الأربعاء، 29 يوليو 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الأَعْرَاف [11 - 20]

سورة الأعراف [ 11 - 20 ]







[سورة الأعراف]








قوله تعالى ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ )

1411 - قال عبد الرزاق " 886 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، وَقَالَ قَتَادَةُ قال: «خَلَقَ آدَمَ ، ثُمَّ صَوَّرَ ذُرِّيَّتَهُ بَعْدَهُ».

1412 - و قال الطبري " 14344 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَن عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة قَالَ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ، ثُمَّ صَوَّرَ ذُرِيَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ.

1413 - و قال " 14343 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ) ، قَالَ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ طِينٍ. "ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ"، فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ: عَلَقَةً، ثُمَّ مُضْغَةً، ثُمَّ عِظَامًا، ثُمَّ كَسَا العِظَامَ لَحْمًا، ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ.






قوله تعالى (ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ (1) اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)

1414 - قال الطبري " 707 ":
حَدَّثَنَا بِهِ بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ " [البقرة 34] فَكَانَتِ الطَّاعَةُ للهِ، وَالسَّجْدَةُ لِآدَمَ، أَكْرَمَ اللهُ آدَمَ أَنْ أَسْجَدَ لَهُ مَلاَئِكَتَهُ.






قوله تعالى ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (2) )

1415 - قال الطبري " 14372 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يزيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) الآيَة،
أَتَاهُمْ "مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ" فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لاَ بَعْثَ وَلاَ جَنَّةَ وَلاَ نَار.
"وَمِنْ خَلْفِهِمْ"، مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَزَيَّنَهَا لَهُمْ وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا.
"وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ"، مِنْ قِبَلِ حَسَنَاتِهِمْ بَطَّأَهُمْ عَنْهَا.
"وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ"، زَيَّنَ لَهُمُ السَّيِّئَاتِ وَالمَعَاصِي، وَدَعَاهُمْ إِلَيْهَا، وَأَمَرَهُمْ بِهَا.
أَتَاكَ يَابْنَ آدَمَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِكَ مِنْ فَوْقِكَ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحُولَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَحْمَةِ اللهِ!.







قوله تعالى ( قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا )

1416 - قال الطبري " 14384 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يزيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَدْحُورًا) ، يَقُولُ: اخْرُجْ مِنْهَا لَعِينًا مَنْفِيًّا.






قوله تعالى ( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (3) فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )

1417 - قال ابن أبي حاتم " 8286 ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ ثنا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)، قَالَ: ابْتَلَى اللَّهُ آدَمَ كَمَا ابْتَلَى الْمَلائِكَةَ قَبْلَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مُبْتَلًى، وَلَمْ يَدَعِ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ إِلا ابْتَلاهُ بِالطَّاعَةِ فَمَا زَالَ الْبَلَاءُ بِآدَمَ حَتَّى وَقَعَ فِيمَا نُهِيَ عَنْهُ. 









[يتبع بإذن الله]
________
1/ و المراد طائفة من الملائكة. قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 8237 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا آدم ثنا أبو جَعْفَرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ قَالَ: الْمَلائِكَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي الأَرْضِ.اهـ
و ليس كل الملائكة أمروا. من فهم هذا سهل عليه اعتقاد أن إبليس كان ملكا، كما صح ذلك عن ابن عباس. يقول ابن أبي حاتم في تفسيره " 8242 ": أَخْبَرَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ: كَانَ إِبْلِيسُ اسْمُهُ عَزَازِيلُ، وَكَانَ مِنْ أَشْرَفِ الْمَلائِكَةِ مِنْ ذَوِي الأَجْنِحَةِ الأَرْبَعَةِ، ثُمَّ أُبْلِسَ بَعْدَ.اهـ
وعامة من يخالف يقولون الملائكة لا يعصون الله. 
فهناك ملائكة خلقوا من النور: و هم عامة الملائكة الذين قال الله فيهم (لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون)
و هناك ملائكة خلقوا من النار: ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) الحجر.  قال قتادة :وهو إبليس خُلق قبل آدم ، وإنما خلق آدم آخر الخلق، فحسده عدوّ الله إبليس على ما أعطاه الله من الكرامة، فقال: أنا ناريّ، وهذا طينيّ، فكانت السجدة لآدم ، والطاعة لله تعالى ذكره، فقال ( اخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ). و الجن هنا اسم حي الملائكة و كان إبليس أشرفهم. و كان يسوس ما بين السماء و الأرض.
و الجن خلقوا من لهب النار: (و خَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) قال مجاهد في قوله (مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ)، قال: اللهب الأصفر والأخضر، الذي يعلو النار إذا أوقدت.
و من الطين خلق آدم. و الله أعلم.
2/ في صحيفة علي عن ابن عباس قال: قوله: (ولا تجد أكثرهم شاكرين) ، يقول: موحِّدين.
3/ قال أبو العالية: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَجَعَلَهُ فِي جِنَانِ الْفِرْدَوْسِ. [تفسير ابن أبي حاتم 8275].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق