السبت، 16 ديسمبر 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الكَهْفِ [ 1 - 10 ]

سورة الكهف [ 1 - 10 ]








[سورة الكهف(1)]









قوله تعالى ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ(2) وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا 1 قَيِّمًا )

2646 - قال عبد الرزاق " 1650 ":
أَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيَّمًا} [الكهف: 2] ، «أُنْزِلَ الْكِتَابُ ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ، قَيَّمًا».






قوله تعالى ( لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا(3) مِن لَّدُنْهُ )

2647 - قال الطبري " 17/593 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (مِنْ لَدُنْهُ) : أَيْ مِنْ عِنْدِهِ.(4)







قوله تعالى ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ )

2648 - قال عبد الرزاق " 1651 ":
أرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} [الكهف: 6] ، قَالَ: «قَاتِلٌ نَفْسَكَ».







قوله تعالى ( إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا )

2649 - قال عبد الرزاق " 1652 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: 6] ، قَالَ: «حُزْنًا عَلَيْهِمْ».

2650 - وقال ابن أبي حاتم " 12700 ":
عَنْ قَتَادَة: حُزْنًا عَلَيْهِمْ، نَهَى اللهُ نَبِيَّهُ أَنْ يَأْسَفَ عَلَى النَّاسِ فِي ذُنُوبِهِمْ.

2651 - وقال الطبري " 17/597 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) قَالَ: غَضَبًا(5).







قوله تعالى ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا )

2652 - قال الطبري " 17/599 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا) ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ يَقُولُ: "إنَّ الدُّنْيا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفَكُمْ فِيها، فَناظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فاتَّقُوا الدُّنْيا، واتَّقُوا النِّساء".(6)







قوله تعالى ( لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )(7)

2653 - قال ابن أبي حاتم " 12705 ":
عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: (لِنَبْلُوَهُمْ) قَالَ: لِنَخْتَبِرَهُمْ، (أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) قَالَ: أَيُّهُمْ أَتَمُّ عَقْلًا.







قوله تعالى ( وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا )

2654 - قال الطبري " 17/600 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) وَالصَّعِيدُ: الأَرْضُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلاَ نَبَاتٌ.

2655 - وقال ابن أبي حاتم " 12708 ":
عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: صَعِيدًا جُرُزًا قَالَ: الصَّعِيدُ: التُّرَابُ. وَالجُرُزْ: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا زَرْعٌ .

2656 - وقال يحيى بن سلام " 1/172 ":
وَقَالَ قَتَادَةُ: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلا بِنَاءٌ.






قوله تعالى ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ )

2657 - قال الطبري " 17/602 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ الرَّقِيمَ(8): الوَادِي الَّذِي فِيهِ أَصْحَابُ الكَهْفِ.








قوله تعالى (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا )

2658 - قال يحيى بن سلام " 1/173 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَيْ قَدْ كَانَ فِي آيَاتِنَا مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ.

2659 - وقال ابن أبي حاتم " 12718 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنَ ايَاتِنَا عَجَبًا) قَالَ: لَيْسُوا بِأَعْجَبِ آيَاتِنَا، كَانُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ.(9)



[يتبع بإذن الله]
_________
1/ يقول ابن ضريس في فضائل القرآن ٢٠٧ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ،: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: " مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ صُورَةِ الْكَهْفِ قَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي مِنْ أَوَّلِهَا أَوْ آخِرِهَا لَمْ تَضُرَّهُ فِتْنَةُ الدَّجَّالِ ". ٢٠٨ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْوَاسِطِيُّ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ الْمُهَلَّبِ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ كَانَ لَهُ كَفَّارَةٌ إِلَى الْأُخْرَى». ٢١٠ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ، وَطهَ، وَالْأَنْبِيَاءِ: مِنْ تِلَادِيِّ الْقُرْآنِ ". يريد أنها من السور العتاق أي من أوائل ما أنزل. ٢١١ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ». وفي فضائل القرآن للقاسم بن سلام ١\٢٤٤ صرح هشيم بالسماع.  يقول الشافعي في الأم : " وأحب قراءة الكهف ليلة الجمعة ويومها لما جاء فيها ".اهـ
2/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/171: {الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ} [الكهف: 1] مُحَمَّدٍ. {الْكِتَابَ} [الكهف: 1] الْقُرْآنَ. اهـ
3/ قال السدي: فِي قَوْلِهِ (لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا) قَالَ: عذاباً شديداً. [تفسير ابن أبي حاتم 12695].اهـ
4/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/171: {مِنْ لَدُنْهُ} [الكهف: 2] قَالَ قَتَادَةُ: أَيْ مِنْ عِنْدِهِ، مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.اهـ
5/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/172:  وَقَالَ قَتَادَةُ: {أَسَفًا} [الكهف: 6] ، أَيْ: غَضَبًا. [قَالَ يَحْيَى]: مِثْلَ قَوْلِهِ: {فَلَمَّا آسَفُونَا} [الزخرف: 55] أَغْضَبُونَا.اهـ
6/ خرجه مسلم في صحيحه 4925 من حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ».اهـ
7/ وقال الحسن البصري: أشدهم للدنيا تركًا. وقال سفيان الثوري: أزهدهم في الدُّنْيَا. [تفسير ابن أبي حاتم] .اهـ
8/ وقال ابن عباس: «يَزْعُمُ كَعْبٌ أَنَّهَا الْقَرْيَةُ». [تفسير عبد الرزاق 1654]. يريد كعب الأحبار وكان ابن سيرين يسميه كعب المسلم. وقال مجاهد: {الرَّقِيمِ} [الكهف: 9] ، قَالَ: يَقُولُ بَعْضُهُمُ: «الرَّقِيمُ كِتَابُ شَأْنِهِمْ»، وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: «هُوَ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ كَهْفُهُمْ». [تفسير عبد الرزاق 1653].اهـ
8/ جاء عن عكرمة أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم، فرزقهم الله الإسلام واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف. [تفسير عبد الرزاق].  يقول ابن كثير: " وَأَمَّا الرُّومُ فَهُمْ مِنْ سُلَالَةِ الْعِيصِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَمِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَيُقَالُ لَهُمْ : بَنُو الْأَصْفَرِ. وَكَانُوا عَلَى دِينِ الْيُونَانِ ، وَالْيُونَانُ مِنْ سُلَالَةِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ ، أَبْنَاءِ عَمِّ التُّرْكِ . وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِبَ السَّيَّارَةَ السَّبْعَةَ ، وَيُقَالُ لَهَا : الْمُتَحَيِّرَةُ ، وَيُصَلُّونَ إِلَى الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ ، وَهُمُ الَّذِينَ أَسَّسُوا دِمَشْقَ ، وَبَنَوْا مَعْبَدَهَا ، وَفِيهِ مَحَارِيبُ إِلَى جِهَةِ الشَّمَالِ ، فَكَانَ الرُّومُ عَلَى دِينِهِمْ إِلَى مَبْعَثِ الْمَسِيحِ بِنَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ ". اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق