سورة الأعراف [ 131 - 140 ]
[سورة الأعراف]
قوله تعالى ( فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ
مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا
مُّجْرِمِينَ )
1487 - قال عبد الرزاق " 928 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{الطُّوفَانَ} [الأعراف: 133] قَالَ: «أَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حَتَّى قَامُوا
فِيهِ قِيَامًا ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا وَأَخْصَبَتْ بِلَادُهُمْ
خِصْبًا لَمْ تُخْصِبْ مِثْلَهُ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَرَادَ فَأَكَلَتْهُ
إِلَّا قَلِيلًا فَلَمْ يُؤْمِنُوا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقُمَّلَ وَهِيَ
الدَّبَا أَوْلَادُ الْجَرَادِ ، فَأَكَلَتْ مَا بَقِيَ مِنْ زَرْعِهِمْ ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا
، فَأَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الضَّفَادِعَ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ
، وَوَقَعَتْ فِي آنِيَتِهِمْ وَفُرُشِهِمْ ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ
تَعَالَى عَلَيْهِمُ الدَّمَ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ مَاءً
تَحَوَّلَ الْمَاءُ دَمًا» قَالَ اللَّهُ: {آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا}
[الأعراف: 133] ، {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} [الأعراف: 134] ، يَقُولُ:
«الْعَذَابُ».
1488 - و قال الطبري " 15008 ":
حَدَّثَنَا مُحَمّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمّد بَنْ ثَوْر قَالَ،
حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة قَالَ: "القُمَّل"، هِيَ الدَّبَى، وَهِيَ أَوْلاَدُ الجَرَادِ.(1)
1489 - و قال الطبري " 15018 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ:
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَان) حَتَّى بَلَغَ: (مُجْرِمِينَ) ، قَالَ: أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْمَاءَ حَتَّى قَامُوا
فِيه قِيَامًا، فَدَعَوْا مُوسَى، فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَهُ عَنْهُمْ، ثُمَّ عَادُوا لِسُوءِ مَا يَحْضُرُ بِهِم. ثُمَّ أَنْبَتَتْ أَرْضُهُمْ، ثُمَّ أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الجَرَادَ، فَأَكَلَ عَامَّةَ حُرُوثِهِمْ وَثِمَارِهِمْ. ثُمَّ دَعَوْا مُوسَى فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُمْ، ثُمَّ عَادُوا بِشَرِّ مَا يَحْضُرُ بِهِمْ. فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ القُمَّلَ، هَذَا الدَّبَى الَّذِي رَأَيْتُمْ،
فَأَكَلَ مَا أَبْقَى الجَرَادُ مِنْ حُرُوثِهِمْ، فَلَحَسَهُ. فَدَعَوْا مُوسَى، فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَهُ عَنْهُمْ، ثُمَّ عَادُوا بِشَرِّ مَا يَحْضُرُ بِهِمْ. ثُمَّ أَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الضَّفَادِعَ حَتَّى مَلَأَتْ بُيُوتَهُمْ وَأَفْنِيَتَهُمْ. فَدَعَوْا مُوسَى، فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَهُ عَنْهُمْ. ثُمَّ عَادُوا بِشَرِّ مَا يَحْضُرُ بِهِمْ، فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الدَّمَ، فَكَانُوا لاَ يَغْتَرِفُونَ مِنْ مَائِهِمْ إِلاَّ دَمًا أَحْمَر، حَتَّى لَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ عَدُوَّ اللهِ فِرْعَوْن، كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ عَلَى الإِنَاءِ الوَاحِدِ، القِبْطِيّ وَالإِسْرَائِيلِيّ، فَيَكُونُ مِمَّا يَلِي الإِسْرَائِيلِيّ مَاءً، وَمِمَّا يَلِي القِبْطِيّ دَمًا (2). فَدَعَوْا مُوسَى، فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَهُ عَنْهُمْ فِي تِسْعِ آيَاتٍ: السِّنِينَ،
وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ، وَأَرَاهُمْ يَدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم وَعَصَاهُ. (3)
قوله تعالى ( وَلَمَّا وَقَعَ
عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ
لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي
إِسْرَائِيلَ )
1490 - قال الطبري " 15037 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ:
(فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ) ، أَيْ العَذَاب.
قوله تعالى (وَأَوْرَثْنَا
الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي
بَارَكْنَا فِيهَا)(4)
1491 - قال عبد الرزاق " 929 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{مَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأعراف: 137] ، قَالَ: «الَّتِي بَارَكَ
فِيهَا الشَّامُ».
1492 - و قال الطبري " 15046 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ:
وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي باَرَكْنَا فِيهَا، هِيَ أَرْضُ الشَأمِ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فِي قَوْلِ اللَّهِ: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ) قَالَ: زَعَمَ بَعْضُ النَّاسِ فِي الْقُمَّلِ أَنَّهَا الْبَرَاغِيثُ. [تفسير ابن أبي حاتم 8875].
2/ قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 8881 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَالَ النِّيلُ دَمًا فَكَانَ الإِسْرَائِيلِيُّ يَسْتَقِي مَاءً طَيِّبًا وَيَسْتَقِي الْفِرْعَوْنِيُّ دَمًا وَيَشْتَرِكَانِ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ فَيَكُونُ مَا يَلِي الإِسْرَائِيلِيَّ مَاءً طَيِّبًا وَمَا يَلِي الْفِرْعَوْنِيَّ دَمًا.
3/ السنين، و نقص من الثمرات، و يد موسى، و العصى هذه أربع آيات، إذا أضيف: الطوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم. صاروا تسع آيات.
4/
يقول سفيان الثوري في " تفسيره ": في قوله وأورثنا الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ
مَشَارِقَ الأَرْضِ ومغاربها قال: الشام. (الآية 137) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق