الحمد لله و الصلاة و
السلام على رسول الله و بعد،
فيقول الله سبحانه ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ 1 مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ 2 وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ 3 وَمِنْ شَرِّ النَفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ 4 وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ 5 ).
و الغاسق الليل
يقول الطبري في تفسيره،
بسند صحيح:
- حدثني محمد بن عمرو ،
قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال :
ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله: ( غاسق ) قال: الليل. ( إذا
وقب ) قال: إذا دخل .
و قال :
- حدثنا ابن عبد الأعلى،
قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : الليل إذا
أقبل . " اهـ
و إذا دخل الليل و انتشر،
دخلت معه دوابه !
يقول معمر بن راشد في
جامعه 19872 :
عَنِ ابْنِ
طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَا أُرَاهُ إِلَّا رَفَعَهُ، قَالَ: «إِيَّاكُمْ
وَالْخُرُوجَ بَعْدَ هَدْأَةِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ لِلَّهِ دَوَابَّ يَبُثُّهَا فِي
الْأَرْضِ تَفْعَلُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ، فَإِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ نَهِيقَ
حِمَارٍ، أَوْ نُبَاحَ كَلْبٍ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لَا تَرَوْنَ».
و قال عبد الرزاق في
مصنفه 2140 :
عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: " إِذَا تَنَاهَقَتِ الْحُمُرُ
مِنَ اللَّيْلِ فَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ".
و قد كان النبي صلى الله
عليه و سلم حريصا على تعليم أصحابه ما يقولون إذا أصبحوا و إذا أمسوا.
و من ذلك ما خرجه أبو
داود في سننه 3898 بسند صحيح. قال:
- حدثنا أحمد بن يونس
حدثنا زهير حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال سمعت رجلا من أسلم قال: كنت جالسا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أصحابه فقال يا رسول الله لدغت
الليلة فلم أنم حتى أصبحت. قال: ماذا؟ قال: عقرب. قال: " أما إنك لو قلت حين
أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. لم تضرك إن شاء الله ".
و هذا فضل عظيم.
اللهم صل على محمد و على
آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق