الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
قال الله سبحانه و تعالى ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ
فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) [يونس 58]
قال سعيد بن منصور في " التفسير 1063":
نا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا
هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ، وَبِالْإِسْلَامِ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ.
و قال سفيان الثوري في " تفسيره 347: 2: 3 ":
عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَاف (بِفَضْلِ اللهِ
وَبِرَحْمَتِهِ) قَالَ: هُوَ الإِسْلَامُ وَالقُرْآنُ (الآية 58) .
و قال ابن أبي شيبة في " المصنف 30067 ":
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ
فِي قَوْلِهِ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ
خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]، قَالَ: «كِتَابُ اللَّهِ وَالْإِسْلَامُ هُوَ
خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ».
و قال عبد الرزاق في " تفسيره 1162 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} [يونس: 58] ، قَالَ: «فَضْلُ اللَّهِ الْإِسْلَامُ
، وَرَحْمَتُهُ الْقُرْآنُ».
و قال يحيى بن سلام في " تفسيره 1/431 ":
سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58] قَالَ: فَضْلُ اللَّهِ الإِسْلامُ،
وَرَحْمَتُهُ الْقُرْآنُ.
و قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 10430 ":
أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ
إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ قَالَ:
كَانَ أَبِي يَقُولُ: فَضْلُهُ: الْقُرْآنُ، وَرَحْمَتُهُ: الإِسْلامُ.
يقول الطبري في " تفسيره 15/105 ":
" (فبذلك فليفرحوا هو خير مما
يجمعون) ، يقول: فإن الإسلام الذي دعاهم إليه، والقرآن الذي أنزله عليهم، خيرٌ مما
يجمعون من حُطَام الدنيا وأموالها وكنوزها ".اهـ
قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 10433 ":
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ،
عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ: (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) قَالَ:
خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُ الْكُفَّارُ مِنَ الأَمْوَالِ. وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ مِثْلُهُ.
فإذا رأيتهم يفرحون بالبدع و بالكفر و بالإلحاد و بالدنيا
فافرح أنت بما أمر الله أن يفرح به، و استقم كما أمرت لا كما رغبت !
يقول أبو نعيم في " الحلية 7/70 ":
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
يُوسُفَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، وَأَبُو
بَكْرٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَا: وَقَفَ فُضَيْلٌ عَلَى رَأْسِ سُفْيَانَ وَحَوْلَهُ
جَمَاعَةٌ ، فَقَالَ لَهُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا
هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
قَالَ: فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: « يَا أَبَا عَلِيٍّ ، وَاللهِ
لَا نَفْرَحُ أَبَدًا حَتَّى نَأْخُذَ دَوَاءَ الْقُرْآنِ فَنَضَعَهُ عَلَى دَاءِ الْقَلْبِ
».
و قال ابن أبي الدنيا في " التوبة 91 ":
حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ،
ثنا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ، قَالَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ
وَدَوَائِكُمْ، وَأَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ
".
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق