الجمعة، 23 مايو 2014

لَا تَشَاغَلُوا بِسَبِّ الْمُلُوكِ وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَيَّ أَعْطِفُهُمْ عَلَيْكُمْ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،




يقول معمر بن راشد في جامعه 1341 :

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : إِنِّي لَبِالْكُوفَةِ فِي دَارِي إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَأَلِجُ ؟ قُلْتُ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ فَلِجْ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ ؟ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، قَالَ : طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ ، فَتَذَكَّرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَجَعَلَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُحَدِّثُهُ ، قَالَ : ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي ، فَقَالَ : 

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " تَكُونُ فِتْنَةٌ ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ ، وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنِ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبُ ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي ، قَتْلاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ " ،
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَتَى ذَلِكَ ؟
قَالَ : " ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ " ،
قُلْتُ : وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ ؟
قَالَ : " حِينَ لا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ "
قَالَ : فَبِمَ تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ ؟
قَالَ : " اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ وَادْخُلْ دَارَكَ "
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي ؟
قَالَ : " فَادْخُلْ بَيْتَكَ " ،
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي ؟
قَالَ : " فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ ، وَاصْنَعْ هَكَذَا " فَأَتَى بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ ، وَقُلْ : " رَبِّيَ اللَّهُ ، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ " . اهـ



و في قوله صلى الله عليه  وسلم " قَتْلاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ " الرد على من يسمون قتلى المظاهرات و الإعتصامات بالشهداء.


فإن الذي يخرج من أجل الحرية و الديمقراطية، لم يخرج من أجل غرض شرعي الذي هو إعلاء كلمة الله، فكيف يكون شهيدا ؟؟؟

فقد خرج البخاري في صحيحه [ و هو أول حديث ] 1 قال :
حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".



و النبي صلى الله عليه و سلم يقول لابن مسعود " اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ وَادْخُلْ دَارَكَ ".
و الجهلة يقولون " حَرِّرْ نَفْسَكَ وَ يَدَكَ وَاخْرُجْ مِنْ دَارِكَ ".



و المرأ يأتيه الشر من قبل نفسه ثم تجده يتسائل من أين من أين ؟
يقول أبو نعيم في الحلية (2/377) : 
" حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ حَمْزَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْحِكْمَةِ: «إِنِّي أَنَا اللهُ، مَالِكُ الْمُلُوكِ قُلُوبُ الْعِبَادِ بِيَدِي فَمَنْ أَطَاعَنِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ رَحْمَةً وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَةً لَا تَشَاغَلُوا بِسَبِّ الْمُلُوكِ وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَيَّ أَعْطِفُهُمْ عَلَيْكُمْ " اهـ

وهذا إسناد قوي إلى مالك بن دينار
وهو ما يحتاجه الناس اليوم، فإن أئمة الجور عقوبة من الله تزول بالتوبة.




يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 8897 ":
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ابْتُلُوا مِنْ قِبَلِ سُلْطَانِهِمْ بِشَيْءٍ دَعُوا اللَّهَ أَوْشَكَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ فَزِعُوا إِلَى السَّيْفِ فُوُكِلُوا إِلَيْهِ وَاللَّهِ مَا جَاءُوا بِيَوْمٍ خَيْرٍ قَطُّ، ثُمَّ قَرَأَ: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ).اهـ




قال شيخ الإسلام في المنهاج (4/529) :
" وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون). وكان طلق بن حبيب يقول اتقوا الفتنة بالتقوى فقيل له أجمل لنا التقوى فقال أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله رواه أحمد وابن أبي الدنيا " اهـ



يقول الطبري في تفسيره ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) [التحريم]:

-حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: هي الصادقة الناصحة.
- حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله.( تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: التوبة النصوح الصادقة، يعلم أنها صدق ندامة على خطيئته، وحبّ الرجوع إلى طاعته، فهذا النصوح.
- حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثني الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: يستغفرون ثم لا يعودون.





هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

هناك تعليق واحد: