الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله، و بعد
فإن من الأمور التي يغفل البعض عنها، قضية متابعة
الإمام في الصلاة، فبين مسابق له و بين متأخر عنه تأخرا غير منضبط، و المرضي من كان
بين هؤلاء.
فقد خرج أبو داود في سننه (603) من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه، قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ بِه فإذا كبَّرَ فَكبِّروا ولا تُكبِّروا حتَّى يُكبِّرَ وإذا رَكعَ فاركعوا
ولا تركَعوا حتَّى يركعَ وإذا قالَ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ فقولوا اللَّهمَّ ربَّنا
لَكَ الحمدُ ـ قالَ مسلمٌ ولَكَ الحمدُ ـ وإذا سجدَ فاسجُدوا ولا تسجُدوا حتَّى يسجدَ
وإذا صلَّى قائمًا فصلُّوا قيامًا وإذا صلَّى قاعدًا فصلُّوا قعودًا أجمعونَ ".
و معنى قوله عليه الصلاة و السلام " وإذا سجدَ
فاسجُدوا ولا تسجُدوا حتَّى يسجدَ " أي إذا وضعه جبهته على الأرض،و لم يقل ( إذا
كبر للسجود فاسجدوا) فتنبه
و يدل على ذلك ما خرجه مسلم في صحيحه (2 / 46) من
حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، أنه قال:
" كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا رَكَعَ رَكَعُوا ، وَ إِذَا قَالَ : سَمِعَ الله ِّلِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَزَالُوا قيَامًا حَتَّى يَرَوْهُ قَدْ وَضَعَ وَجْهَهُ ( وَ فِي لَفْظٍ : جَبْهَتَهُ) فِي الأَرْضِ ، ثم يَتْبَعُونَهُ ".
وخرج مسلم
أيضا في صحيحه (475) من حديث عمرو بن حريث رضي الله عنه قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِىِّ
صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ (فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) وَكَانَ لاَ يَحْنِى رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَسْتَتِمَّ
سَاجِدًا.
و قد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن مسابقة
الإمام
فقد خرج البخاري في صحيحه (691) من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ أَوْ أَلاَ يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْس حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَار.
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
تسليما كثيرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق