سورة البقرة [ 141 - 150 ]
[سورة البقرة]
قوله تعالى ( تِلْكَ
أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ )
258
- قال الطبري " 2140 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ قَال، حَدَّثَنا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ تَعَالَى: " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ "، يَعْنِي: إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ.
قوله تعالى ( سَيَقُولُ
السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا )
259
- قال الطبري " 2163 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ قَال، حَدَّثَنا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: "سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ
الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا "؟ قَالَ: صَلَّتِ الأَنْصَارُ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ
حَوْلَيْنِ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ
وَصَلَّى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قُدُومِهِ المَدِينَةَ
مُهَاجِرًا، نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشْرَ شَهْرًا، ثُمَّ وَجَّهَهُ اللهُ
بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الكَعْبَةِ البَيْت الحَرَام. فَقَالَ فِي ذَلِكَ قَائِلُونَ مِنَ
النَّاسِ: " مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا
"؟ لَقَدِ اشْتَاقَ الرَّجُلُ إِلَى مَوْلِدِهِ! فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:
" قُلْ للهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
قوله تعالى ( كَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )
260
- قال عبد الرزاق " 137 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] قَالَ: «عُدُولًا ، لِتَكُونَ
هَذِهِ الْأُمَّةُ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغَتْهُمْ(1)
، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ شَهِيدًا أَنْ قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ
بِهِ».
261
- و قال الطبري " 2172 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ قَال، حَدَّثَنا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: " أُمَّةً وَسَطًا " قَالَ، عُدُولاً.
قوله تعالى ( وَمَا
جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ
مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ
هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)
262
- قال عبد الرزاق " 140 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [البقرة:
143] قَالَ: «كَبِيرَةٌ حِينَ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
، فَكَانَتْ كَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ».
263
- وقال الطبري " 2203 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ قَال، حَدَّثَنا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَال: كَانَتِ القِبْلَةُ فِيهَا بَلاَءٌ وَتَمْحِيصٌ. صَلَّتِ الأَنْصَارُ نَحْوَ
بَيْتِ المَقْدِسِ حَوْلَيْنِ قَبْلَ قُدُومِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَصَلَّى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قُدُومِهِ
المَدِينَةَ مُهَاجِرًا نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشْرَ شَهْرًا، ثُمَّ وَجَّهَهُ
اللهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الكَعْبَةِ البَيْتِ الحَرَامِ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ قَائِلُونَ
مِنَ النَّاسِ: "مَا وَلاَّهُم عَنْ قِبْلَتِهُم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا
"؟ لَقَدِ اشْتَاقَ الرَّجُلُ إِلَى مَوْلِدِهِ! قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:
"قُلْ للهِ المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
". فَقَالَ أُنَاسٌ - لَمَّا صُرِفَتِ القِبْلَةُ نَحْوَ البَيْتِ الحَرَامِ -:
كَيْفَ بِأَعْمَالِنَا الَّتِي كُنَّا نَعْمَلُ فِي قِبْلَتِنَا الأُولَى؟ فَأَنْزَلَ
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ". وَقَدْ
يَبْتَلِي اللهُ العِبَادَ بِمَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ، الأَمْرَ بَعْدَ الأَمْر، لِيَعْلَمَ
مَنْ يُطِيعُهُ مِمَّنْ يَعْصِيه، وَكُلُّ ذَلِكَ مَقْبُولٌ، إذْ كَانَ فِي [ذلك] إِيمَانٌ
بِاللهِ، وَإخْلاَصٌ لَهُ، وَتَسْلِيمٌ لِقَضَائِهِ.
قوله تعالى ( قَدْ
نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا )
264
- قال عبد الرزاق " 141 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة:
144] قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُ وَجْهَهُ
إِلَى السَّمَاءِ ، يُحِبُّ أَنْ يَصْرِفَهُ اللَّهُ إِلَى الْكَعْبَةِ ، حَتَّى صَرَفَهُ
اللَّهُ إِلَيْهَا».
265
- و قال الطبري " 2231 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ قَال، حَدَّثَنا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوِلهُ: " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ "، فَكَانَ نَبِيُّ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْت المَقْدِسِ، يَهْوَى
وَيَشْتَهِي القِبْلَةَ نَحْوَ البَيْت الحَرَام، فَوَجَّهَهُ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ
لِقِبْلَةٍ كَانَ يَهْوَاهَا وَيشْتَهِيهَا.
قوله تعالى ( فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )
266
- قال ابن أبي حاتم " 1359 ":
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ
الأَشَجُّ، ثنا أَبُو سُفْيَانَ يَعْنِي الْمَعْمَرِيَّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ،
قَوْلُهُ: «فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ» : قَالَ: تَوَجَّه.
267
- و قال عبد الرزاق " 143 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:
144] قَالَ: نَحْوَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ} [البقرة: 144] أَيْ: تِلْقَاءَهُ.
قوله تعالى ( الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ )
268
- قال الطبري " 2259 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ: قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ
أَبْنَاءَهُمْ "، يَقُولُ: يَعْرِفُونَ أَنَّ البَيْتَ الحَرَام هُوَ القِبْلَةُ.
قوله تعالى ( وَإِنَّ
فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
269
- قال الطبري " 2269 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ: قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: " وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
"، فَكَتَمُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله تعالى ( وَلِكُلٍّ
وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ) (2)
270
- قال عبد الرزاق " 144 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148] قَالَ:
«فِي صَلَاتِهِمْ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَصَلَاتِهِمْ إِلَى الْكَعْبَةِ».
قوله تعالى ( فَاسْتَبِقُواْ
الْخَيْرَاتِ )
271
- قال الطبري " 2289 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ: قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة:
" فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ "، يَقُولُ: لاَ تُغْلَبُنَّ عَلَى قِبْلَتِكُمْ.
قوله تعالى ( لِئَلاَّ
يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ )
272
- قال الطبري " 2292 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ: قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: " لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ "، يَعْنِي بِذَلِكَ
أَهْلَ الكِتَابِ. قَالُوا ء حِينَ صُرِفَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى الكَعْبَةِ البَيْت الحَرَام ء: اشْتَاقَ الرَّجُلُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ وَدِينِ
قَوْمِهِ!.
273
- و قال " 2298 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ
مُعَاذ: قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: " إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ "، وَ " الَّذِينَ
ظَلَمُوا ": مُشْرِكُو قُرَيْشٍ. و قال ( 2303 ): ( إِلاَّ الَّذِينَ
ظَلَمُواْ مِنْهُمْ): وَ " الذَّينَ ظَلَمُوا ": مُشْرِكُو قُرَيْش. يَقُول:
إِنَّهُمْ سَيَحْتَجُّونَ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ، فَكَانَتْ حُجَّتُهُمْ عَلَى نَبِيِّ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْصِرَافَهُ إِلَى البَيْت الحَرَام - أَنَّهُمْ
قَالُوا سَيَرْجِعُ إِلَى دِينِنَا كَمَا رَجَعَ إِلَى قِبْلَتِنَا! فَأَنْزَلَ اللهُ
تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ.
[يتبع بإذن الله]
______
1/ يقول عبد الرزاق في " تفسيره 138" نا مَعْمَرٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ قَوْمَ نُوحٍ يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَمْ يُبَلِّغْنَا نُوحٌ ، قَالَ: فَيُدْعَى نُوحٌ ، فَيُسْأَلُ: «هَلْ بَلَّغْتَهُمْ؟» قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ بَلَّغْتُهُمْ ، فَيُقُولُ: «مَنْ شُهُودُكَ؟» فَيَقُولُ: أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ ، فَيُدْعَوْنَ فَيُسْأَلُونَ ، فَيَقُولُونَ: «نَعَمْ ، قَدْ بَلَّغْتَهُمْ» فَيَقُولُ قَوْمُ نُوحٍ: تَشْهَدُونَ عَلَيْنَا وَلَمْ تُدْرِكُونَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: " قَدْ جَاءَنَا نَبِيٌّ فَأَخْبَرَنَا أَنْ قَدْ بَلَّغَكُمْ ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ أَنْ قَدْ بَلَّغَكُمْ ، فَصَدَّقْنَاهُ ، قَالَ: فَيُصَدَّقُ نُوحٌ ، وَيُكَذَّبُونَ " قَالَ: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].
2/ و ظاهر كلام مجاهد أن لكل مِلة قبلة.
يقول الطبري (2281): حَدَّثَنِي مُحَمَّد بَن عَمْرُو قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ، حَدَّثَنَا عِيسَى، عَن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " وِجْهَةٌ " قبلةٌ. وَ قَالَ (2286): "هُوَ مُوَّلِيهَا " قَال، هُوَ مُسْتَقْبِلُهَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق