السبت، 11 يونيو 2016

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ التَّوْبَة [101 - 110]

سورة التوبة [ 101 - 110 ]







[سورة التوبة]









قوله تعالى ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ )

1753 - قال ابن أبي حاتم " 10302 ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ قَتَادَةَ فِي قَوْلُهُ: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ) إِلَى قَوْلِهِ: (لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) قَالَ قَتَادَةُ: فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَكَلَّفُونَ عَلَى النَّاسِ؟ يَقُولُ: فُلانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفُلانٌ فِي النَّارِ، فَإِذَا سَأَلْتَ أَحَدُهُمْ عَنْ نَفْسِهِ قَالَ: لَا أَدْرِي، لَعَمْرِي لأَنْتَ بِنَفْسِكَ أَعْلَمُ مِنْكَ بِأَعْمَالِ النَّاسِ، وَلَقَدْ تَكَلَّفْتَ شَيْئًا مَا تَكَلَّفَهُ نَبِيُّ، قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ نُوحٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ شُعَيْبٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) وَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ). (1)






قوله تعالى ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ )

1754 - قال الطبري " 17130 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) ، عَذَابُ الدُّنْيَا، وَعَذَابُ القَبْرِ(2)، (ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَى حُذَيْفَةَ بِاثْنَيْ عَشَر رَجُلاً مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: "سِتَّةٌ مِنْهُمْ تَكْفِيكَهُمْ الدُّبَيْلَة، سِراجٌ مِنْ نَارِ جَهَنَّم، يَأْخُذُ فِي كَتِفِ أَحَدِهِمْ حَتَّى تُفْضِي إِلَى صَدْرِهِ، وَسِتَّةٌ يَمُوتُونَ مَوْتًا. ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُمَر بْن الخَطَّابِ رَحِمَهُ اللهُ، كَانَ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ يَرَى أَنَّهُ مِنْهُمْ، نَظَرِ إِلَى حُذَيْفَة، فَإِنْ صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِلاَّ تَرَكَهُ. وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُمَر قَالَ لِحُذَيْفَة: أَنْشُدُكَ اللهُ، أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ: لاَ وَاللهِ، وَلاَ أُومِنُ مِنْهَا أَحَدًا بَعْدَكَ!.

1755 - و قال ابن أبي حاتم " 10304 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا أَبُو نُوحٍ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ قَالَ: عَذَابُ الْقَبْرِ وَعَذَابُ النَّارِ.







قوله تعالى ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

1756 - قال عبد الرزاق " 1122 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة: 102] قَالَ: «هُمْ نَفَرٌ مِمَّنْ تَخَلَّفَ ، عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مِنْهُمْ أَبُو لُبَابَةَ ، وَمِنْهُمْ جِدُّ بْنُ قَيْسٍ ، ثُمَّ تِيبَ عَلَيْهِمْ» قَالَ قَتَادَةُ: «وَلَيْسُوا بِالثَّلَاثَةِ».

1757 - و قال الطبري " 17140 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعَةَ رَهْطٍ تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك، فَأَمَّا أَرْبَعَةٌ فَخَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا: جِدُّ بْن قَيْسٍ، وَأَبُو لُبَابَة (3)، وَحَرَام، وَأَوْسٍ، وَكُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ، وَهُمُ الَّذِينَ قِيلَ فِيهِمْ: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ) ، الآية.


1758 - و قال أيضا " 17142 ":
حَدَّثَنَا القَاسِم قَالَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْن قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) ، قَالَ: هُم سَبْعَةٌ، مِنْهُمْ أَبُو لُبَابَة، كَانُوا تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوك، وَلَيْسُوا بِالثَّلاَثَةِ.






قوله تعالى ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا )

1759 - قال ابن أبي حاتم " 10309 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ سَبْعَةُ رَهْطٍ تَخَلَّفُوا عَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَمَّا أَرْبَعَةٌ: فَهُمُ الَّذِينَ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، وَفِيهِمْ قِيلَ: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً وَكَانُوا وَعَدُوا اللَّهَ أَنْ يُجَاهِدُوا وَيَتَصَدَّقُوا.

1760 - و قال الطبري " 17156 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: الأَرْبَعَة: جِدُّ بْن قَيْسٍ، وَأَبُو لُبَابَة، وَحَرَام، وَأَوْسٍ، هُمُ الَّذِينَ قِيلَ فِيهِمْ: (خُذء مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتِكَ سَكَنٌ لَهُمْ) ، أَيْ وَقَارٌ لَهُمْ، وَكَانُوا وَعَدُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ أَنْ يُنْفِقُوا وَيُجَاهِدُوا وَيَتَصَدَّقُوا.







قوله تعالى ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

1761 - قال ابن أبي حاتم " 10308 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (إِنَّ صَلاتِكَ سَكَنٌ لَهُمْ) أَيْ: وَقَارٌ لَهُمْ.

1762 - و قال 10309 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا رَاشِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ الْمَقْدِسِيُّ أَنْبَأَ الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ: (إِنَّ صَلاتِكَ سَكَنٌ لَهُمْ) قَالَ: أَمْنٌ لَهُمْ.






قوله تعالى ( أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )

1763 - قال الطبري " 17171 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَتَصَدَّقُ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ فَتَقَعُ فِي يَدِ السَّائِلِ، حَتَّى تَقَعَ فِي يَدِ اللهِ.(4)







قوله تعالى (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(5)

1764 - قال عبد الرزاق " 1126 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ} [التوبة: 106] ، قَالَ: «هُمُ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا».

1765 - و قال الطبري " 17183 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ) ، قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُمُ الثَّلاَثَةُ الَّذِينَ خُلِّفُوا: كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، وَهِلاَل بْنَ أُمَيَّة، وَمرَارَة بْنَ رَبِيعَة، رَهْطٌ مِنَ الأَنْصَارِ.







قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ )

1766 - قال الطبري " 17197 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا) ، الآيَة، عَمِدَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ، فَابْتَنَوْا مَسْجِدًا بِقُبَاء، لِيُضَاهُوا بِهِ مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ دَعَا بِقَمِيصِهِ لِيَأْتِيَهُمْ، حَتَّى أَطْلَعَهُ اللهُ عَلَى ذَلِكَ [...].

1767 - و قال ابن ابي حاتم " 10064 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ ثنا شعيد بْنُ بَشِيرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا): أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى مَسْجِدًا بِقُبَاءَ فَعَارَضَهُ الْمُنَافِقُونَ بِآخَرَ، ثُمَّ بَعَثُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ فِيهِ، وَدَعَا بِقَمِيصِهِ لِيَأْتِيَهُمْ فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيِّهِ عَلَى ذَلِكَ.






قوله تعالى ( وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ )

1768 - قال الطبري " 17197 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة [...] وَأَمَّا قَوْلهُ: (وَإرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ) ، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: " أَبُو عَامِر " (6)، فَرَّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلُوهُ بِإِسْلاَمِهِ. قَالَوا: إِذَا جَاءَ صَلَّى فِيهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ: (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى) ، الآيَةُ.







قوله تعالى ( لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى (7) مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )

1769 - قال عبد الرزاق " 1131 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَا هَذَا الطُّهُورُ الَّذِي أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْكُمْ فِيهِ؟» ، قَالُوا: إِنَّا لَنَسْتَطِيبُ بِالْمَاءِ إِذَا جِئْنَا مِنَ الْغَائِطِ.

1770 - و قال الطبري " 17226 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَهْلِ قُبَاء: "إِنَّ اللهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطَّهُورِ، فَمَا تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: إِنَّا نَغْسِلُ عَنَّا أَثَرَ الغَائِطَ وَالبَوْلِ.






قوله تعالى ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

1771 - قال الطبري " 17246 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (أَفَمَنْ أُسِّسَ بُنْيَانُهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ) ، إِلَى قَوْلِهِ: (فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ) ، قَالَ: وَاللهِ مَا تَنَاهَى أَنْ وَقَعَ فِي النَّارِ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ تَحَفَّرَتْ بُقْعَةٌ مِنْهَا، فَرُؤِيَ مِنْهَا الدُّخَانُ.






قوله تعالى ( لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )

1772 - قال عبد الرزاق " 1130 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة: 110] ، قَالَ: " شَكٌ فِي قُلُوبِهِمْ {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [التوبة: 110] ، يَقُولُ: «إِلَّا أَنْ يَمُوتُوا».

1773 - و قال الطبري " 17253 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) ، يَقُولُ: حَتَّى يَمُوتُوا.




[يتبع بإذن الله]
_________
1/ الكلام في النهايات و هل فلان من أهل السعادة أو من أهل الشقاء تكلف مذموم بل تألّي على الله إلا ما دل عليه النص، و لكن يُرجى للمحسن و يُخاف على المسيء. فإذا مات ينظر على أي شيئ مات عليه كما قال الله في إبراهيم عليه الصلاة و السلام ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) قال الطبري في "تفسيره 13478 ": حدثنا سليمان بن عمر الرقي ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان الثوري ، عن الشيباني [سعيد بن سنان] ، عن سعيد بن جبير قالا : مات رجل يهودي وله ابن مسلم ، فلم يخرج معه ، فذكر ذلك لابن عباس ، فقال : كان ينبغي له أن يمشي معه ويدفنه. ويدعو له بالصلاح ما دام حيا ، فإذا مات وكله إلى شأنه !.اهـ و قال مجاهد: " موته وهو كافر ". [ط/13485]. و قال قتادة : " تبين له حين مات ، وعلم أن التوبة قد انقطعت عنه ". وقال أيضا: " لما مات على شركه تبرأ منه " [ط/13489].اهـ و قد يقول قائل لعله تاب! فيقال له: الله أعلم به. أما الحكم على الناس فهذا شيء مختلف تماما فلان مبتدع فلان كافر هذا لا شيء فيه. قال أبو نعيم في " الحلية ": قال : حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن جعفر قَالَ :ثَنَا أحمد بن علي الخزاعي قَالَ :ثَنَا هدبة قَالَ :ثَنَا حزم قَالَ : ثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى قتادة ، فَذَكَرَ عمرو بن عبيد ، فَوَقَعَ فِيهِ وَنَالَ مِنْهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أبَا الخَطَّابِ ، أَلَا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ فَقَالَ : يَا أُحَيْوِلُ، أَلَا تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُذْكَرَ حَتَّى يُحْذَرَ .اهـ  و قال أيضا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ تَزْوِيجِ الْقَدَرِيِّ، فَقَرَأَ: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعَجْبَكُمْ} [البقرة: 221]. و قال الخلال في " السنة 1785 ": وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْ وَقَفَ [يعني في القرآن]، لَا يَقُولُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ؟ قَالَ: أَنَا أَقُولُ: كَلَامُ اللَّهِ. قَالَ: " يُقَالَ لَهُ: إِنَّ الْعُلَمَاءَ يَقُولُونَ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَإِنْ أَبَى فَهُوَ جَهْمِيٌّ ".اهـ و كان يقول : «مَنْ شَكَّ فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ وَقَفَ فَهُوَ كَافِرٌ» [1793]. فلينتبه لهذا و كثيرا ما يُخلط بينها.
2/ و قال الحسن البصري في قوله (سنعذبهم مرتين)، قال: «عَذَابُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الْقَبْرِ» [تفسير عبد الرزاق 1121]. يقول البخاري في " صحيحه 215 ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.اهـ و قال ابن أبي شيبة في " المصنف 34061": حدثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : سَمِعْت عَائِشَةَ تَقُولُ : يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ فَيَأْكُلُ لَحْمَهُ مِنْ رَأْسِهِ إلَى رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ يُكْسَى اللَّحْمَ فَيَأْكُلُ مِنْ رِجْلَيْهِ إلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ يُكْسَى اللَّحْمَ فَيَأْكُلُ مِنْ رَأْسِهِ إلَى رِجْلَيْهِ، فَهُوَ كَذَلِكَ . اهـ و هذا فقط للإشارة، فما أقبح منكر عذاب القبر.
3/ قال مجاهد: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ): أَبُو لُبَابَةَ حِينَ قَالَ: لِقُرَيْظَةَ مَا قَالَ، أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ: إِنَّ مُحَمَّدًا ذَابِحُكُمْ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْهِ عَلَى حُكْمِهِ. [تفسير ابن أبي حاتم 10309].
4/ يقول مسلم في " صحيحه 1691 ": حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ، إِلَّا أَخَذَهَا اللَّهُ بِيَمِينِهِ ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَلُوصَهُ ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ ". و قال عبد الرزاق في " تفسيره 1125 ": عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: «مَا تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ إِلَّا وَقَعَتْ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ ، وَهُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ» ثُمَّ قَرَأَ {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104]. اهـ و كذا عند ابن أبي حاتم " عبد الله بن قتادة " و جاء عند الطبري في بعض الروايات " عبد الله بن [أبي] قتادة "، و هو خطأ.
5/ قال الضحاك: في قوله: (وآخرون مرجون لأمر الله) ، هم الثلاثة الذين خلفوا عن التوبة - يريد: غير أبي لبابة وأصحابه - ولم ينزل الله عذرهم، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت. وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين: فرقة تقول: "هلكوا"، حين لم ينزل الله فيهم ما أنزل في أبي لبابة وأصحابه.وتقول فرقة أخرى: "عسى الله أن يعفو عنهم! "، وكانوا مرجئين لأمر الله. ثم أنزل الله رحمته ومغفرته فقال: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ) الآية، وأنزل: (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) ، الآية. [تفسير الطبري 17182].
6/ هو أبو عامر الراهب. يقول عروة بن الزبير " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [التوبة: 107] " أَبُو عَامِرٍ الرَّاهِبُ انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ ، فَقَالَ الَّذِينَ بَنَوْا مَسْجِدَ الضِّرَارِ: إِنَّمَا بَنَيْنَاهُ لِيُصَلِّيَ فِيهِ أَبُو عَامِرٍ ". [تفسير عبد الرزاق 1128]. و قال الضحاك: " كانوا يقولون: إذا رجع أبو عامر من عند قيصر من الروم صلى فيه! وكانوا يقولون: إذا قدم ظهر على نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ". [تفسير الطبري 17198].
7/ يقول مسلم في " صحيحه 1398 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ مَرَّ بِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ سَمِعْتَ أَبَاكَ يَذْكُرُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى قَالَ قَالَ أَبِي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمَسْجِدَيْنِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى قَالَ فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا لِمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ قَالَ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ أَبَاكَ هَكَذَا يَذْكُرُهُ وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَشْعَثِيُّ قَالَ سَعِيدٌ أَخْبَرَنَا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ فِي الْإِسْنَادِ.اهـ . وأبو سلمة راوي هذا الحديث يقول أنه مسجد قباء. قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 10077 ": حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الزِّمِّيُّ ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ قُبَاءٍ أُصَلِّي فِيهِ، فَالْتَفَتُ عَنْ يَمِينِي فَأَبْصَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ [هو ابن عبد الرحمن بن عوف] فَقَالَ: أَحْبَبْتَ أَنْ تُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ؟ قَالَ عَمَّارٌ: فَأَخْبَرَنِي أَنَّ مَا بَيْنَ الصَّوْمَعَةِ إِلَى الْقِبْلَةِ زِيَادَةٌ زَادَهَا عُثْمَانُ. وَرُوِيَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكِ وَعَطِيَّةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَقَتَادَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: نَحْوُ ذَلِكَ.اهـ و كان محمد بن سيرين: " يَرَى كُلَّ مَسْجِدٍ بُنِيَ بِالْمَدِينَةِ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ". [تفسير ابن أبي حاتم 10078].اهـ يقول ابن تيمية في " منهاج السنة ص 74 ": " وَهَذَا كَمَا أَنَّ قَوْلَهُ : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 108 ] نَزَلَتْ بِسَبَبِ مَسْجِدِ قُبَاءَ ، لَكِنَّ الْحُكْمَ يَتَنَاوَلُهُ وَيَتَنَاوَلُ مَا هُوَ أَحَقُّ مِنْهُ بِذَلِكَ ، وَهُوَ مَسْجِدُ الْمَدِينَةِ ... إلى أن قال: وَكِلَاهُمَا مُؤَسَّسٌ عَلَى التَّقْوَى ". اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق