جَلِيسٌ ، فَقَالَ : يُؤْخَذُ بِيَدِ الْعَبْدِ أَوِ الْأَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، قَالَ : وَيُنَادِي مُنَادٍ :
أَلَا إِنَّ هَذَا فُلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ ، فَمَنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ قِبَلَهُ فَلْيَأْتِ
إِلَى حَقِّهِ ، قَالَ : فَتَفْرَحُ الْمَرْأَةُ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَكُونَ لَهَا حَقٌّ
عَلَى ابْنِهَا، أَوْ عَلَى أَبِيهَا، أَوْ عَلَى أَخِيهَا، أَوْ عَلَى زَوْجِهَا
( فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) .
يقول الحسين في زوائد الزهد لابن المبارك :
14 - وقال ابن المبارك في " الجهاد 42 ":
عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي عُطَارِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ شَهْرَ بْنَ حَوْشَبٍ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «يَجِيءُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةِ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: سَيَعلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْيَوْمَ ، فَيَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِأَوْلِيَائِي الَّذِينَ اهْرَاقُوا دِمَاءَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ، فَيَتَطَلَّعُونَ حَتَّى يَدْنُونَ».
15 - وقال ابن أبي شيبة في " المصنف 34721 ":
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَيْزَارِ ، قَالَ: " إِنَّ الْأَقْدَامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَثَلِ النَّبْلِ فِي الْقَرْنِ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وَجَدَ لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعًا يَضَعُهُمَا ، وَعِنْدَ الْمِيزَانِ مَلَكٌ يُنَادِي : أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ، فَسَعِدَ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا ، أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ، فَشَقِيَ شَقَاءً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهُ أَبَدًا " .
16 - وقال الطبري في " تفسيره 17629 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: قَوْلهُ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَة) ،
بَلَغَنَا أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا دَخَلُوا الْجَنَّةَ ناَدَاهُمْ مُنَادٍ: إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمُ الحُسْنَى وَِهيَ الجَنَّة، وَأَمَّا الزِّيَادَة، فَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ .
17 - وقال البستي في تفسيره :
حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسىٰ، عن الحسين بن واقد، عن مطر، عن الحسن،
في قوله ( فمن عفا وأصلح فأجره علىٰ الله )
ينادي منادي يوم القيامة : من كان له أجرٌ علىٰ الله فليَقُمْ،
قال: فيقوم من عفا في الدّنيا.
15 - وقال ابن أبي شيبة في " المصنف 34721 ":
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَيْزَارِ ، قَالَ: " إِنَّ الْأَقْدَامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَثَلِ النَّبْلِ فِي الْقَرْنِ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وَجَدَ لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعًا يَضَعُهُمَا ، وَعِنْدَ الْمِيزَانِ مَلَكٌ يُنَادِي : أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ، فَسَعِدَ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا ، أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ، فَشَقِيَ شَقَاءً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهُ أَبَدًا " .
16 - وقال الطبري في " تفسيره 17629 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: قَوْلهُ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَة) ،
بَلَغَنَا أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا دَخَلُوا الْجَنَّةَ ناَدَاهُمْ مُنَادٍ: إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمُ الحُسْنَى وَِهيَ الجَنَّة، وَأَمَّا الزِّيَادَة، فَالنَّظَرُ إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ .
17 - وقال البستي في تفسيره :
حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسىٰ، عن الحسين بن واقد، عن مطر، عن الحسن،
في قوله ( فمن عفا وأصلح فأجره علىٰ الله )
ينادي منادي يوم القيامة : من كان له أجرٌ علىٰ الله فليَقُمْ،
قال: فيقوم من عفا في الدّنيا.
هذا و صل
اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
قال ابن وهب في موطأه 285 أَخْبَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ الْقِتْبَانِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ قَوْذَرٍ ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ ، أَنَّهُ قَالَ : " يُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَادِي أَنَّ كُلَّ حَارِثٍ يُعْطَى بِحَرْثِهِ ، وَيُزَادُ غَيْرُ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَالصِّيَامِ ، يُعْطُونَ أُجُورَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "
ردحذفقال ابن المبارك في الزهد ٢\٩٧:
ردحذفأَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا يُنَادَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ فُلَانُ؟ - قَالَ زُبَيْدٌ: حَسِبْتُهُ قَالَ: ابْنُ فُلَانٍ - هَا نُورُكَ، أَيْنَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ؟ لَا نُورَ لَكَ "
قال عبد الرزاق في تفسيره 1701 وَأنا ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ أَخِي وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبًا , يَقُولُ : " نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا سَيِّدُ مَنْ وَلَدَتِ النِّسَاءُ , وَأَنَّ جِرْجِيسَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ "
ردحذفقال عبد الرزاق في تفسيره 2449 أرنا عَبْدُ الصَّمَدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبًا ، يَقُولُ : " نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا سَيِّدُ مَنْ وَلَدَتِ النِّسَاءُ , وَأَنَّ جِرْجِيسَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ "
حذفقال عبد الله في السنة 1086 حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ أَبُو أَحْمَدَ ، أَمْلاهُ عَلَيْنَا إِمْلاءً فِي دَارِ كَعْبٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ ، قَالَ : فَيَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظُلَلِ الْغَمَامِ مِنَ الْعَرْشِ إِلَى الْكُرْسِيِّ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ ، أَيُّهَا النَّاسُ أَلَمْ تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا كَانَ يَتَوَلَّى وَيَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا ، أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلا مِنْ رَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَلْيَنْطَلِقْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ وَيَتَوَلَّوْنَ فِي الدُّنْيَا .... الحديث
ردحذفقال أسد بن موسى في الزهد ٧٢ :
ردحذفثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ يَقُولُ لِي: «يَا طَلْحَةُ مَا أَكْثَرَ الْأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِكَ وَاسْمِي، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ: يَا فُلَانُ، فَلَا يَقُومُ غَيْرُهُ، يَقُولُ: لَا يَقُومُ غَيْرُ الَّذِي عُنِيَ».
قال مسلم في صحيحه 271: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن مَيْسَرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , عَنْ صُهَيْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ، أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ " ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَزَادَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الآيَةَ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ سورة يونس آية 26
ردحذفقال ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل 360 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُفْيَانُ ، قَالَ : " بَلَغَنَا أنَّهُ إذَا كَانَ مِنْ أَوَّلَ اللَّيْلِ نَادَى مُنَادٍ : أَلا لِيَقُمِ الْعَابِدُونَ ، قَالَ : فَيَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ يُنَادِي ذَاكَ أَوْ غَيْرُهُ شَطْرَ اللَّيْلِ : أَلا لِيَقُمِ الْقَانِتُونَ ، قَالَ : فَيَقُومُونَ ، قَالَ : فَهُمْ كَذَلِكَ يُصَلُّونَ إِلَى السَّحَرِ ، فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ نَادَى مُنَادٍ : أَيْنَ الْمُسْتَغْفِرُونَ ؟ قَالَ : فَيَسْتَغْفِرُ أُولَئِكَ ، وَيَقُومُ آخَرُونَ يُسَبِّحُونَ ، قَالَ : يَعْنِي يُصَلُّونَ ، فَيَلْحَقُونَهُمْ ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ وَأَسْفَرَ نَادَى مُنَادٍ : أَلا لِيَقُمِ الْغَافِلُونَ ، قَالَ : فَيَقُومُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ كَالْمَوْتَى نُشِرُوا مِنْ قُبُورِهِمْ . قَالَ سُفْيَانُ : فَتَرَاهُ كَسْلانَ ضَجِرًا نَهَارَهُ يَحْطِبُ عَلَى نَفْسِهِ لَعِبًا وَلَهْوًا ، قَالَ : وَتَرَى صَاحِبَ اللَّيْلِ مُنْكَسِرَ الطَّرْفِ فَرِحَ الْقَلْبِ "
ردحذف