الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ آلِ عِمْرَان [ 91 - 100 ]

سورة آل عمران [ 91 - 100 ]






[سورة آل عمران]






قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ )

700 - قال الطبري " 7384 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسْ بَنْ مَالِك: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: يُجَاءُ بِالكَافِرِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ! قَالَ فَيُقَالُ: لَقَدْ سُئِلْتَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ! فَذَلِكَ قَوْلُهُ: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ ". (1)




قوله تعالى ( لَنْ تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ )

701 - قال الطبري " 7389 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " لَنْ تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ "، يَقُولُ: لَنْ تَنَالُوا بِرَّ رَبِّكُمْ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا يُعْجِبُكُمْ، وَمِمَّا تَهْوَوْنَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ.





قوله تعالى ( وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )

702 - قال الطبري " 7391 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "، يَقُولُ: مَحْفُوظٌ لَكُمْ ذَلِك، اللهُ بِهِ عَلِيمٌ شَاكِرٌ لَهُ.




قوله تعالى ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ(2) )

703 - قال عبد الرزاق " 429 ":
قَالَ: أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ} [آل عمران: 93] قَالَ: فَاشْتَكَى إِسْرَائِيلُ عِرْقَ النَّسَا فَقَالَ: «إِنِ اللَّهُ شَفَانِي لَأُحَرِّمَنَّ الْعُرُوقَ ، فَحَرَّمَهَا».

704 - و قال الطبري " 7403 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ "، وَإِسْرَائِيل هُوَ يَعْقُوب ." قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " يَقُولُ: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيل مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ. إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ التَّوْرَاةَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ فِيهَا مَا شَاءَ وَأَحَلَّ لَهُمْ مَا شَاءَ.

705 - و قال " 7408":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكْرَ لَنَا أَنَّ الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ: أَنَّ الأَنْسَاءَ أَخَذَتْهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَأَسْهَرَتْهُ، فَتَأَلَّى إِنِ اللهُ شَفَاهُ لاَ يَطْعَمُ نَسًا أَبَدًا، فَتَتَبَّعَتْ بَنُوهُ العُرُوقَ بَعْدَ ذَلِكَ يُخْرِجُونَهَا مِنَ اللَّحْمِ.




قوله تعالى ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ (3) مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ )

706 -  قال عبد الرزاق " 432 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: 96] قَالَ: أَوَّلُ بَيْتٍ وَضَعَهُ اللَّهُ فِي الْأَرْضِ فَطَافَ بِهِ آدَمُ وَمَنْ بَعْدَهُ ، قَالَ قَتَادَةُ: " وَبَكَّةُ: يَبُكُّ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، يُصَلِّي بَعْضُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضٍ ، وَيَمُرُّ بَعْضُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضٍ ، لَا يَصْلُحُ ذَلِكَ إِلَّا بِمَكَّةَ ".

707 - و قال ابن أبي حاتم " 3833 ":
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُنِيرٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي: ابْنَ عَطَاءٍ أَنْبَأَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً) قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَكَّ بِهِ النَّاسَ جَمِيعاً، فَيُصَلِّي النِّسَاءُ أَمَامَ الرِّجَالِ، وَلا يَفْعَلُ ذَلِكَ بِبَلَدٍ غَيْرِهِ.

708 - و قال الطبري " 7441 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مَبَارَكًا "، فَإِنَّ اللهَ بَكَّ بِهِ النَّاسَ جَمِيعًا، فَيُصَلَّي النَّسَاءُ قُدَّامَ الرِّجَالِ، وَلاَ يَصْلُحُ بِبَلَدٍ غَيْرِهِ.

709 - و قال " 7433 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ البَيْتَ هَبَطَ مَعَ آدَم حِينَ هَبَط، قَالَ: أُهْبِطُ مَعَكَ بَيْتِي يُطَافُ حَوْلَهُ كَمَا يُطَافُ حَوْلَ عَرْشِي. فَطَافَ حَوْلَهُ آدَم وَمَنْ كَانَ بَعْدَهُ مِنَ المُؤْمِنِينَ، حَتَّى إِذَا كَانَ زَمَنُ الطُّوفَانِ، زَمنَ أَغْرَقَ اللهُ قَوْمَ نُوحٍ، رَفَعَهُ اللهُ وَطَهَّرَهُ مِنْ أَنْ يُصِيبَهُ عُقُوبَةُ أَهْلِ الأَرْضِ، فَصَارَ مَعْمُورًا فِي السَّمَاءِ. ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ تَتَبَّعَ مِنْهُ أَثَرًا بَعْدَ ذَلِكَ، فَبَنَاهُ عَلَى أَسَاسٍ قَدِيمٍ كَانَ قَبْلَهُ.




قوله تعالى ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ )

710 - قال عبد الرزاق " 433 ":
قَالَ: أنا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، وَقَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 97] قَالَ: «مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ».





قوله تعالى ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا )

711 - قال عبد الرزاق " 434 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران: 97] قَالَ: «كَانَ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَمَّا الْيَوْمَ ، فَإِنْ سُرِقَ فِيهِ ، وَأُخِذَ قُطِعَ ، وَلَوْ قُتِلَ فِيهِ قُتِلَ ، وَلَوْ قُدِرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِيهِ قُتِلُوا».

712 - و قال الطبري " 7454 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا "، وَهَذَا كَانَ فِي الجَاهِلِيَّة، كَانَ الرَّجُلِ لَوْ جَرَّ كُلَّ جَرِيرَةٍ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ لَجَأَ إِلَى حَرَمِ اللهِ، لَمْ يُتَنَاوَل وَلَمْ يُطْلَب. فَأَمَّا فِي الإِسْلاَمِ فَإِنَّهُ لاَ يَمْنَعُ مِنَ حُدُودِ اللهِ، مَنْ سَرَقَ فِيهِ قُطِعَ، وَمَنْ زَنَى فِيهِ أُقِيمَ عَلَيْهِ الحَدُّ، وَمَنْ قَتَلَ فِيهِ قُتِل.




قوله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء )

713 - قال الطبري " 7526 ":
حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ "، يَقُولُ: لِمَ تَصُدُّونَ عَنِ الإِسْلاَمِ وَعَنْ نَبِيِّ اللهِ، مَنْ آمَنَ بِاللهِ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاء فِيمَا تَقْرَأُونَ مِنْ كِتَابِ اللهِ: أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ الإِسْلاَمَ دِينُ اللهِ الَّذِي لاَ يَقْبَلُ غَيْرَهُ وَلاَ يَجْزِى إِلاَّ بِهِ، تَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ.




قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ )

714 - قال الطبري " 7531 ":  
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قوله: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ "، قَدْ تَقَدَّمَ اللهُ إِلَيْكُمْ فِيهِمْ كَمَا تَسْمَعُونَ، وَحَذَّرَكُمْ وَأَنْبَأَكُمْ بِضَلاَلَتِهِمْ، فَلاَ تَأْتَمِنُوهُمْ عَلَى دِينِكُمْ، وَلاَ تَنْتَصِحُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّهُمُ الأَعْدَاءُ الحَسَدَة الضُّلاَّلُ. كَيْفَ تَأْتَمِنُونَ قَوْمًا كَفَرُوا بِكِتَابِهِمْ، وَقَتَلُوا رُسُلَهُمْ، وَتَحَيَّرُوا فِي دِينِهِمْ، وَعَجَزُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ؟ أُولَئِكَ وَاللهِ هُمْ أَهْلُ التُّهَمَةِ وَالعَدَاوَةِ! (4)






[يتبع بإذن الله]
_______
1/ أخرجه البخاري و مسلم. و قال أبو نعيم في " الحلية ": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ ، ثَنَا مُحَمَّد بَنْ سَهْل ، ثَنَا سَلَمَة بَن شَبِيب ، ثَنَا إِبْرَاهِيم بْنَ الحَكَمِ بن أَبَان ، ثَنَا أَبِي ، عَنْ عِكْرِمَة ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْرَجَ رَجُلًا مِنَ الْجَنَّةِ وَرَجُلًا مِنَ النَّارِ فَوَقَفَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِ الْجَنَّةِ : عَبْدِي كَيْفَ رَأَيْتَ مَقِيلَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ فَيَقُولُ : خَيْرَ مَقِيلٍ قَالَهُ الْقَائِلُونَ ، فَذَكَرَ مِنْ أَزْوَاجِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِ النَّارِ : عَبْدِي كَيْفَ رَأَيْتَ مَقِيلَكَ فِي النَّارِ ؟ فَقَالَ : شَرُّ مَقِيلٍ قَالَهُ الْقَائِلُونَ ، وَذَكَرَ عَقَارِبَهَا وَحَيَّاتِهَا وَزَنَابِيرِهَا وَمَا فِيهَا مِنْ أَلْوَانِ الْعَذَابِ ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَبْدِي ؟ مَاذَا تُعْطِينِي إِنْ أَنَا أَعْفَيْتُكَ مِنَ النَّارِ ؟ فَقَالَ الْعَبْدُ : إِلَهِي وَمَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ ، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ : لَوْ كَانَ لَكَ جَبَلٌ مِنْ ذَهَبٍ كُنْتَ تُعْطِينِي فَأُعْفِيكَ مِنَ النَّارِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ : كَذَبْتَ لَقَدْ سَأَلْتُكَ فِي الدُّنْيَا أَيْسَرَ مِنْ جَبَلِ الذَّهَبِ ، سَأَلَتُكَ أَنْ تَدْعُوَنِي فَأَسْتَجِيبَ لَكَ ، وَأَنْ تَسْتَغْفِرَنِي فَأَغْفِرَ لَكَ ، وَتَسْأَلَنِي فَأُعْطِيَكَ ، فَكُنْتَ تَتَوَلَّى ذَاهِبًا ". اهـ
2/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 3816 ": حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُد، ثَنَا عَبْدُ الحَمِيد ابْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم حَدِّثْنَا عَنْ خِلالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلا نَبِيُّ، قَالَ سَلُونِي عَمَّ شِئْتُمْ؟ وَلَكِنِ اجْعَلُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَمَا أَخَذَهُ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ إِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَعَرَفْتُمُوهُ لَتُبَايِعُنِّي عَلَى الإِسْلامِ. فَقَالُوا: فَلَكَ ذَلِكَ. قَالَ: فَسَلُونِي عَمَّ شِئْتُمْ؟ قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنِ الطَّعَامِ الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ. قَالَ: فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضاً شَدِيداً طَالَ سَقَمُهُ مِنْهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْراً لَئِنْ شَفَاهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ مِنْ أَحَبِّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ وَأَحَبِّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ وَكَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانَ الإِبِلِ وَأَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانَ الإِبِلِ، فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ". اهـ و هو عند أحمد في " مسنده 1/ 247 ".
3/ يقول ابن هشام في " السيرة النبوية " : أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَة: أَنَّ بَكَّةَ اسْمٌ لِبَطْنِ مَكَّةَ، لِأَنَّهُمْ يَتَبَاكُونَ فِيهَا، أَيْ يَزْدَحِمُونَ‏‏‏. وَأَنْشَدَنِي‏ ‏‏:‏‏‏ إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّه *** فَخَلِّهِ حَتَّى يَبُكَّ بَكَّه. أَيْ فَدَعْهُ حَتَّى يَبُكَّ إِبِلَهُ، أَيْ يُخليهَا إِلَى المَاءِ فَتَزْدَحِمُ عَلَيْهِ‏.‏ وَهُوَ مَوْضِعُ البَيْتِ وَالمَسْجِدِ ".اهـ وَ هَذِهِ فَائِدَةٌ نَفِيسَةٌ. يَقُولُ ابْنُ مَنْصُورٍ فِي " تفسيره 509": نَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «بَكَّةُ مَوْضِعُ الْبَيْتِ، وَمَكَّةُ سَائِرُ الْقَرْيَةِ». و هذا صحيح عن إبراهيم النخعي رحمه الله.
4/ و في زمامنا هذا، مثل هذا الكلام مرفوض كليا، بل ينادون بالتعايش و التسامح و احترام الرأي بل ووحدة الأديان، فصارت اليهودية و النصرانية دينا. و هما بدعتان ما أنزل الله بهما من سلطان. قال جل و علا ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [آل عمران 67]. و قال جل و علا ( وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ ) [يونس 84]. و قال جل و علا ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )  [آل عمران 52].
و الإسلام توحيد المُرْسِلِ (في إلهيته و ربوبيته و أسمائه و صفاته) وَ المُرْسَلِ الناسخ لمن قبله و لما قبله، و البراءة ممن أحدث في هذين الأصلين و هما أهل الشرك و الكفر و أهل البدع. قال سبحانه ( قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 136 فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 137) [البقرة].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق