الاثنين، 12 يونيو 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الرَّعد [ 11 - 20 ]

سورة الرعد [ 11 - 20 ]








[سورة الرعد]










قوله تعالى ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) (1)

2244 - قال عبد الرزاق " 1358 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11] ، قَالَ: «مَلَائِكَةٌ يَتَعَاقَبُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَيْ بِأَمْرِ اللَّهِ (2)».

2245 - وقال الطبري " 20221 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ) هَذِهِ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ صَلاَةِ العَصْرِ وَصَلاَةِ الصُّبْحِ.
وَفِي قِرَاءَة أُبَيّ بن كَعْبٍ: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرَقِيبٌ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِن أَمْرِ اللهِ).(3)






قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )

2246 - قال ابن أبي حاتم " 12202 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ): وَإِنَّمَا يَجِيءُ التَّغْيِيرُ مِنَ النَّاسِ وَالتَّيْسِيرِ مِنَ اللَّهِ فَلا تُغَيِّرُوا مَا بِكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ.





قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ (4) خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (5) )

2247 - قال عبد الرزاق " 1361 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الرعد: 12] ، قَالَ: «خَوْفًا لِلْمُسَافِرِ وَطَمَعًا لِلْمُقِيمِ».

2248 - وقال الطبري " 20252 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ البَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا) ، يَقُولُ: خَوْفًا لِلْمُسَافِرِ فِي أَسْفَارِهِ، يَخَافُ أَذَاهُ وَمَشَقَّتَهُ. (وَطَمَعًا،) لِلْمُقِيمِ، يَرْجُو بَرَكَتَهُ وَمَنْفَعَتَهُ، وَيَطْمَعُ فِي رِزْقِ اللهِ.






قوله تعالى ( وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ (6) بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ (7) وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء (8) وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ )

2249 - قال الطبري " 20271 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلاً أَنْكَرَ القُرْآنَ وكَذَّبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِ صَاعِقَةً فَأَهْلَكَتْهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ: (وَهُمْ يجادلون في الله وهو شديد المحال) .

2250 - وقال عبد الرزاق " 1362 :
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13] ، قَالَ: " إِذَا مَحَلَ ، يَعْنِي الْهِلَاكَ ، يَقُولُ: فَهُوَ شَدِيدٌ " .

2251 - وقال الطبري " 20275 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ) أَيْ القُوَّة وَالحِيلَةِ.






قوله تعالى ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ )

2252 - قال عبد الرزاق " 1366 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [الرعد: 14] ، قَالَ: «شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».






قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ )

2253 - قال عبد الرزاق " 1368 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} [الرعد: 14] ، قَالَ: " كَبَاسِطٍ يَدَيْهِ إِلَى الْمَاءِ وَلَيْسَ الْمَاءُ بِبَالِغٍ فَاهُ مَا دَامَ بَاسِطًا كَفَّيْهِ لَا يَقْبِضُهُمَا {وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14] ،
قَالَ: «هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِمَنِ اتَّخَذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِلَهًا أَنَّ غَيْرَ اللَّهِ لَا يَدْفَعُ عَنْهُ شَيْئًا حَتَّى يَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ».

2254 - وقال الطبري " 20293 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قَوْلهُ: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطٍ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ) وَلَيْسَ بِبَالِغِهِ حَتَّى يَتَمَزَّعَ عُنُقُهُ وَيَهْلَكَ عَطَشًا. قَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا دُعَاءُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ) هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ ؛ أَيْ هَذَا الَّذِي يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ هَذَا الوَثَنَ وَهَذَا الحَجَرَ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ بِشَيْءٍ أَبَدًا وَلاَ يَسُوقُ إِلَيْهِ خَيْرًا وَلاَ يَدْفَعُ عَنْهُ سُوءًا حَتَّى يَأْتِيهِ الْمَوْتُ، كَمَثَلِ هَذَا الَّذِي بَسَطَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَلاَ يَبْلُغُ فَاهُ وَلاَ يَصِلُ إِلَيْهِ ذَلِكَ حَتَّى يَمُوتَ عَطَشًا.






قوله تعالى (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ)

2255 - قال الطبري " 20298 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَللهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا) ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَسْجُدُ طَائِعًا، وَأَمَّا الكَافِرُ فَيَسْجُدُ كَارِهًا. (9)






قوله تعالى ( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ) (10)

2256 - قال عبد الرزاق " 1369 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد: 17] ، قَالَ: «الْكَبِيرُ ، وَالصَّغِيرُ بِقَدَرِهِ»
" 1370 ": عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} [الرعد: 17] ، قَالَ: «رَبَا فَوْقَ الْمَاءِ الزَّبَدُ» ، قَالَ: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ} [الرعد: 17] ، قَالَ: " هُوَ الذَّهَبُ إِذَا أُدْخِلَ النَّارَ بَقِيَ صَفْوُهُ ، وَذَهَبَ مَا كَانَ مِنْ كَدَرٍ ، فَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد: 17] قَالَ: «يَتَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ فَلَا يَكُونُ شَيْئًا فَهَذَا مَثَلُ الْبَاطِلِ» ، {وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: 17] فَهَذَا يُخْرِجُ النَّبَاتَ ، وَهُوَ مَثَلُ الْحَقِّ ".
"1371" : عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ} [الرعد: 17] ، قَالَ: «الْمَتَاعُ الصُّفْرُ وَالْحَدِيدُ».

2257 - وقال الطبري " 20319 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) ، الصَّغِيرُ بِصِغَرِهِ، وَالكَبِيرُ بِكِبَرِهِ. (فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا) أَيْ عَالِيًا (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الحَقَّ وَالبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءْ) وَ"الجُفَاءُ": مَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّجَرِ. (وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) .
هَذِهِ ثَلاَثَةُ أَمْثَالٍ ضَرَبَهَا اللهُ فِي مَثَلٍ وَاحِدٍ. يَقُولُ: كَمَا اضْمَحَلَّ هَذَا الزَّبَدُ فَصَارَ جُفَاءً لاَ يُنْتَفَعُ بِهِ وَلاَ تُرْجَى بَرَكَتُهُ، كَذَلِكَ يَضْمَحِلُّ البَاطِلُ عَنْ أَهْلِهِ كَمَا اضْمَحَلَّ هَذَا الزَّبَدُ، وَكَمَا مَكَثَ هَذَا الْمَاءُ فِي الأَرْضِ، فَأَمْرَعَتْ هَذِهِ الأَرْضُ وَأَخْرَجَتْ نَبَاتَهَا، كَذَلِكَ يَبْقَى الحَقُّ لِأَهْلِهِ كَمَا بَقِيَ هَذَا الْمَاءُ فِي الأَرْضِ، فَأَخْرَجَ اللهُ بِهِ مَا أَخْرَجَ مِنَ النَّبَاتِ.
قَوْلهُ: (وَمِمَّا تُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ) الآيَة، كَمَا يَبْقَى خَالِصُ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ حِينَ أُدْخِلَ النَّارَ وَذَهَبَ خَبَثُهُ، كَذَلِكَ يَبْقَى الحَقُّ لِأَهْلِهِ.
قَوْلهُ: (أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ) ، يَقُولُ: هَذَا الحَدِيدُ وَالصُّفْرُ الَّذِي يُنْتَفَعُ بِهِ فِيهِ مَنَافِع. يَقُولُ: كَمَا يَبْقَى خَالِصُ هَذَا الحَدِيدِ وَهَذَا الصُّفْرُ حِينَ أُدْخِلَ النَّار وَذَهَبَ خَبَثُهُ، كَذَلِكَ يَبْقَى الحَقُّ لِأَهْلِهِ كَمَا بَقِيَ خَالِصَهُمَا.







قوله تعالى ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ (11) وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )

2258 - قال الطبري " 20326 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الحُسْنَى) وَهِيَ الجَنَّةُ.






قوله تعالى ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ )

2259 - قال الطبري " 20329 ":
حَدَّثَنَا إِسْحَاق [ابن الحجاج] قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام، عَنْ عَمْرُو، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الحَقُّ) ، قَالَ: هَؤُلاَءِ قَوْمٌ انْتَفَعُوا بِمَا سَمِعُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَعَقَلُوهُ وَوَعَوْهُ، قَالَ اللهُ: (كَمَنْ هُوَ أَعْمَى) ، قَالَ: عَنِ الخَيْرِ فَلاَ يُبْصِرُهُ.






قوله تعالى ( الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ )

2260 - قال الطبري " 20330 ":
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى (12) قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاق قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام، عَنْ عَمْرُو، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) ، فَبَيَّنَ مَنْ هُمْ، فَقَالَ: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلاَ يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) ، فَعَلَيْكُمْ بِوَفَاءِ العَهْدِ، وَلاَ تَنْقُضُوا هَذَا الْمِيثَاق، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ نَهَى وَقَدَّمَ فِيهِ أَشَدَّ التَّقْدِمَة، فَذَكَرَهُ فِي بِضْعٍ وَعِشْرِينَ مَوْضِعًا، نَصِيحَةً لَكُمْ وَتَقْدِمَةً إِلَيْكُمْ، وَحُجَّةً عَلَيْكُمْ، وَإِنَّمَا يَعْظُمُ الأَمْرُ بِمَا عَظَّمَهُ اللهُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الفَهْمِ وَالعَقْلِ، فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللهُ.
قَالَ قَتَادَة: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ:"لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ".



[يتبع بإذن الله]
_______
1/ قال الطبري في تفسيره 20224 : حدثنا سوّار بن عبد الله قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال، سمعت ليثًا يحدث، عن مجاهد أنه قال: ما من عبدٍ إلا له ملك موكَّل يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوامّ، فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءَك! إلا شيئًا يأذن الله فيه فيصيبه.اهـ وفي رواية عن ابن عباس قال: " يَحْفَظُونَهُ حَتَّى إِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلُّوا عَنْهُ ". [تفسير ابن أبي حاتم 12196].اهـ
2/ قال الطبري في تفسيره 20240 : حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: (يحفظونه من أمر الله) ، وفي بعض القراأت (بِأَمْرِ اللهِ) .
3/ وهي قراءة ابن عباس أيضا. قال سعيد بن منصور في تفسيره 1159 : نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرُقَبَاءُ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) .
4/ يقول ابن أبي الدنيا في المطر والرعد والبرق 125 : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ، قَالَا: نا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْأَبْيَضِ، قَالَ: «الْبَرْقُ مَخَارِيقُ بِيَدِ الْمَلَائِكَةِ يَسُوقُونَ بِهَا السَّحَابَ». والمخراق السيف. ويذكر هذا القول عن علي رضي الله عنه.
5/ قال مجاهد قوله: (وينشئ السحاب الثقال) ، قال: الذي فيه الماء. [تفسير الطبري 20254].
6/ قال ابن عباس " إِنَّ الرَّعْدَ مَلَكٌ يَنْعِقُ بِالْغَيْثِ، كَمَا يَنْعِقُ الرَّاعِي بِغَنَمِهِ ". [الأدب المفرد للخاري 722]. وقال مجاهد: «الرَّعْدُ مَلَكٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ بِصَوْتِهِ» [تفسير عبد الرزاق 1363]. و قال عكرمة: «الرَّعْدُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْمُهُ الرَّعْدُ، يَسُوقُهَا بِالتَّسْبِيحِ» [المطر والرعد لابن أبي الدنيا 109]. وقال أبو صالح السمان: " الرَّعْدُ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يُسَبِّحُ ".[تفسير سعيد بن منصور 1161]. فالعجب ممن يرد كلام السلف بدعوى أنها إسرائيليات، و النبي صلى الله عليه و سلم يقول " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لاَ حرَج " [البخاري 3274] و لسان حال هؤلاء: لا لن نحدث عنهم. هذا إن سلمنا أنها إسرائيليات !.
7/ قال الطبري في تفسيره 20262 : حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن علية، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان إذا سمع الرعد قال:"سبحان الذي سَبَّحتَ له.اهـ وكان عبد الله بن الزبير " إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ لأَهْلِ الأََرْضِ شَدِيدٌ ". [موطأ مالك (رواية أبي مصعب) 2094 ].
8/ يقول ابن أبي الدنيا في المطر و الرعد 112 : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْبَاهِلِيُّ [يحيى بن خلف]، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ [عبد الملك بن حبيب]، قَالَ: «إِنَّ دُونَ الْعَرْشِ بُحُورًا مِنْ نَارٍ تَقَعُ فِيهَا الصَّوَاعِقُ».اهـ يريد أن من هذه البحور تكون الصواعق، و الله أعلم. و كان السدي يقول : " الصَّوَاعِقُ نَارٌ ". [العظمة لأبي الشيخ 4/1294 ]. وذكر السلف أن ذاكر الله لا تصيبه الصاعقة!. قال ابن أبي زكرياء: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عِنْدَ الْبَرْقِ لَمْ تُصِبْهُ صَاعِقَةٌ ". [الحلية 5/150]. وقال أبو جعفر محمد بن علي: «الصَّوَاعِقُ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِ، وَلَا تُصِيبُ لِلَّهِ ذَاكِرًا». [المطر والرعد لابن أبي الدنيا 116].
9/ قال ابن ابي حاتم في تفسيره 1129: حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ ثنا شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: (كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ): مطِيعُونَ. يَقُولُ: طَاعَةُ الْكَافِرِ فِي سُجُودِهِ، سُجُودُ ظِلِّهِ وَهُوَ كَارِهٌ.اهـ 
10/ قال ابن القيم في " الوابل الصيب ص  70 /71 ": " فهذا المثل الذي ضربه الله تعالى مثل مائي كناية عن الوحي الذي أنزله لحياة القلوب، بالماء الذي أنزله من السماء. وشبه القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسيل. فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماءً كثيرا، و قلب صغير كواد صغير يسع ماءً قليلا، فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها، كما سالت الأودية بقدرها، و لمَّا كانت الأودية و مجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل، فيحتمله السيل فيطفوا على وجه الماء زبدا عاليا، و يمر عليه متراكبا، و لكن تحته الماء الفرات الذي به حياة الأرض، فيقذف الوادي ذلك الغثاء إلى جنبتيه حتى لا يبقى منه شيء، و يبقى الماء الذي تحت الغثاء يسقي به الله الأرض، فيحيي به العباد و البلاد و الشجر و الدواب؛ و الغثاء يذهب جفاء يجف و يُطرح على شفير الوادي. فكذلك العلم و الإيمان الذي أنزله الله من السماء في القلوب، فاحتملته فأثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات و زبد الشبهات الباطلة، فطفا في أعلاها، و استقر العلم و الإيمان و الهدى في جذر القلب و هو أصله و مستقره كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: "نزل الإيمان في قلوب الرجال" رواه البخاري من حديث حذيفة. فلا يزال ذلك الغثاء يذهب جفاءً و يزول شيئا فشيئا حتى يزول كله، و يبقى العلم النافع و الإيمان الخالص في جذر القلب يرده الناس فيشربون و يسقون و يزرعون. و في الصحيح من حديث أبي موسى عن النبي صلّى الله عليه و سلم قال: " مثل ما بعثني الله تعالى به من الهدى و العلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ و العشب الكثير، و كان منها طائفة أجادب أمسكت الماء فسقى الناس و زرعوا، و أصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء و لا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه دين الله تعالى، ونفعه ما بعثني الله به فعلم و علّم، و مثل من لم يرفع بذلك رأسا، و لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به". اهـ وحديث حذيفة جاء بلفظ : أنَّ الأمانةَ نزلت في جذرِ قلوبِ الرجالِ، ثم علموا منَ القرآنِ، ثم علموا منَ السنةِ ... " [البخاري 6497].
11/ قال الطبري في تفسيره 20328 :حدثني يعقوب قال: حدثنا ابن علية قال: حدثني الحجاج بن أبي عثمان قال: حدثني فرقد السبخي قال: قال إبراهيم النخعي: يا فرقد أتدري ما "سوء الحساب"؟ قلت: لا! قال: هو أن يُحاسب الرّجل بذنبه كله لا يُغفر له منه شيء.اهـ وقال أبو الجوزاء : {وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21] ، قَالَ: «الْمُنَاقَشَةُ فِي الْأَعْمَالِ». [تفسير عبد الرزاق 1372]. نسأل الله السلامة و العافية.
12/ المثنى شيخ الطبري مجهول. و الحديث الآخر في مسند أحمد من حديث أنس 12383 : قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَالَ: " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ ". اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق