سورة الأعراف [ 181 - 190 ]
[سورة الأعراف]
قوله تعالى ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ )
1541 - قال عبد الرزاق
" 962 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمِمَّنْ
خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: 181] وقَالَ:
«هَذِهِ الْأُمَّةُ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ».
قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم
مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ )
1542 - قال ابن أبي
حاتم " 8592 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ بِصَاحِبِهِمْ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى
الصَّفَا فَدَعَا قُرَيْشًا فَجَعَلَ يُفَخِّذُهُمْ فَخْذًا فَخْذًا (1)
يَا بَنِي فُلانٍ، يُحَذِّرُهُمْ بَأْسَ اللَّهِ وَوَقَائِعَ اللَّهِ فَقَالَ قَائِلُهُمْ
إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَمَجْنُونٌ بَاتَ يُصَوِّتُ إِلَى الصَّبَاحِ أَوْ حَتَّى
أَصْبَحَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ
إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ .
قوله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ
مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ
هُوَ )
1543 - قال الطبري
" 15462 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بَن ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ قَرَابَةٌ، فَأَسِرَّ إِلَيْنَا
مَتَى السَّاعَة! فَقَالَ اللهُ: (يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا) .
1544 - و قال
" 15466 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ:
حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا):
مَتَى قِيَامُهَا؟
1545 - و قال ابن
أبي حاتم " 8607 ":
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ
عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي) يَقُولُ: عِلْمُهَا
عِنْدَ اللَّهِ، هو يجلها لِوَقْتِهَا، لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلا اللَّهُ.د
قوله تعالى ( ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
)
1546 - قال الطبري
" 15477 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) ، أَيْ: عَلَى السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ.
1547 - وقال عبد
الرزاق " 964 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ وَالْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {ثَقُلَتْ} [الأعراف: 187] ، قَالَا: «ثَقُلَ عِلْمُهَا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ
وَأَهْلِ الْأَرْضِ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ».
1548 - و قال ابن
أبي حاتم 8611 ":
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ
الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ،
عَنْ قَتَادَةَ
في قوله: (ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) قَالَ: ثَقُلَ عِلْمُهَا عَلَى أَهْلِ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
قوله تعالى ( لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً
)
1549 - قال ابن أبي
حاتم " 8613 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (لاَ تَأْتِيكُمْ
إِلا بَغْتَةً) قَضَى اللَّهُ أَنَّهَا لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً.
1550 - و قال الطبري
" 15479 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة : (لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً) ، قَضَى اللهُ أَنَّهَا لاَ تَأْتِيكُمْ
إِلاَّ بَغْتَةً. قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَهِيجُ بِالنَّاسِ وَالرَّجُلُ يُصْلِح
حَوْضَهُ، وَالرَّجُلُ يَسْقِي مَاشِيَتَهُ، وَالرَّجُلُ يُقِيمُ سِلْعَتَهُ فِي السُّوقِ،
وَالرَّجُلُ يَخْفِضُ مِيزَانَهُ وَيَرْفَعُهُ. (2)
قوله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ
عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
)
1551 - قال ابن أبي
حاتم " 8621 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
ثنا يَزِيدُ عن سعيد عن قتادة (يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيُّ عَنْهَا) أَيْ حَفِيٌّ
بِهِمْ، قَدْ قَالَتْ ذَلِكَ قُرَيْشٌ، يَا مُحَمَّدُ انْشُرْ لَنَا أو نشر إِلَيْنَا
عِلْمَ السَّاعَةِ كَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ لِقَرَابَتِنَا منك.
1552 - و قال عبد
الرزاق " 967 ":
وَقَالَ مَعْمَرٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ ، قَالَتْ قُرَيْشٌ: «يَا مُحَمَّدُ
إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ قَرَابَةً ، فَأَسْرِرْ إِلَيْنَا مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟»
قَالَ: فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} [الأعراف:
187] ، يَقُولُ: «كَأَنَّكَ حَفِيٌّ بِهِمْ». (3)
قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا )
1553 - قال الطبري
" 15498 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) ، مِنْ آدَم.
1554 - و قال
" 15499 ":
حَدَّثَنِي بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة. (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا): حَوَّاء، فَجُعِلَتْ مِنْ ضِلْعٍ مِنْ
أَضْلاعِهِ لِيَسْكُنْ إِلَيْهَا.
1555 - و قال ابن
أبي حاتم " 8635 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ (جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
قَالَ: خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعٍ مِنْ أَضْلاعِهِ لِيَسْكُنْ إِلَيْهَا. (4)
قوله تعالى ( فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ
حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ (5) )
1556 - قال ابن أبي
حاتم " 8639 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
(فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا) فَاسْتَبَانَ حَمْلُهَا.
قوله تعالى (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ
شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (6)
1557 - قال الطبري
" 15521 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا)
، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ لاَ يَعِيشُ لَهُمَا وَلَدٌ، فَأَتَاهُمَا الشَّيْطَانُ،
فَقَالَ لَهُمَا: سَمِيَّاهُ "عَبْدَ الحَارِثِ"! وَكَانَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطَانِ
وَأَمْرِهِ، وَكَانَ شِرْكًا فِي طَاعَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ شِرْكًا فِي عِبَادَةٍ.
1558 - و قال ابن
أبي حاتم " 8659 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ (جَعَلا
لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا) فَكَانَ شِرْكًا فِي طَاعَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ شِرْكًا
فِي عِبَادَتِهِ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ جاء في المعجم الوسيط:" فَخَّذَ الرجلُ عشيرتَه: دعاهم فَخِذًا فَخِدًا".اهـ . يقول محمد بن عبد الرحمن الغرناطي يصف طبقات النسب:
الشعب ثم قبيلة وعمارة بطن... وفخذ والفصيلة تابعه
فالشعب مجتمع القبيلة كلها... ثم القبيلة للعمارة جامعه
والبطن تجمعه العمائر فاعلمن...والفخذ تجمعه البطون الواسعه
والفخذ يجمع للفصائل هاكها...جاءت على نسق لها متتابعه
فخزيمة شعب، وإن كنانة...لقبيلة منها الفصائل شائعه
وقريشها تسمى العمارة يا فتى...وقصيّ بطن للأعادي قامعه
ذا هاشم فخذ وذا عباسها...أثر الفصيلة لا تناط بسابِعَه. [نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 4/308]. يريد أن طبقات النسب ستة لا سابعة لها و الله أعلم.
2/ يقول مسلم في صحيحه 5256 : حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ ، فَمَا يَصِلُ الْإِنَاءُ إِلَى فِيهِ حَتَّى تَقُومَ وَالرَّجُلَانِ يَتَبَايَعَانِ الثَّوْبَ ، فَمَا يَتَبَايَعَانِهِ حَتَّى تَقُومَ وَالرَّجُلُ يَلِطُ فِي حَوْضِهِ ، فَمَا يَصْدُرُ حَتَّى تَقُومَ " .
3/ و هي قراءة ابن عباس. يقول سعيد بن منصور في " التفسير970 ": نَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {كأنك حفي بها}.
4/ قال مجاهد: حَوَّاءَ مِنْ قُصَيرِيِّ آدَمَ وَهُوَ نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ: أَثَّا؟ بِالنَّبَطِيَّةِ امْرَأَةٌ. [تفسير ابن أبي حاتم 8634].
5/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير 972 ": نا سُفْيَانُ، عن عمرو بن دينار، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَاسْتَمَرَّتْ بِهِ}.
6/ يقول مجاهد: (فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون) قال: كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد. فقال لهما الشيطان: إذا ولد لكما ولد، فسمياه "عبد الحارث"! ففعلا وأطاعاه، فذلك قول الله: (فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء) ، الآية. [تفسير الطبري 15522]. قال الطبري: " وأولى القولين بالصواب، قول من قال: عنى بقوله: (فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء) في الاسم لا في العبادة، وأن المعنيَّ بذلك آدم وحواء، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ".اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق