سورة المائدة [ 81 - 90 ]
[سورة المائدة]
قوله تعالى ( وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ
الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا
وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ )
1183 - قال الطبري " 12320
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ،
حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ:"وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آمَنُوا"، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: "فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ"،
أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ كَانُوا عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الحَقِّ مِمَّا جَاءَ
بِهِ عِيسَى، يُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَنْتَهُونَ إِلَيْهِ (1). فَلَمَّا بَعَثَ
اللهُ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَّقُوا بِهِ وَآمَنُوا
بِهِ، وَعَرَفُوا الَّذِي جَاءَ بِهِ أَنَّهُ الحَقُّ، فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ مَا تَسْمَعُونَ.
قوله تعالى ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى
أَعْيُنَهُمْ (2) تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ
يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (3)
)
1184 - قال ابن أبي حاتم "
6676 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ
الْوَلِيدِ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ:
(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ
الدَّمْعِ) قَالَ: هُمْ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانُوا عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ
الْحَقِّ مِمَّا جَاءَ بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَيَنْتَهُونَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا بعث الله نبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَصَدَّقُوا وَآمَنُوا بِهِ وَعَرَفُوا الَّذِي جَاءَ بِهِ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنَ اللَّهِ
فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ كَمَا تَسْمَعُونَ.
قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ
مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ ) (4)
1185 - قال عبد الرزاق " 718
":
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّمُوا
طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي أُنَاسٍ
مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادُوا أَنْ يَتَخَلَّوْا
مِنَ الدُّنْيَا ، وَيَتْرُكُوا النِّسَاءَ ، مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ (5)»
قوله تعالى ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ
وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ) (6)
1186 - قال عبد الرزاق " 726
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي رَجُلٍ حَلَفَ كَاذِبًا
لَمْ يَكُنْ ، قَالَ: «هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكَفَّارَةِ».
قوله تعالى ( فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ
مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ
يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ) (7)
1187 - قال الطبري " 12493
":
حَدَّثَنَا القَاسِم قَالَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْن قَالَ،
حَدَّثَنِي مُعْتَمِر بَنْ سُلَيْمَان قَالَ: قُلْتِ لِمَعْمَر بن رَاشِد: الرَّجُلُ
يَحْلِفُ وَلاَ يَكُونُ عِنْدَهُ مِنَ الطَّعَامِ إِلاَّ بِقَدْرِ مَا يُكَفِّرُ، قَالَ:
كَانَ قَتَادَة يَقُولُ: يَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ. (8)
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 6267 ": حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: لما أراد الله تعالى أن يرفع عيسى إلى السماء، فخرج على أصحابه وفي البيت اثنا عشر رجلا من الحواريين يعني فخرج عيسى من عين في البيت ورأسه يقطر ماء. فقال: إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي، قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سنا فقال له: اجلس ثم أعاد عليهم فقام الشاب فقال: أنا، فقال: أنت هو ذاك، فألقي عليه شبه عيسى، ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء. قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشبه، فقتلوه ثم صلبوه، فكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، وافترقوا ثلاث فرق، فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، فهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء الله ثم رفعه إليه، فهؤلاء النسطورية. وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء المسلمون ، فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم." اهـ
2/ و هم النجاشي و أصحابه. يقول الطبري في " تفسيره 12326 " حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا عمر بن علي بن مقدم قال، سمعت هشام بن عروة يحدث، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت في النجاشي وأصحابه: "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع". اهـ و قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 6680 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عمر بْنُ عَلِيٍّ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) وَقَوْلُهُ: (يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ). اهـ عمر بن علي المقدمي و ليس المقدسي.
3/ يقول الطبري في " تفسيره 12331 ": حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: "فاكتبنا مع الشاهدين"، مع أمّة محمد صلى الله عليه وسلم. اهـ قال سبحانه ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) يقول قتادة: "أي أن رسلهم قد بلغت قومها عن ربها". [ت/الطبري].
4/ يقول ابن سعيد في " التفسير 774 ": نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ، أَنَّ مَعْقِلًا سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي حَلَفْتُ أَنْ لَا أَنَامَ عَلَى فِرَاشِي سَنَةً، فَتَلَا عَبْدُ اللَّهِ: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: «كَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ» ، قَالَ: أَيَّةُ الْأَيْمَانِ أَزْكَى؟ قَالَ: «عِتْقُ رَقَبَةٍ». قَالَ: عَبْدِي سَرَقَ قَبَائِي أَقْطَعُهُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «لَا، مَالُكَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ». قَالَ: جَارِيَتِي زَنَتْ، فَأَجْلِدُهَا؟ قَالَ: «اجْلِدْهَا» ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «اجْلِدْهَا خَمْسِينَ» قَالَ: فَإِنْ عَادَتْ؟ قَالَ: «اجْلِدْهَا خَمْسِينَ». اهـ
5/ يقول ابن سعيد في " التفسير 771 ": نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] قَالَ: " نَزَلَتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابِهِ، حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ كَثِيرًا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَالنِّسَاءِ، فَهَمَّ بَعْضُهُمْ أَنْ يَقْطَعَ ذَكَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87] ".
6/ يقول ابن سعيد في " التفسير 784 ": نا هُشَيْمٌ قَالَ: نا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: " الْأَيْمَانُ ثَلَاثَةٌ: يَمِينٌ تُكَفَّرُ، وَيَمِينٌ لَا تُكَفَّرُ، وَيَمِينٌ لَا يُؤَاخَذُ بِهَا صَاحِبُهَا، فَأَمَّا الْيَمِينُ الَّتِي تُكَفَّرُ فَرَجُلٌ يُعَاهِدُ أَنْ لَا يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا فَيَفْعَلُهُ، فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ، وَأَمَّا الْيَمِينُ الَّتِي لَا تُكَفَّرُ فَالرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الْأَمْرِ يَتَعَمَّدُ فِيهِ الْكَذِبَ، فَلَيْسَ فِيهِ كَفَّارَةٌ، وَأَمَّا الْيَمِينُ الَّتِي لَا يُؤَاخَذُ بِهَا صَاحِبُهَا فَرَجُلٌ يَحْلِفُ عَلَى أَمْرٍ يَرَى أَنَّهُ كَمَا حَلَفَ عَلَيْهِ، فَلَا يَكُونُ كَذَلِكَ، فَهَذَا مَا لَا كَفَّارَةَ فِيهِ، وَهُوَ اللَّغْوُ ".
7/ أما الطعام فمد (ابن عباس و ابن عمر و غيرهم) و كان عمر رضي الله عنه يخرج مدين (نصف صاع)، و أما الكسوة فثوب جامع: عمامة و عباءة (سعيد بن المسيب)، و أما الرقبة فلا يجزئ منها إلا الصحيح (عطاء) و في الأعور تجوز. و المرأ مخير بين الطعام و الكسوة و الرقبة. فإن كل شيء في القرآن "أو" "أو" فهو بالخيار (مجاهد، عطاء). و كان ابن مسعود يرى للموسر أن يُكفر بتحرير رقبة. يقول الطبري في " تفسيره 12490 ":حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثني جرير بن حازم: أن سليمان الأعمش حدثه، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن همام بن الحارث: أن نعمان بن مقرِّن سأل عبد الله بن مسعود فقال: إني حلفت أن لا أنام على فراشي سنة؟ فقال ابن مسعود:"يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات ما أحل الله لكم"، كفّر عن يمينك، ونم على فراشك! قال: بم أكفِّر عن يميني؟ قال: أعتق رقبة، فإنك موسر.اهـ
8/ و الصوم لمن لم يجد !. يقول سعيد بن منصور في " التفسير 806 ": نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: «إِنْ شَاءَ فَرَّقَ» ، فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ: فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: مُتَتَابِعَةً قَالَ: «فَهِيَ مُتَتَابِعَةٌ». و قال " 805 ": نا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَجَّاجٌ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الصِّيَامِ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ قَالَ: «إِنْ شَاءَ فَرَّقَ» ، قُلْتُ: " فَإِنَّهَا فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ: «مُتَتَابِعَةً» قَالَ: «إِذًا نَنْقَادُ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». و قال الطبري في "تفسيره 12507 ": حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا جامع بن حماد قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:"فصيام ثلاثة أيام"، قال: إذا لم يجد طعامًا، وكان في بعض القراءة: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) . وبه كان يأخذ قتادة ".اهـ و جامع بن حماد مجهول. ذكرته هنا استأناسا به فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق