الحمد
لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول ابن أبي حاتم في تفسيره [6267]:
حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
لَمَّا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ، فَخَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَفِي البَيْتِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الحَوَارِيِّينَ يَعْنِي فَخَرَجَ عِيسَى مِنْ عَيْنٍ فِي البَيْتِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً. فَقَالَ: إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةٍ بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي، قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فَيُقْتَلُ مَكَانِي وَيَكُونَ مَعِي فِي دَرَجَتِي؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشابُّ فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ ذَاكَ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى، وَرُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ فِي البَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ. قَالَ : وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ اليَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبَهَ، فَقَتَلُوهُ ثُمَّ صَلَبُوهُ، فَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ، وَافْتَرَقُوا ثَلاَثَ فِرَقٍ،
فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ اللهُ فِينَا مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ، فَهُؤَلاَءِ اليَعْقُوبِيَّةُ.
وَقَالَتْ فِرْقَةٌ:
كَانَ فِينَا ابْنُ اللهِ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَهَؤُلاَءِ
النَّسْطَوَرِيَّةُ.
وَقَالَتْ فِرْقَةٌ:
كَانَ فِينَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ رَفَعَهُ اللهُ
إِلَيْهِ، وَهَؤُلاَءِ المُسْلِمُونَ،
فَتَظَاهَرَتِ
الكَافِرَتَانِ عَلَى المُسْلِمَة فَقَتَلُوهَا، فَلَمْ يَزَلِ الإِسْلاَمُ
طَامِسًا حَتَّى بَعَثَ اللهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ."
اهـ
و الحمد
لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق