الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول أبو عبيد في فضائل القرآن ١\٣٨٨:
حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ مُسْلِمٍ قَالَ: " إِذَا حَدَّثْتَ عَنِ اللَّهِ
حَدِيثًا فَقِفْ حَتَّى تَنْظُرَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ ".
و أهل الزيغ ليس عندهم شيء من هذا الورع، فحدَّثوا عن الله بعقولهم و آرائهم فضلوا و أضلوا
يقول أبو الشيخ في العظمة ٨١ :
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " تَكَلَّمَتِ الْيَهُودُ فِي صِفَةِ
الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالُوا مَا لَا يَعْلَمُونَ وَلَمْ يَدْرُوا، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] ، ثُمَّ
بَيَّنَ عَظَمَتَهُ لِلنَّاسِ، فَقَالَ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبُحْانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
، فَجَعَلَ صِفَتَهُمُ الَّتِي وَصَفُوا بِهَا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شِرْكًا
".
و المبتدعة في صفات الله عز و جل يتوارثون هذا الشرك خلفا
عن سلف - إلا من رحم الله -.
فسبحان الله، كم دخل في هذا النص من طائفة !.
قال جل و علا ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ
حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ
نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) - [فاطر 8]
و الله أعلم حيث يجعل كرامته ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ الله عَلَيْهِم مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِين ) - [الأنعام 53]
و الله أعلم حيث يجعل كرامته ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ الله عَلَيْهِم مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ الله بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِين ) - [الأنعام 53]
و قد عصم الله حزبه من هذا الشرك خلفا عن سلف، يبلغون بذلك
النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه و من تبعهم، فاتبعوا آثارهم و قالوا بقولهم و سكتوا
عما سكتوا عنه فكانوا من الناجين.
يقول أبو نعيم في الحلية ٦/٣٣٨ :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ
اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ
بْنُ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ،
قَالَ: ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو رَوْحٍ، قَالَ: ثنا قَتَادَةُ، قَالَ: كَانَ
يُقَالُ:
«إِنَّ النَّاسَ لَا يَطَئُونَ إِلَّا آثَارًا وَلَا يَتَكَلَّمُونَ
إِلَّا بِرَجِيعٍ مِنَ الْقَوْلِ،
الْمُحْسِنِ عَلَى إِثْرِ الْمُحْسِنِ عَمَلُهُ كَعَمَلِهِ
وَثَوَابُهُ كَثَوَابِهِ،
وَالْمُسِيءُ عَلَى إِثْرِ الْمُسِيءِ عَمَلُهُ كَعَمَلِهِ
وَثَوَابُهُ كَثَوَابِهِ،
وَإِنَّ الْبَرَّ التَّقِيَّ عِنْدَ فِعْلِهِ يَحِلُّ،
وَإِنَّ
الْفَاجِرَ الشَّقِيَّ عِنْدَ فِعْلِهِ يَحِلُّ،
كُلٌّ سَيَهْجِمُ عَلَى مَا قَدَّمَ
وَيُعَايِنُ مَا قَدْ أَسْلَفَ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ». اهـ
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق