الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:
كلام عمر بن الخطاب رضي الله
عنه
2 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ
عُمَرُ الشَّامَ اسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ ، لَوْ رَكِبْت بِرْذَوْنًا يَلْقَاك عُظَمَاءُ النَّاسِ وَوُجُوهُهُمْ
، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ أَلَا أَرَاكُمْ هَاهُنَا ، إنَّمَا الْأَمْرُ مِنْ هَاهُنَا
، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إلَى السَّمَاءِ خَلُّوا سَبِيلَ جَمَلِي .
(( ذكره الذهبي في " العلو للعلي الغفار 117" ))
3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ
: كَتَبَ عُمَرُ : إنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، فَمَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا
كَانَ قَمِنًا أَنْ يُبَارَكَ لَهُ فِيهَا ، وَمَنْ أَخَذَهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ
كَالْآكِلِ الَّذِي لَا يَشْبَعُ .
4 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ إبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : لَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بِكُنُوزِ آلِ كِسْرَى
فَإِذَا مِنْ الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ مَا يَكَادُ أَنْ يَحَارَ مِنْهُ الْبَصَرُ
، قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : مَا يُبْكِيك
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ إنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ شُكْرٍ وَسُرُورٍ وَفَرَحٍ
، فَقَالَ عُمَرُ : مَا كَثُرَ هَذَا عِنْدَ قَوْمٍ إلَّا أَلْقَى اللَّهُ بَيْنَهُمْ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ .
5 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رَأَيْت بَيْنَ كَتِفَيْ عُمَرَ أَرْبَعَ رِقَاعٍ فِي قَمِيصِهِ
.
6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدْرِيسَ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
عَنْ سَعِيدِ عنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ إلَى أَبِي مُوسَى : أَمَّا
بَعْدُ ، إنَّ أَسْعَدَ الرُّعَاةِ مَنْ سَعِدَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ ، وَإِنَّ أَشْقَى
الرُّعَاةِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْ شَقِيَتْ بِهِ رَعِيَّتُهُ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْتَعَ
فَيَرْتَعَ عُمَّالُك ، فَيَكُونَ مِثْلُك عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ الْبَهِيمَةِ ، نَظَرَتْ
إلَى خَضِرَةٍ مِنْ الْأَرْضِ فَرَتَعَتْ فِيهَا تَبْتَغِي بِذَلِكَ السَّمْنِ ، وَإِنَّمَا
حَتْفُهَا فِي سَمْنِهَا ، وَعَلَيْك السَّلَامُ .
(( سعيد هو ابن أبي خالد البجلي يحتمل ))
7 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ
: أَتَيْت نُعَيْمَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ فَأَخْرَجَ إلَيَّ صَحِيفَةً فَإِذَا فِيهَا
" مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إلَى عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ : سَلَامٌ عَلَيْك أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّا عَهِدْنَاك وَأَمْرُ
نَفْسِك لَك مُهِمٌّ وَأَصْبَحْت قَدْ وُلِّيت أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَرِهَا
وَأَسْوَدِهَا ، يَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيْك الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ وَالصَّدِيقُ
، وَلِكُلٍّ حِصَّتُهُ مِنْ الْعَدْلِ فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ
، فَإِنَّا نُحَذِّرُك يَوْمًا تَعْنُو فِيهِ الْوُجُوهُ ، وَتَحِفُّ فِيهِ الْقُلُوبُ
، وَتُقْطَعُ فِيهِ الْحُجَجُ يَمْلِكُ قَهْرَهُمْ بِجَبَرُوتِهِ وَالْخَلْقُ دَاخِرُونَ
لَهُ ، يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عِقَابَهُ ، وَإِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ
أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ إلَى آخِرِ زَمَانِهَا : أَنْ يَكُونَ إخْوَانُ
الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ ، وَأَنْ نَعُوذَ بِاَللَّهِ أَنْ يَنْزِلَ
كِتَابُنَا إلَيْك سِوَى الْمَنْزِلِ الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِنَا ، فَإِنَّا كَتَبْنَا
بِهِ نَصِيحَةً لَك وَالسَّلَامُ عَلَيْك ، فَكَتَبَ إلَيْهِمَا : مِنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ : إلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمَا أَمَّا
بَعْدُ ، فَإِنَّكُمَا كَتَبْتُمَا إلَيَّ تَذْكُرَانِ أَنَّكُمَا عَهِدْتُمَانِي وَأَمْرُ
نَفْسِي لِي مُهِمٌّ وَأَنِّي قَدْ أَصْبَحْت قَدْ وُلِّيت أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ
أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا ، يَجْلِسُ بَيْنَ يَدِي الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالْعَدُوُّ
وَالصَّدِيقُ ، وَلِكُلٍّ حِصَّةٌ مِنْ ذَلِكَ ، وَكَتَبْتُمَا فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ
عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ ، وَأَنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ عِنْدَ ذَلِكَ لِعُمَرَ
إلَّا بِاَللَّهِ ، وَكَتَبْتُمَا تُحَذِّرَانِي مَا حُذِّرَتْ بِهِ الْأُمَمُ قَبْلَنَا
، وَقَدِيمًا كَانَ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِآجَالِ النَّاسِ يُقَرِّبَانِ
كُلَّ بَعِيدٍ وَيُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ حَتَّى
يَصِيرَ النَّاسُ إلَى مَنَازِلِهِمْ مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، كَتَبْتُمَا تَذْكُرَانِ
أَنَّكُمَا كُنْتُمَا تُحَدِّثَانِ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي
آخِرِ زَمَانِهَا : أَنْ يَكُونَ إخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ ،
وَلَسْتُمْ بِأُولَئِكَ ، لَيْسَ هَذَا بِزَمَانِ ذَلِكَ ، وَأَنَّ ذَلِكَ زَمَانٌ
تَظْهَرُ فِيهِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ ، تَكُونُ رَغْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ إلَى
بَعْضٍ لِصَلَاحِ دُنْيَاهُمْ ، وَرَهْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ بَعْضٍ ، كَتَبْتُمَا
بِهِ نَصِيحَةً تَعِظَانِي بِاَللَّهِ أَنْ أُنْزِلَ كِتَابَكُمَا سِوَى الْمَنْزِلِ
الَّذِي نَزَلَ مِنْ قُلُوبِكُمَا ، وَأَنَّكُمَا كَتَبْتُمَا بِهِ وَقَدْ صَدَقْتُمَا
فَلَا تَدَعَا الْكِتَابَ إلَيَّ فَإِنَّهُ لَا غِنَى بِي عَنْكُمَا وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمَا
.
8 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ يَسَارِ
بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ : وَاَللَّهِ مَا نَخَلْت لِعُمَرَ الدَّقِيقَ قَطُّ إلَّا وَأَنَا
لَهُ عَاصٍ
9 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ يُونُسَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ
رُبَّمَا ذَكَرَ عُمَرَ فَيَقُولُ : وَاَللَّهِ مَا كَانَ بِأَوَّلِهِمْ إسْلَامًا
وَلَا بِأَفْضَلِهِمْ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَكِنَّهُ غَلَبَ النَّاسَ
بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالصَّرَامَةِ فِي أَمْرِ اللَّهِ ، وَلَا يَخَافُ فِي
اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ .
10 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ
: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : مَا ادَّهَنَ عُمَرُ حَتَّى
قُتِلَ إلَّا بِسَمْنٍ أَوْ إهَالَةٍ أَوْ زَيْتٍ مُقَتَّتٍ .
11 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ
عُمَرُ يَمْشِي فِي " طَرِيقٍ وَمَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَرَأَى جَارِيَةً
مَهْزُولَةً تَطِيشُ مَرَّةً وَتَقُومُ أُخْرَى ، فَقَالَ : هَا بُؤْسَ لِهَذِهِ هَاهْ
، مَنْ يَعْرِفُ تَيَّاهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ وَاَللَّهِ إحْدَى بَنَاتِك
، قَالَ : بَنَاتِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : مَنْ هِيَ ؟ قَالَ : بِنْتُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : وَيْلَك يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، أَهْلَكْتهَا
هَزْلًا ، قَالَ : مَا نَصْنَعُ ، مَنَعْتنَا مَا عِنْدَك ، فَنَظَرَ إلَيْهِ فَقَالَ
: مَا عِنْدِي ؟ عَزَّكَ أَنْ تَكْسِبَ لِبَنَاتِك كَمَا تَكْسِبُ الْأَقْوَامُ ؟ لَا
وَاَللَّهِ مَا لَك عِنْدِي إلَّا سَهْمُك مَعَ الْمُسْلِمِينَ .
12 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ : قَالَ سَعْدٌ : أَمَا وَاَللَّهِ مَا كَانَ
بِأَقْدَمِنَا إسْلَامًا وَلَا أَقْدَمِنَا هِجْرَةً وَلَكِنْ قَدْ عَرَفْت بِأَيِّ
شَيْءٍ فَضَلَنَا كَانَ أَزْهَدَنَا فِي الدُّنْيَا يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ.
13 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ وَابْنُ إدْرِيسَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ بُكَيْر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ مَعْمَرِ
بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ :
قَالَ عُمَرُ : إنَّ الْعَبْدَ إذَا تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَ اللَّهُ حِكْمَتَهُ ،
وَقَالَ : انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللَّهُ ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ وَفِي أَنْفُسِ
النَّاسِ كَبِيرٌ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إذَا تَعَظَّمَ وَعَدَا طَوْرَهُ رَهَصَهُ اللَّهُ
إلَى الْأَرْضِ وَقَالَ اخْسَأْ أَخْسَأَك اللَّهُ ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ وَفِي
أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرٌ حَتَّى لَهُوَ أَحْقَرُ عِنْدَهُ مِنْ خِنْزِيرٍ .
14 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : لَمَّا نَفَرَ عُمَرُ كَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ تُرَابٍ
ثُمَّ بَسَطَ عَلَيْهَا ثَوْبَهُ وَاسْتَلْقَى عَلَيْهَا .
(( قال مالك في " الموطأ 1560 ": حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لَمَّا صَدَرَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ مِنًى أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ ثُمَّ كَوَّمَ كَوْمَةً
بَطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا رِدَاءَهُ وَاسْتَلْقَى ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إِلَى
السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي وَضَعُفَتْ قُوَّتِي وَانْتَشَرَتْ
رَعِيَّتِي فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ
فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ سُنَّتْ لَكُمْ السُّنَنُ وَفُرِضَتْ
لَكُمْ الْفَرَائِضُ وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ
يَمِينًا وَشِمَالًا وَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ إِيَّاكُمْ
أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي
كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَرَجَمْنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ
فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ فَإِنَّا قَدْ قَرَأْنَاهَا قَالَ مَالِك قَالَ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى
قُتِلَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ يَحْيَى سَمِعْت مَالِك يَقُولُ قَوْلُهُ الشَّيْخُ
وَالشَّيْخَةُ يَعْنِي الثَّيِّبَ وَالثَّيِّبَةَ فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ. ))
15 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ
: قَالَ ثَابِتٌ : قَالَ أَنَسٌ : غَلَا الشَّعِيرُ غَلَا الطَّعَامُ بِالْمَدِينَةِ
عَلَى عَهْدِ عُمَرَ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ الشَّعِيرَ فَاسْتَنْكَرَهُ بَطْنُهُ ، فَأَهْوَى
بِيَدِهِ إلَى بَطْنِهِ فَقَالَ : وَاَللَّهِ مَا هُوَ إلَّا مَا تَرَى حَتَّى يُوَسِّعَ
اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ .
((قال أبو داود في "الزهد 57": نا أبو توبة قال: نا عبيد الله، عن
عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: أُتى عمر بن الخطاب بخبز
وزيت، فمسح على بطنه، وجعل يأكل ويقول: والله لتمررن أيها البطن على الخبز والزيت ما
دام السمن يباع بالأواق.))
16 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْت أَمْشِي مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَرَأَى
تَمْرَةً مَطْرُوحَةً فَقَالَ : خُذْهَا ، قُلْت : وَمَا أَصْنَعُ بِتَمْرَةٍ ؟ قَالَ
: تَمْرَةٌ وَتَمْرَةٌ حَتَّى تَجْتَمِعَ ، فَأَخَذْتهَا فَمَرَّ بِمِرْبَدِ تَمْرٍ
فَقَالَ : أَلْقِهَا فِيهِ .
((هشام بن سعد القرشي. قال أبو داود:" هو ثقة، أثبت الناس في زيد بن أسلم".))
17 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ بَشِيرِ بْنِ
عَمْرٍو قَالَ : لَمَّا أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الشَّامَ أُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ
فَرَكِبَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا هَزَّهُ نَزَلَ عَنْهُ وَضَرَبَ وَجْهَهُ وَقَالَ : قَبَّحَك
اللَّهُ وَقَبَّحَ مَنْ عَلَّمَك هَذَا.
(( الشيباني هو سليمان بن فيروز. قال أبو إسحاق الجوزجاني: رأيت أحمد بن حنبل
يعجبه حديث الشيباني، وقال: هو أهل أن لا يدع له شيئا.))
18 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إبْرَاهِيمَ عَنْ
هَمَّامٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : دَخَلْت عَلَى عُمَرَ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى جِذْعٍ
فِي دَارِهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فَدَنَوْت مِنْهُ فَقُلْت: مَا الَّذِي أَهَمَّكَ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ وَأَشَارَ بِهَا ، قَالَ: قُلْت:
الَّذِي يُهِمُّك وَاَللَّهِ لَوْ رَأَيْنَا مِنْك أَمْرًا نُنْكِرُهُ لَقَوَّمْنَاك
، قَالَ: اللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ ، لَوْ رَأَيْتُمْ مِنِّي أَمْرًا تُنْكِرُونَهُ
لَقَوَّمْتُمُوهُ ، فَقُلْت : اللَّهِ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ ، لَوْ رَأَيْنَا
مِنْك أَمْرًا نُنْكِرُهُ لَقَوَّمْنَاك ، قَالَ : فَفَرِحَ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا
، وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِيكُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مَنْ الَّذِي
إذَا رَأَى مِنِّي أَمْرًا يُنْكِرُهُ قَوَّمَنِي .
(( و هذا ليس على طريقة المهيجة الذين ينكرون علانية. حتى لا يفرحوا بمثل
هذا الأثر ))
19 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى عَنْ إِسْحَاقَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : رَأَيْت عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ يَأْكُلُ الصَّاعَ مِنْ التَّمْرِ بِحَشَفِهِ .
20 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْت آتِي عُمَرَ بِالصَّاعِ مِنْ التَّمْرِ
فَيَقُولُ: يَا أَسْلَمَ حُتَّ عَنِّي قِشْرَهُ فَأَحْشِفُهُ، فَيَأْكُلُهُ .
((جاء في المعجم الوسيط: " الحَشَفُ من التمر : أَرْدَؤُّهُ ، وهو الذي
يجفُ ويَصْلُبُ ويَتَقَبَّضُ قبل نُضْجه فلا يكونُ له نوًى ولا لِحاءٌ ولا حلاوة ولا
لحمٌ ."اهـ))
21 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
قَالَ : سُئِلَ عُمَرُ عَنْ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ ، فَقَالَ : التَّوْبَةُ النَّصُوحُ
أَنْ يَتُوبَ الْعَبْدُ مِنْ الْعَمَلِ السَّيِّئِ ثُمَّ لَا يَعُودُ إلَيْهِ أَبَدًا
.
((يقول الطبري في تفسيره: حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا
شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي
الله عنه يقول: ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا
) قال: يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه.))
22 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
قَالَ : سُئِلَ عُمَرُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قَالَ : يُقْرَنُ
بَيْنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَعَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ ، وَيُقْرَنُ
بَيْنَ الرَّجُلِ السُّوءِ مَعَ الرَّجُلِ السُّوءِ فِي النَّارِ .
(( يقول الطبري :- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ،
قَالَ : ثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ
بَشِيرٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَخْطُبُ ، قَالَ : ( وَكُنْتُمْ
أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ
الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ ) ثُمَّ قَالَ : ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قَالَ : أَزْوَاجٌ
فِي الْجَنَّةِ ، وَأَزْوَاجٌ فِي النَّارِ .
- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ ، قَالَ : ثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : سُئِلَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : ( وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) قَالَ : يُقْرَنُ بَيْنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَعَ الرَّجُلِ
الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ السُّوءِ مَعَ الرَّجُلِ السُّوءِ
فِي النَّارِ .
قال الطبري: وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ ، الَّذِي
تَأَوَّلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْعِلَّةِ الَّتِي اعْتَلَّ
بِهَا ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ : ( وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً
) ، وَقَوْلُهُ : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ) وَذَلِكَ لَا شَكَّ
الْأَمْثَالُ وَالْأَشْكَالُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) بِالْقُرَنَاءِ وَالْأَمْثَالِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ .
اهـ))
23 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ
عَنْ دَاوُد عَنْ عَامِرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : دَخَلْت عَلَى عُمَرَ حِينَ
طُعِنَ فَقُلْت : أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَسْلَمْت حِينَ
كَفَرَ النَّاسُ وَجَاهَدْت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ حِينَ خَذَلَهُ النَّاسُ ، وَقُبِضَ
رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ عَنْك رَاضٍ ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ فِي خِلَافَتِك اثْنَانِ ،
وَقُتِلْت شَهِيدًا ، فَقَالَ : أَعِدْ عَلَيَّ ، فَأَعَدْت عَلَيْهِ فَقَالَ : وَاَلَّذِي
لَا إلَهَ غَيْرُهُ لَوْ أَنَّ لِي مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ
لَافْتَدَيْت بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ .
(( داود هو ابن دينار بن عذافر ثقة، و عامر هو الشعبي ))
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق