تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الكَهْفِ [ 11 - 20 ]

سورة الكهف [ 11 - 20 ]

[سورة الكهف]

قوله تعالى ( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا 11 ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا⁽¹⁾ )

2660 - قال الطبري " 17/614 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) يَقُولُ: مَا كَانَ لِوَاحِدٍ مِنَ الفَرِيقَيْنِ عِلْمٌ، لاَ لِكُفَّارِهِمْ وَلاَ لِمُؤْمِنِيهِمْ.

قوله تعالى ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى 13 وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ )

2661 - قال الطبري " 17/615  :" 

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ) يَقُولُ: بِالِإيمَانِ.

قوله تعالى ( إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)

2662 - قال الطبري " 17/616 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قَوْلهُ (لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) يَقُولُ كَذِبًا.

قوله تعالى ( هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ⁽²⁾ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا⁽³⁾ )

2663 - قال عبد الرزاق " 1657 ":

أَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} [الكهف: 15] ، قَالَ: «بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ ، بِعُذْرٍ بَيِّنٍ».

قوله تعالى ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ⁽⁴⁾ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ⁽⁵⁾ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا )

2664 - قال يحيى بن سلام " 1/175 ":

سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هِيَ فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ: وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَهَذَا تَفْسِيرُهَا.

قوله تعالى ( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ )

2665 - قال عبد الرزاق " 1659 ":

أَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} [الكهف: 17] ، قَالَ: «تَمِيلُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ».

2666 - وقال الطبري "  17/620     :" 

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ) يَقُولُ: تَمِيلُ ذَاتَ اليَمِينِ، تَدَعُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ.

قوله تعالى ( وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ )

2667 - قال الطبري " 17/622 :" 

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) يَقُولُ: تَدَعُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ.

قوله تعالى ( وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ )

2668 - قال يحيى بن سلام " 1/175 :" 

سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَيْ فِي فَضَاءٍ مِنَ الْكَهْفِ، وَتِلْكَ آيَةٌ.

قوله تعالى ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ )⁽⁶⁾

2669 - قال ابن أبي حاتم " 12735 ":

عَنْ قَتَادَة: وَتَحْسَبُهُمْ يا مُحَمَّد أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ.

قوله تعالى ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ )

2670 - قال ابن أبي حاتم " 12736 ":
عَنْ قَتَادَة : (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) قَالَ: وَهَذَا التَّقْلِيبُ فِي رَقْدَتِهِم الأُولَى، كَانُوا يُقَلَّبُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً.

2671 - وقال الطبري " 17/624 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قَوْلهُ (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) وَهَذَا التَّقْلِيبُ فِي رَقْدَتِهِم الأُولَى. قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَبَا عِيَاضٍ قَالَ: لَهُمْ فِي كُلِّ عَامٍ تَقْلِيبَتَانِ.

قوله تعالى ( وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا⁽⁷⁾ )

2672 - قال الطبري " 17/625 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) يَقُولُ: بِفَنَاءِ الكَهْفِ.

قوله تعالى ( قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى⁽⁸⁾ طَعَامًا )

2673 - قال عبد الرزاق " 1662 ":

أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف: 19] ، قَالَ: «خَيْرٌ طَعَامًا» يَعْنِي أَجْوَدَهُ.

[يتبع بإذن الله]

________

1/ قال مجاهد (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) من قوم الفتية. (أَمَدًا) قال: عددا.[تفسير الطبري]. قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/173: أَيْ: لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عِلْمٌ بِمَا لَبِثُوا.اهـ

2/ وكان ابن عباس يقول: كُلُّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ، فَهُوَ حُجَّةٌ. [تفيسر سعيد بن منصور 1328].اهـ

3/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/174: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الكهف: 15]، أَيْ: لا أَحَدَ أَظْلَمُ مِنْهُ فِي تَفسِيرِ الْحَسَنِ.اهـ وقال الطبري في تفسيره 17/617: " ومن أشدّ اعتداء وإشراكا بالله، ممن اختلق، فتخرّص على الله كذبا، وأشرك مع الله في سلطانه شريكا يعبده دونه، ويتخده إلها ".اهـ

4/ قال سعيد بن منصور في تفسيره 1329 : حدَّثنا نجم العطار، عن عطاء الخراساني، في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ}، قال: [كان قوم] الفتية يعبدون الله ويعبدون معه آلهة شتى، فاعتزلت الفتية تلك الآلهة، ولم تعتزل عبادة الله .اهـ نجم العطار هو ابن فرقد البصري.

5/  عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ قَالَ: كَانَ كهفهم بين جبلين . [تفسير ابن أبي حاتم 12731].اهـ

6/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/175: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: 18] مُفَتَّحَةٌ أَعْيُنُهُمْ وَهُمْ مَوْتَى.اهـ

7/ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ لي صاحب شديد النفس، فمر بجانب كهفهم فقال: لا أنتهي حتى أنظر إِلَيْهِمْ، فقيل لَهُ: لا تفعل ... أما تقرأ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا فأبى إلا إِنَّ ينظر، فأشرف عَلَيْهِمْ فابيضت عيناه وتغير شعره، وكان يخبر الناس بعد يَقُولُ: عدتهم سبعة. [تفسير ابن أبي حاتم 12748].اهـ

8/ قال ابن عباس:  " أحل ذبيحة، وكانوا يذبحون للطواغيت ". [تفسير سعيد بن منصور 1332]. اهـ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/175: " وَقَدْ كَانَ مِنْ طَعَامِ قَوْمِهِمْ مَا لا يَسْتَحِلُّونَ أَكْلَهُ ".اهـ وروي عن ابن عباس أنهم كانوا يذبحون الخنازير.