الثلاثاء، 19 مايو 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الأَنْعَام [ 41 - 50 ]

سورة الأنعام [ 41 - 50 ]







[سورة الأنعام]






قوله تعالى ( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )

1267 - قال ابن أبي حاتم " 7281 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: (فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) قَالَ: عَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقَسْوَةَ عِنْدَ ذَلِكَ. فَتَضَعْضَعُوا (1) لِعُقُوبَةِ اللَّهِ، بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ لَا تَعَرَّضُوا لِعُقُوبَةِ اللَّهِ بِالْقَسْوَةِ، فَإِنَّهُ عَابَ ذَلِكَ عَلَى قَوْمٍ قَبْلَكُمْ.







قوله تعالى ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ 45 فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (2)

1268 - قال عبد الرزاق " 806 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 44] الرَّخَاءُ وَسَعَةُ الرِّزْقِ.

1269 - و قال ابن أبي حاتم " 7307 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: (رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قَالَ: مَا وَصَفَ مِنْ خَلْقِهِ.







قوله تعالى ( انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ )

1270 - قال الطبري " 13247 ":
حَدَّثَنَا الحَسَن بَنْ يَحْيَى قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق قَالَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: "نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ"، قَالَ: يُعْرِضُونَ عَنْهَا.







قوله تعالى ( وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ )

1271 - قال ابن أبي حاتم " 7316 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ (فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)، فَكَانَ أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ نُوَحًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3)







قوله تعالى ( فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )

1272 - قال ابن أبي حاتم " 7319 ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ (وَأَصْلَحَ) قَالَ: أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ.






قوله تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ )

1273 - قال الطبري " 13254 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ"، الآيَة، قَالَ: "الأَعْمَى"، الكَافِرُ الَّذِي قَدْ عَمِيَ عَنْ حَقِّ اللهِ وَأَمْرِهِ وَنِعَمِهِ عَلَيْهِ. وَ"البَصِيرُ"، العَبْدُ المؤْمِنُ الَّذِي أَبْصَرَ بَصَرًا نَافِعًا، فَوَحَّدَ اللهَ وَحْدَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ رَبِّهِ، وَانْتَفَعَ بِمَا آتَاهُ اللهُ. 









[يتبع بإذن الله]
_______
1/ التضعضع يأتي بمعنى الرجوع و الضعف و الإنكسار و الوهن. كأن قتادة يقول لهم: "إذا جاء عقاب الله انكسروا و توبوا. لا تقسوّن قلوبكم فتكونوا متعرضين لعقاب الله فتهلكوا". يقول ابن تيمية في " المنهاج 4/529 " : " وكان الحسن البصري يقول إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع فإن الله تعالى يقول (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) ".اهـ 
2/ يقول الطبري في " تفسيره " حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَا ثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَوْلَهَ : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ) يَقُولُ : أَكْثَرْنَا مُتْرَفِيهَا : أَيْ جَبَابِرَتَهَا ، فَفَسَقُوا فِيهَا وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ( فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) وَكَانَ يُقَالُ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ صَلَاحًا ، بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُصْلِحًا ، وَإِذَا أَرَادَ بِهِمْ فَسَادًا بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُفْسِدًا ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَهَا أَكْثَرَ مُتْرَفِيهَا . اهـ و البعض اليوم يعد الترف نعمة، و هو علامة هلاك. نسأل الله العافية و السلامة.
3/ يريد أول نبي رسول، و إلا فآدم عليه السلام أول نبي. قال شيخ الإسلام في " النبوات ص714 :" والمقصود هنا: الكلام على النبوة؛ فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبىء بما أنبأ الله به، فإن أُرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يُرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة؛ فهو نبي، وليس برسول. قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)، وقوله: (من رسول ولا نبي)؛ فذكر إرسالا يعمّ النوعين، وقد خص أحدهما بأنّه رسول؛ فإنّ هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله؛ كنوح. وقد ثبت في الصحيح أنّه أول رسول بُعث إلى أهل الأرض نوح إنما أرسل عند ظهور الشرك في الأرض قد كان قبله أنبياء؛ كشيث، وإدريس عليهما السلام، وقبلهما آدم كان نبيّاً مكلّماً. قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح، عشرة قرون كلهم على الإسلام فأولئك الأنبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم؛ لكونهم مؤمنين بهم؛ كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلّغه العلماء عن الرسول.". اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق