الجمعة، 9 ديسمبر 2016

قوله تعالى ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا )

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد، 


قال الله جل في علاه ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا ) [الإسراء 16]



يقول البخاري في صحيحه 4711 :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ: أَمِرَ بَنُو فُلاَنٍ ". حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَقَالَ: «أَمَرَ». اهـ


و قال الطبري في تفسيره 17/404 :
حَدَّثَنِي الحَارِث، قَالَ: ثَنَا القَاسِم، قَالَ: سَمِعْتُ الكِسَائِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِي، عَنِ الرَّبِيع بنْ أَنَس، أَنَّهُ قرَأَهَا (أمَّرْنَا) وَقَالَ: سَلَّطْنَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بَنْ عَمْرُو، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم، قَالَ: ثَنَا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الحَارِث قَالَ: ثنَا الحَسَن، قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء، جَمِيعًا عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح، عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَك وَتَعَالَى: (أمَّرْنا مُتْرَفِيها) قال: بَعَثْنَا.


و قال أيضا 17/405 :
حَدَّثَنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، قَالَ: ثَنَا ابْن عُلَيَّة، عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنِ الحَسَن، فِي قَوْلِهِ (أمَرْنا مُتْرَفِيها) قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ.
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلَهُ: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلكَ قَرْيَةً آمَرْنَا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها فَحَقَّ عَلَيْها القَوْلُ) يَقُولُ: أَكْثَرْنَا مُتْرَفِيهَا: أَيْ جَبَابِرَتَهَا، فَفَسَقُوا فِيهَا وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَةِ اللهِ (فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا). 


وقال يحيى بن سلام في تفسيره 1/123 :
قَوْلُهُ: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} [الإسراء: 16] سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَكْثَرْنَا جَبَابِرَتَهَا. وَقَالَ الْحَسَنُ: جَبَابِرَةُ الْمُشْرِكِينَ فَاتَّبَعَهُمُ السَّفَلَةُ.
{فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} [الإسراء: 16] الْغَضَبُ.
{فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16] وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُهَا: أَمَّرنا مُثَقَّلَةً، مِنْ قِبَلِ الإِمَارَةِ، كَقَوْلِهِ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا} [الأنعام: 123] وَكَانَ الْحَسَنُ يَقْرَأُهَا: أَمِرنا.
قَالَ يَحْيَى: وَبَلَغِني أَيْضًا أَنَّهُ مِنَ الْكَثْرَةِ. وَبَعْضُهُمْ يَقْرَأُهَا: {أَمَرْنَا} [الإسراء: 16] ، أَيْ: أَمَرْنَاهُمْ بِالإِيمَانِ. {فَفَسَقُوا فِيهَا} [الإسراء: 16] أَشْرَكُوا وَلَمْ يُؤْمِنُوا ". اهـ



و الحمقى يتباهون و يتفاخرون
و هم على الفسوق و للزندقة معلنون
بين حاسد جهول و مشفق بصير
و ما علموا أنه علامة هلاك و تدمير



أفيقوا قبل أن تولوا مدبرين مالكم من الله من عاصم، قال جل و علا ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ )

قال مجاهد: أغضبونا
و قال قتادة: أغضبوا ربهم.




يقول البخاري في صحيحه: باب علامات النبوة
3598: حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ حَدَّثَتْهَا، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ، وَمأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ، وَبِالَّتِي تَلِيهَا» فَقَالَتْ زَيْنَبُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ».



و كان أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي -رحمه الله- يقول:
كَانَ يُقَالُ: 
إِذَا أَرَادَ اللهَ بِقَوْمٍ صَلاَحًا، بَعَثَ عَلَيْهِم مُصْلِحًا، 
وَإِذَا أَرَادَ بِهِمْ فَسَادًا بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُفْسِدًا، 
وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَهَا أَكْثَرَ مُتْرَفِيهَا ". 
[تفسير الطبري]





اللهم أعنا على دينك و أقبل بقلوبنا على طاعتك و أدخلنا الجنة بعزتك يا أرحم الراحمين




هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله وصحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق