الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النِّسَاء [ 71 - 80 ]

سورة النساء [ 71 - 80 ]









[سورة النساء]








قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا )

964 - قال الطبري " 9931 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ"، قَالَ: "الثُّبَاتُ" الفِرَقُ.




قوله تعالى ( وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ )

965 - قال الطبري " 9937 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ" عَنِ الجِهَادِ وَالغَزْوِ فِي سَبِيلِ اللهِ.




قوله تعالى ( فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا )

966 - قال ابن أبي حاتم " 5590 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ زَيْرَعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً قَالَ: هَذَا قَوْلُ مُكَذِّبٍ.




قوله تعالى ( وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا )

967 - قال الطبري " 9940 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا"، قَالَ: قَوْلُ حَاسِدٍ.




قوله تعالى ( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (1) وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا )

968 - قال عبد الرزاق " 611 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ ، قَالَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء: 75] أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ ظَالِمَةٍ ، إِلَى قَرْيَةٍ صَالِحَةٍ ، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فِي الطَّرِيقِ ، فَنَاءَ بِصَدْرِهِ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ ، قَالَ: «فَمَا تَلَافَاهُ إِلَّا ذَلِكَ ، فَاحْتَجَّتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، فَأُمِرُوا أَنْ يَقْدِرُوا أَقْرَبِ الْقَرْيَتَيْنِ إِلَيْهِ ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ بِشِبْرٍ» وَقَالَ بَعْضُهُمْ: «قَرَّبَ اللَّهُ إِلَيْهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ ، فَتَوَفَّاهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ».





قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ (2) فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً )

969 - قال الطبري " 9953 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ"، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: "إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ"، قَالَ: كَانَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ قَبْلَ الهِجْرَةِ، تَسَرَّعُوا إِلَى القِتَالِ، فَقَالُوا لِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَرْنَا نَتَّخِذْ مَعَاوِلَ فَنُقَاتِلُ بِهَا المُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ! فَنَهَاهُمْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ. فَلَّمَا كَانَتِ الهِجْرَةُ، وَأُمِرَ بِالقِتَالِ، كَرِهَ القَوْمُ ذَلِكَ، فَصَنَعُوا فِيهِ مَا تَسْمَعُونَ، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا".





قوله تعالى ( أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )

970 - قال الطبري " 9957 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ"، يَقُولُ: فِي قُصُورٍ مُحَصَّنَةٍ.





قوله تعالى ( وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا )


971 - قال الطبري " 9965 ":
حَدَّثَنِي المثَنَّى (3) قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَة: " قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ "، النِّعَمُ وَالمصَائِبُ.





قوله تعالى ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ )

972 - قال الطبري " 9969 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة:"مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ"، عُقُوبَةٌ، يَا ابْنَ آدَمَ بِذَنْبِكَ.(4)








______
1/ قال مجاهد: أمر المؤمنين أن يقاتلوا عن مستضعفي المؤمنين، كانوا بمكة. [الطبري 9944].
2/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 5621": حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) قَالَ: فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ لَا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلَّا بِهَا وَبِالزَّكَاةِ ". و به قال " 5627 ": عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: (وَآتُوا الزَّكَاةَ) قَالَ: فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ، لَا تَنْفَعُ الأَعْمَالُ إِلا بِهَا مَعَ الصَّلاةِ. وَرُوِيَ عَنِ قَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.اهـ
3/ المثنى شيخ الطبري مجهول الحال. و معنى كلام قتادة صحيح، و يراد أيضا بالحسنة و السيئة، السراء و الضراء كما قال أبو العالية [تفسير ابن أبي حاتم]. و هنا كلام نفيس لشيخ الإسلام في المسألة. يقول رحمه في كتابه " الحسنة و السيئة ":
" وإذا كانت السيئات التي يعملها الإنسان قد تكون من جزاء سيئات تقدمت وهى مضرة جاز أن يقال: هي مما أصابه من السيئات وهى بذنوب تقدمت. وعلى كل تقدير، فالذنوب التي يعملها هي من نفسه، وإن كانت مقدرة عليه؛ فإنه إذا كان الجزاء الذي هو مسبب عنها من نفسه، فعمله الذي هو ذلك الجزاء من نفسه بطريق الأولى. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: " نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا ". وقال له أبو بكر رضي الله عنه: علمني دعاء. فقال: " قل اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه؛ أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشِرْكه، وأن أقترف على نفسي سوأً، أو أجره إلى مسلم، قُلْه إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". فقد بين أن قوله: {فَمِن نَّفْسِكَ} [النساء: 79] يتناول العقوبات على الأعمال، ويتناول الأعمال، مع أن الكل بقدر الله."اهـ  و قال أيضا: " والمقصود هنا أن الحسنة مضافة إليه سبحانه من كل وجه، والسيئة مضافة إليه لأنه خلقها، كما خلق الحسنة فلهذا قال: {كُلٌ مِنْ عِندِ اللهِ} . ثم إنه إنما خلقها لحكمة، ولا تضاف إليه من جهة أنها سيئة، بل تضاف إلى النفس التي تفعل الشر بها لا لحكمة، فتستحق أن يضاف الشر والسيئة إليها، فإنها لا تقصد بما تفعله من الذنوب خيراً يكون فعله لأجله أرجح، بل ما كان هكذا فهو من باب الحسنات؛ ولهذا كان فعل الله حسناً، لا يفعل قبيحاً ولا سيئاً قط. وقد دخل في هذا سيئات الجزاء و العمل؛ لأن المراد بقوله: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ} و {مِن سَيِّئَةٍ} النعم والمصائب كما تقدم لكن إذا كانت المصيبة من نفسه لأنه أذنب فالذنب من نفسه بطريق الأولى، فالسيئات من نفسه بلا ريب، وإنما جعلها منه مع الحسنة بقوله: {كُلٌ مِنْ عِندِ اللهِ} كما تقدم؛ لأنها لا تضاف إلى الله مفردة، بل إما في العموم، كقوله: {كُلٌ مِنْ عِندِ اللهِ} . وكذلك الأسماء التي فيها ذكر الشر، لا تذكر إلا مقرونة، كقولنا: " الضار النافع، المعطى المانع، المعز المذل " أو مقيدة، كقوله: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 22]. وكل ما خلقه مما فيه شر جزئي إضافي ففيه من الخير العام والحكمة والرحمة أضعاف ذلك، مثل إرسال موسى إلى فرعون، فإنه حصل به التكذيب والهلاك لفرعون وقومه، وذلك شر بالإضافة إليهم، لكن حصل به من النفع العام للخلق إلى يوم القيامة، والاعتبار بقصة فرعون ما هو خير عام، فانتفع بذلك أضعاف أضعاف من استضر به، كما قال تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 55] وقال تعالى بعد ذكر قصته: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} [النازعات: 26]. وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم، شقي برسالته طائفة من مشركي العرب وكفار أهل الكتاب، وهم الذين كذبوه، وأهلكهم الله تعالى بسببه، ولكن سعد بها أضعاف أضعاف هؤلاء. ولذلك من شقي به من أهل الكتاب كانوا مبدلين محرفين قبل أن يبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم فأهلك اللّّه بالجهاد طائفة، واهتدى به من أهل الكتاب أضعاف أضعاف أولئك. والذين أذلهم الله من أهل الكتاب بالقهر والصَّغَار، أو من المشركين الذين أحدث فيهم الصغار، فهؤلاء كان قهرهم رحمة لهم؛ لئلا يعظم كفرهم، ويكثر شرهم. ثم بعدهم حصل من الهدى والرحمة لغيرهم ما لا يحصيهم إلا الله، وهم دائماً يهتدي منهم ناس من بعد ناس ببركة ظهور دينه بالحجة واليد. فالمصلحة بإرساله وإعزازه، وإظهار دينه، فيها من الرحمة التي حصلت بذلك ما لا نسبة لها إلى ما حصل بذلك لبعض الناس من شر جزئي إضافي، لما في ذلك من الخير والحكمة أيضا؛ إذ ليس فيما خلقه الله سبحانه شر محض أصلا، بل هو شر بالإضافة ".اهـ
4/ و هي بقدر الله (علمًا و كتابةً و مشيئةً و خلقًا)، و هذا الذي يضاف إلى الله في قوله ( قل كل من عند الله )، كما قال ابن تيمية رحمه الله: "والمقصود هنا أن الحسنة مضافة إليه سبحانه من كل وجه، والسيئة مضافة إليه لأنه خلقها، كما خلق الحسنة فلهذا قال: {كُلٌ مِنْ عِندِ اللهِ} . ثم إنه إنما خلقها لحكمة، ولا تضاف إليه من جهة أنها سيئة، بل تضاف إلى النفس التي تفعل الشر بها لا لحكمة، فتستحق أن يضاف الشر والسيئة إليها ". اهـ [الحسنة و السيئة]. و نقل أن قتادة كان يقول بالقدر (لا نفيا للعلم، و إنما ينفي أن تكون المعاصي بقدر الله، بمعنى أن العبد هو من خلقها)، و قد صحت عنه آثار تبرئه من ذلك. قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (3\24): " ولهذا أُتهم بمذهب القدر غير واحد ولم يكونوا قدرية، بل كانوا لا يقبلون الاحتجاج على المعاصي بالقدر، كما قيل للإمام أحمد رحمه الله: كان ابن أبي ذئب قدرياً؟ فقال: الناس كل من شدد عليهم المعاصي قالوا: هذا قدري ". اهـ و قال أيضا: " والأولون أيضا يمنعون الاحتجاج بالقدر، فإن الاحتجاج به باطل باتفاق أهل الملل وذوي العقول، وإنما يحتج به على القبائح والمظالم من هو متناقض القول متبع لهواه، كما قال بعض العلماء: أنت عند الطاعة قدري، وعند المعصية جبري، أي مذهب وافق هواك تمذهبت به ". اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق