الحمد لله والصلاة و السلام على رسول و بعد،
فقد رأيت يوم السبت مشاركة على برنامج (whatsapp) بخصوص المقام المحمود، و هذا ملخص ما نقله عن أحد المشايخ:
" تفسير المقام المحمود بأن الله يجلس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش فهو تفسير باطل. لأن هذه الأمة متفقه و مجمعة على أن الله بائن من خلقه سبحانه و تعالى " اهـ
لما قرأت هذا الكلام لم يسعني إلا أن أرد على ما نقله، فالله أسأل التوفيق.
يقول أبو بكر الخلال في " السنة 289 ":
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ صَاحِبُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ : " ... مَنْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ هَذِهِ الأَحَادِيثُ فَسَكَتَ عَنْهَا فَهُوَ مُتَّهَمٌ ، فَكَيْفَ مَنْ رَدَّهَا وَطَعَنَ فِيهَا ، أَوْ تَكَلَّمَ فِيهَا " اهـ
و قال 312:
سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقَ ، يَقُولُ : " سَأَلْتُ أَسْوَدَ بْنَ سَالِمٍ ، عَنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ ، فَقَالَ : نَحْلِفُ عَلَيْهَا بِالطَّلاقِ وَالْمَشْيِ ، إِنَّهَا حَقٌّ " .
فالقول بأن تفسير المقام المحمود : أن الله يجلس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على عرش تفسير باطل، لو قيل في زمن السلف لما خرج قائله حيا.
يقول أبو بكر الخلال في " السنة 261 ":
وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ صَدَقَةَ ، يَقُولُ : قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ يَوْمًا ، وَذَكَرَ حَدِيثَ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : " هَذَا حَدَّثَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمَجْلِسِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَكَمْ تَرَى كَانَ فِي الْمَجْلِسِ ، عِشْرِينَ أَلْفًا ، فَتَرَى لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا قَامَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : لا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، أَوْ أَظْهَرَ إِنْكَارَهُ ، تَرَاهُ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ ثَمَّ إِلا وَقَدْ قُتِلَ " .
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ صَدَقَةَ ، وَصَدَقَ ، مَا حُكْمُهُ عِنْدِي إِلاَّ القَتْلِ " . اهـ
و هنا أمور:
-الأول أن المقام المحمود الكلام عنه أخروي و ليس دنيوي.
- الأمر الثاني أن الأئمة روو حديث ابن فضيل عن ليث عن مجاهد بلا نكير، فيسعنى ما وسعهم.
يقول أبو بكر في " السنة 274 ":
يقول أبو بكر في " السنة 274 ":
وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا سورة الإسراء آية 79 ، قَالَ : يُجْلِسُهُ عَلَى الْعَرْشِ " ، وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَتِنَا ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ هَذَا .
و قال " 284 ":
وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [يريد الإمام أحمد] " عَنِ الأَحَادِيثِ الَّتِي تَرُدُّهَا الْجَهْمِيَّةُ فِي الصِّفَاتِ ، وَالرُّؤْيَةِ ، وَالإِسْرَاءِ ، وَقِصَّةِ الْعَرْشِ ، فَصَحَّحَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَقَالَ : قَدْ تَلَقَّتْهَا الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ ، نُسَلِّمُ الأَخْبَارَ كَمَا جَاءَتْ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ رَجُلا اعْتَرَضَ فِي بَعْضِ هَذِهِ الأَخْبَارِ كَمَا جَاءَتْ ، فَقَالَ : يُجْفَا ، وَقَالَ : مَا اعْتِرَاضُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، يُسَلِّمُ الأَخْبَارَ كَمَا جَاءَتْ ؟ " .
و إلا فأي سلفية نَدَّعِي !
يقول الذهبي في كتابه " العرش 133 " :
" فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟، بل نؤمن به ونكل علمه إلى الله عز وجل". اهـ
- الأمر الثالث أن رواية ليث عن مجاهد في المقطوع قوية.
يقول يعقوب بن سفيان في " المعرفة ": حَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، قال : سمعت أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ : " انْظُرْ مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَاشْدُدْ يَدَيْكَ، يُرِيدُ بِهِ طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا ". اهـ
و من تتبع مرويات ليث عن مجاهد و طاوس (في المقطوعات) وجد عامتها مستقيمة،
وقال البرقاني في سؤالاته للدارقطني 421:
سألته عن ليث بن أبي سليم، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه.
ثم قال: أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. اهـ
يعني إذا أفرد شيخه كان ضابطا لكلامه.
وكلام الدارقطني قوي في الرد على المخالفين
وقال البرقاني في سؤالاته للدارقطني 421:
سألته عن ليث بن أبي سليم، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه.
ثم قال: أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. اهـ
يعني إذا أفرد شيخه كان ضابطا لكلامه.
وكلام الدارقطني قوي في الرد على المخالفين
و قال أبو بكر الخلال في " السنة 294 ":
وَقَالَ [لي] إِبْرَاهِيمُ [يعني الأصبهاني]: هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ ثَبْتٌ ، حَدَّثَ بِهِ الْعُلَمَاءُ مُنْذُ سِتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ، لا يَرُدُّهُ إِلا أَهْلُ الْبِدَعِ ، وَطَعَنَ عَلَى مَنْ رَدَّهُ
- الأمر الرابع: يقول أسد بن موسى في الزهد 44 :
نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: «كَانَ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيٍّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْقَوْمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ، بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ يَمِينٍ وَمِنْ شِمَالٍ، وَيَمُرُّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ تُبَوِّئُهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ، عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيُّ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى،
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ عِيسَى وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَيَقُومُ، فَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ شِمَالِ وَمِنْ يَمِينٍ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ تُبَوِّئُهُمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ، عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى، فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ،
ثُمَّ تَتْبَعُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالْأُمَمُ، حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ». اهـ
و هذا نص نفيس إسناده صحيح، فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم إذا انتهى إلى ربه ألقي إليه كرسي عن يمين الله عز و جل، و هذا يصلح أن يكون شاهدا على أثر مجاهد.
- الأمر الخامس أنه لا تعارض بين الإذن بالشفاعة و بين الإجلاس. بل الأكمل أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم جالسا حتى يشفع.
ألا ترون الملوك كيف تصنع إذا أرادت أن تصدر الأحكام و الخطب و غيرها ؟!!!
قال ابن حجر في " الفتح 2/ 416 " :
" قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : وَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود الشَّفَاعَة ، وَقِيلَ إِجْلَاسه عَلَى الْعَرْش ، وَقِيلَ عَلَى الْكُرْسِيّ ، وَحَكَى كُلًّا مِنْ الْقَوْلَيْنِ عَنْ جَمَاعَة ، وَعَلَى تَقْدِير الصِّحَّة لَا يُنَافِي الْأَوَّل لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون الْإِجْلَاس عَلَامَة الْإِذْن فِي الشَّفَاعَة ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود الشَّفَاعَة كَمَا هُوَ مَشْهُور وَأَنْ يَكُون الْإِجْلَاس هِيَ الْمَنْزِلَة الْمُعَبَّرُ عَنْهَا بِالْوَسِيلَةِ أَوْ الْفَضِيلَة" اهـ
وقال الطبري في " تفسيره " بعد أن ذكر أحاديث الشفاعة:
" وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه ، قول غير مدفوع صحته ، لا من جهة خبر ولا نظر ، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن التابعين بإحالة ذلك ". اهـ
أما أدلة علو الله و أنه على العرش استوى فكثرتها تدلك على أن أثر مجاهد خاص في إثبات فضيلة النبي صلى الله عليه و سلم، و لذلك بدعوا الناس من أجله بل حكموا على منكره بالكفر ! فتأمل.
قال أبو بكر الخلال " 255 ":
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا سورة الإسراء آية 79 ، قَالَ : يُقْعِدُهُ مَعَهُ عَلَى الْعَرْشِ " .
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مَنْ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ كَذَّبَ بِفَضِيلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ " . اهـ
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مَنْ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ كَذَّبَ بِفَضِيلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ " . اهـ
و حاول أحدهم رد أثر مجاهد قائلا:
" و الشيء بالشيء يذكر، فقد فسر مجاهد رحمه الله تعالى قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة) أي تنتظر الثواب من ربها. قال ابن كثير رحمه الله تعالى : " فقد أبعد هذا القائل النجعة، و أبطل فيما ذهب إليه " اهـ
فأقول " ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "
التطاول على السلف و رد أقوالهم مصيبة،
قال أبو نعيم في الحلية :
حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثَنَا عبد الله بن شيرويه ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ أبان بن صالح ، عَنْ مجاهد ، قَالَ : عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ أَقِفُهُ عَلَى كُلِّ آيَةٍ أَسْأَلُهُ فِيمَا نَزَلَتْ وَكَيْفَ كَانَتْ ؟ .
هذا من جهة. فإذا كان مجاهد قد أبعد النجعة فشيخه أولا بذلك !!!
الأمر الثاني، يقول الطبري في " تفسيره " :
حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري عن أبي بكر الحنفي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به ". اهـ
و هذا الإمام الثوري يسلم لتفسير مجاهد، و البعض في هذا الزمان كلام السلف موضعه تحت نعله.
الأمر الثالث: قد صح عن مجاهد إثبات النظر
قال إسحاق بن راهوية في مسنده " 3/796 " :
أَخْبَرَنَا جَرِير عَنْ مَنْصُور، قَالَ:كَانَ أُنَاسٌ يَقُولُونَ فِي حَدِيثٍ: أَنَّهُمْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ قَالَ: فَقُلْتُ لِمُجَاهِد:أَنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ إِنَّهُ يُرَى، فَقَالَ: أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ اللهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [القيامة: 22 ]،يَقُولُ: نَضِرَةٌ مِنَ السُّرُورُ ((إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) .اهـ [مستفاد من الشابكة]
و هذا صريح في إثبات النظر إلى وجه الله عز و جل. فالله أكبر
و قال الطبري في " تفسيره " :
قال إسحاق بن راهوية في مسنده " 3/796 " :
أَخْبَرَنَا جَرِير عَنْ مَنْصُور، قَالَ:كَانَ أُنَاسٌ يَقُولُونَ فِي حَدِيثٍ: أَنَّهُمْ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ قَالَ: فَقُلْتُ لِمُجَاهِد:أَنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ إِنَّهُ يُرَى، فَقَالَ: أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِ اللهِ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [القيامة: 22 ]،يَقُولُ: نَضِرَةٌ مِنَ السُّرُورُ ((إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) .اهـ [مستفاد من الشابكة]
و هذا صريح في إثبات النظر إلى وجه الله عز و جل. فالله أكبر
و قال الطبري في " تفسيره " :
حدثنا أبو كريب قال ثنا الأشجعي عن سفيان عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر قال: " إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى ملكه و سرره و خدمه مسيرة ألف سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، و إن أرفع أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى وجه الله بكرة و عشية " . اهـ
و قال اللالكائي في " السنة ":
ذكره عبد الرحمن: قال ثنا أبي قال ثنا عبد الرحمن ابن خلف الرقي قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد بن سلمة عن ليث عن مجاهد للذين أحسنوا الحسنى قال الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الرب.
و قد يتعقب على هذا بأنه ضعيف من أجل ثوير و ليث. لكن يذكر استئناسا
و قال اللالكائي في " السنة ":
ذكره عبد الرحمن: قال ثنا أبي قال ثنا عبد الرحمن ابن خلف الرقي قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد بن سلمة عن ليث عن مجاهد للذين أحسنوا الحسنى قال الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الرب.
و قد يتعقب على هذا بأنه ضعيف من أجل ثوير و ليث. لكن يذكر استئناسا
الأمر الرابع أن تفسير الإمام مجاهد لقوله تعالى (إلى ربها ناظرة): تنتظر الثواب من ربها. لا تعارض فيه، فإن أعظم ثواب ينتظره أهل الجنة رؤية وجه الرب جل في علاه.
يقول مسلم في " صحيحه 181 ": من حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ". اهـ
يقول مسلم في " صحيحه 181 ": من حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ". اهـ
و الشاهد قول النبي ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)، و المراد فما أعطوا من الثواب شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم.
و هذا ما فهمه الجميع إلا من شد منهم
يقول الدارمي في " الرد على الجهمية ص 207 ":
"واحتج محتج منهم بقول مجاهد: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، قال: تنتظر ثواب ربها. قلنا: نعم، تنتظر ثواب ربها، ولا ثواب أعظم من النظر إلى وجهه تبارك وتعالى ".اهـ
وقال الكرجي في " النكت ص 441 ":
"قول مجاهد لا يدفع نظر العين، لأنه قال: هي منتظرة، تنتظر الثواب لتثاب. والنظر إلى الله جل وعلا من أجل الثواب، وهي الزيادة التي قال الله تبارك وتعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)".اهـ
و هذا ما فهمه الجميع إلا من شد منهم
يقول الدارمي في " الرد على الجهمية ص 207 ":
"واحتج محتج منهم بقول مجاهد: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، قال: تنتظر ثواب ربها. قلنا: نعم، تنتظر ثواب ربها، ولا ثواب أعظم من النظر إلى وجهه تبارك وتعالى ".اهـ
وقال الكرجي في " النكت ص 441 ":
"قول مجاهد لا يدفع نظر العين، لأنه قال: هي منتظرة، تنتظر الثواب لتثاب. والنظر إلى الله جل وعلا من أجل الثواب، وهي الزيادة التي قال الله تبارك وتعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)".اهـ
فإذا علم هذا اتضح أن مجاهدا، ما أبعد النجعة و لا أبطل فيما ذهب رحمة الله عليه.
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم.
تخبيص لم او له مثيل
ردحذففما اعطيتنا دليل من القران ولا دليل من السنة ولا من قول الصحابة
وذهبت الى قول لا يثبت سندا عن التابعي مجاهد
واعتبرت رزقوا السلف بدعة
من قال من السلف بالاثر
والسلف هم الصحابة والتابعين وتابعين التابعين
"يقول أبو بكر الخلال في " السنة 289 ":
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ صَاحِبُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ : " ... مَنْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ هَذِهِ الأَحَادِيثُ فَسَكَتَ عَنْهَا فَهُوَ مُتَّهَمٌ ، فَكَيْفَ مَنْ رَدَّهَا وَطَعَنَ فِيهَا ، أَوْ تَكَلَّمَ فِيهَا " اهـ
و قال 312:
سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَهَّابِ الْوَرَّاقَ ، يَقُولُ : " سَأَلْتُ أَسْوَدَ بْنَ سَالِمٍ ، عَنْ هَذِهِ الأَحَادِيثِ ، فَقَالَ : نَحْلِفُ عَلَيْهَا بِالطَّلاقِ وَالْمَشْيِ ، إِنَّهَا حَقٌّ " .
فالقول بأن تفسير المقام المحمود : أن الله يجلس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على عرش تفسير باطل، لو قيل في زمن السلف لما خرج قائله حيا.
يقول أبو بكر الخلال في " السنة 261 ":
وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ صَدَقَةَ ، يَقُولُ : قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ يَوْمًا ، وَذَكَرَ حَدِيثَ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : " هَذَا حَدَّثَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمَجْلِسِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَكَمْ تَرَى كَانَ فِي الْمَجْلِسِ ، عِشْرِينَ أَلْفًا ، فَتَرَى لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا قَامَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : لا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، أَوْ أَظْهَرَ إِنْكَارَهُ ، تَرَاهُ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ ثَمَّ إِلا وَقَدْ قُتِلَ " .
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ صَدَقَةَ ، وَصَدَقَ ، مَا حُكْمُهُ عِنْدِي إِلاَّ القَتْلِ " . اهـ"
اعطيني واحد ممن ذكرت من السلف
السلف هم الصحابة والتابعين وتابعين التابعين
"
لا يأتي التخبيص إلا من أمثالكم
حذفمجاهد قاله هو تابعي من أصحاب ابن عباس وعامة شيوخه صحابة، ماذا تريد ؟
والإسناد صحيح إلى مجاهد
قال البرقاني في سؤالاته للدارقطني 421:
سألته عن ليث بن أبي سليم، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه.
ثم قال: أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. اهـ
وهنا لم يجمع، يروي عن مجاهد مباشرة
وكلام الدارقطني قوي في الرد على تشغيباتكم
وهنا نكتة يا لكع،
ما أحسب الدارقطني قال هذه الكلمة في ليث "صاحب سنة" إلا لهذا والله أعلم
وإلا كان يقول صدوق أو غيرها من الأوصاف
ثم أتبعها بقوله "يخرج حديثه "
وأنتم لا تخرجون حديثه
فواعجا لكم معاشر المخبصين !!
"نكير، فيسعنى ما وسعهم.
ردحذفيقول أبو بكر في " السنة 274 ":
وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا سورة الإسراء آية 79 ، قَالَ : يُجْلِسُهُ عَلَى الْعَرْشِ " ، وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَتِنَا ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ هَذَا .
و قال " 284 ":
وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [يريد الإمام أحمد] " عَنِ الأَحَادِيثِ الَّتِي تَرُدُّهَا الْجَهْمِيَّةُ فِي الصِّفَاتِ ، وَالرُّؤْيَةِ ، وَالإِسْرَاءِ ، وَقِصَّةِ الْعَرْشِ ، فَصَحَّحَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، وَقَالَ : قَدْ تَلَقَّتْهَا الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ ، نُسَلِّمُ الأَخْبَارَ كَمَا جَاءَتْ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ رَجُلا اعْتَرَضَ فِي بَعْضِ هَذِهِ الأَخْبَارِ كَمَا جَاءَتْ ، فَقَالَ : يُجْفَا ، وَقَالَ : مَا اعْتِرَاضُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، يُسَلِّمُ الأَخْبَارَ كَمَا جَاءَتْ ؟ " .
و إلا فأي سلفية نَدَّعِي !"
يمكن تطبيق نفس الشيء على الاثار القائلة بفناء النار ( وهذا ما رأيته من البعض على فكرة )
الآثار التي تتكلم عن فناء النار يراد بها نار الموحدين دون غيرهم
حذفأما الذين هم أهلها فهم فيها خالدون