الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
فكثيرا ما نسمع أن وقت السحر ربع ساعة قبل الفجر أو أقل أو أكثر. و قد وقفت على أثر صحيح عن مجاهد رحمه الله فيه ذكر علامة دخول وقت السحر.
يقول معمر بن راشد في " جامعه " :
19652 عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " إِذَا أخْفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا - يَعْنِي السَّحَرَ -، نَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا فَاعِلَ الشَّرِّ انْتَهِ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، حَتَّى الصُّبْحِ ".
و قال محمد بن فضيل الضبي في " الدعاء " :
125 حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ ، فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ ، وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ ، قَالَ : " إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ أَوْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ اطَّلَعَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ، ثُمَّ اطَّلَعَ آخَرُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ، فَذَلِكَ حِينَ تُخْرِجُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا ، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ ، فَيَقُولُ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ ، فَيَقُولُ : يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ ، فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ مُنْفِقٍ خَلَفًا ، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ ، فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ مُمْسِكٍ تَلَفًا " .
فإذا أخْفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا، فذاك السحر.
قال جل و علا ( وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )
يقول الطبري في " تفسيره " :
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: ثَنَا عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) قَالَ : يُصَلُّونَ .
و هذا خلاف ما يتبادر إلى الأذهان. وهو مذهب ابن عمر رضي الله عنه.
يقول ابن أبي شيبة في " المصنف " :
حدثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) قَالَ : يُصَلُّونَ .
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ورد عن ابن عمر خلافه
ردحذفقال ابن أبي حاتم في تفسيره 3353 : حَدَّثَنَا أَبِي ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَادَانَ ، قَالا : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ سورة آل عمران آية 17 , فَقَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً ، فَيَقُولُ : يَا نَافِعُ : أَسْحَرْنَا ؟ فَيَقُولُ : لا ، فَيُعَاوِدُ الصَّلاةَ فَإِذَا قُلْتُ : نَعَمْ ، قَعَدَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَدْعُو حَتَّى يُصْبِحَ "
يمكن الجمع
ردحذفالإستغفار يأتي بمعنى الصلاة أيضا
شوف قوله تعالى ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون )
قال مجاهد يستغفرون: يصلون
وقال الضحاك يؤمنون ويصلون
وقال سبحانه وتعالى ( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ )
قال ابن عباس قال: قال الْمَلَكُ لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رُفع عنهم العذاب.
وتفسير هذه الآية يصدق الآية التي قبلها