الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:
كلام النعمان بن بشير رضي الله
عنه
1 - حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ
سَمِعْته يَقُولُ : مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَثَلُ الْمَوْتِ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ لَهُ
ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءٍ فَقَالَ لِأَحَدِهِمْ : مَا عِنْدَك ؟ فَقَالَ : عِنْدِي مَالُك
فَخُذْ مِنْهُ مَا شِئْت ، وَمَا لَمْ تَأْخُذْ فَلَيْسَ لَك ، ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ
: مَا عِنْدَك ؟ قَالَ : أَقُومُ عَلَيْك فَإِذَا مِتّ دَفَنْتُك وَخَلَّيْتُك ، ثُمَّ
قَالَ لِلثَّالِثِ : مَا عِنْدَك ؟ فَقَالَ : أَنَا مَعَك حَيْثُمَا كُنْت ، قَالَ
: فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَمَالُهُ ، مَا أَخَذَ فَلَهُ ، وَمَا لَمْ يَأْخُذْ فَلَيْسَ
لَهُ ، وَأَمَّا الثَّانِي فَعَشِيرَتُهُ ، إذَا مَاتَ قَامُوا عَلَيْهِ ثُمَّ خَلَّوْهُ
، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَعَمَلُهُ حَيْثُمَا دَخَلَ دَخَلَ مَعَهُ .
(( و الكيس يؤثر الثالث على ما سواه. لما خرجه البخاري في صحيحه
(6514) من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم "يتبَعُ الميِّتَ ثلاثةٌ ، فيرجعُ اثنان ويبقَى
معه واحدٌ : يتبعُه أهلُه ومالُه وعملُه ، فيرجِعُ أهلُه ومالُه ويبقَى عملُه "
))
2 – حدثنا يَزِيدُ قَالَ أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي
حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ قَالَ وَكَانَ وُدًّا لِلنُّعْمَانِ ، وَكَانَ
النُّعْمَانُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى النَّبْلِ ، قَالَ : فَسَمِعَ النُّعْمَانَ يَقُولُ
: أَلَّا إنَّ عُمَّالَ اللَّهِ ضَامِنُونَ عَلَى اللَّهِ ، أَلَا إنَّ عُمَّالَ بَنِي
آدَمَ لَا يَمْلِكُونَ ضَمَانَهُمْ ، قَالَ : فَلَمَّا نَزَلَ النُّعْمَانُ عَنْ مِنْبَرِهِ
أَتَاهُ فَاسْتَعْفَى ، فَقَالَ : مَا لَك ؟ قَالَ : سَمِعْتُك تَقُولُ كَذَا وَكَذَا
.
(( و قوله " عُمَّالُ اللهِ " قد صح أيضا عن ابن عباس. قال ابن المبارك
في الزهد 28: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس:" أنه مر بقوم بعدما أصيب
في بصره يجذون حجرا، وقال: ما يصنع هؤلاء؟ قال: يجذون حجرا، فقال: عمال الله أقوى من
هؤلاء." اهـ [ذكره الأخ الخليفي في آثار ابن عباس] ))
كلام عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
1 – حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ النُّعْمَانِ
بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ ، فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ
عَمْرَةُ تَبْكِي وَتَقُولُ : وَأَخَاهُ ، وَاكَذَا وَاكَذَا تُعَدِّدُ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ حِينَ أَفَاقَ : مَا قُلْت شَيْئًا إلَّا قِيلَ لِي : أَنْتَ
كَذَاك ؟ .
(( قال الحارث في مسنده كما في "بغية الباحث 264 ": حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيُّ،
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ:
لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللهِ أَجْلِسْنِي فَلا صَبْرَ لِي عَلَى
مَا أَسْمَعُ فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ.
فَقَالَ إِنِّي أُحَرِّجُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَنْدُبِينِي
بَعْدَ مَجْلِسِكِ هَذَا، فَأَمَا عَيْنُكِ فَلَنْ أَمْلِكَهَا. إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
مَيِّتِ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلاَّ الْمَلَكُ يَمْقُتُهُ.
* وأخرجه ابن سعد في الطبقات قال: ثنا
يزيد بن هارون به وقال:إلا الملائكة تمقته.
* وأخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما
في المطالب العالية 3896 من طريق يزيد بن هارون وقال فيه: إلا الملائكة تلعنه.
[ذكر ذلك الأخ الخليفي في آثار عمر]. ))
2 – حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ
بْنِ حِرَاشٍ قَالَ : قَالَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : " اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك
قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ."
(( دعاء جميل فيه طلب خيري الدنيا و الآخرة،
فقرة العين و الله أعلم الزوجة و الذرية الصالحة، كما في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ). يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، قَالَ : ثَنَا حَزْمٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَثِيرًا سَأَلَ الْحَسَنَ ، قَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، قَوْلُ اللَّهِ : ( هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ؟ قَالَ : لَا بَلْ فِي الدُّنْيَا ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : الْمُؤْمِنُ يَرَى زَوْجَتَهُ وَوَلَدَهُ يُطِيعُونَ اللَّهَ ." اهـ فهذا في الدنيا.
أما النعيم الذي لا ينفد فهو الجنة. و هذا في الآخرة ))
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق