الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول البخاري في رفع اليدين في الصلاة 2:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ
: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ
إِذَا كَبَّرَ ، وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، وَلا
يَفْعَلُ ذَلِكَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ " .
و قال البخاري أيضا 46 :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ
، حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذَا
قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ
يُكَبِّرُ ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ ، وَيَقُولُ:
«سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» ، وَلَا يَرْفَعُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ.
و قال ابن أبي شيبة في مصنفه 2794 :
نا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرْفَعُ
يَدَيْهِ بَيْنَ السَجْدَتَيْنِ».
و قد طبق ابن عمر هذا الذي رآه عمليا
قال البخاري في رفع اليدين 12 :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ " كَانَ إِذَا اسْتَقْبَلَ
الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ
، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ " .
و فيه أن ابن عمر كان يرفع يديه :
إذا قام إلى الصلاة
و إذا ركع
و إذا رفع من الركوع
و إذا قام من السجدتين ( أو الركعتين )،
و صح عنه أيضا «أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الْأُولَى»
[مصنف ابن أبي شيبة 2796: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ].
أما بعد السجدتين فلم يكن يرفع يديه، و لا في شيء من صلاته
و هو جالس
يقول عبد الرزاق في مصنفه 2520 :
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ: "
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكَبِّرُ بِيَدَيْهِ
حِينَ يَسْتَفْتِحُ،
وَحِينَ يَرْكَعُ،
وَحِينَ يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَحِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ
الرَّكْعَةِ،
وَحِينَ يَسْتَوِي قَائِمًا مِنْ مَثْنَى "
قَالَ: «وَلَمْ يَكُنْ
يُكَبِّرُ بِيَدَيْهِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ».
قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَجْعَلُ الْأُولَى
مِنْهُنَّ أَرْفَعَهُنَّ؟ قَالَ: «لَا، سَوَاءً»،
قُلْتُ: أَكَانَ يُخْلِفُ بِشَيْءٍ مِنْهُنَّ أُذُنَيْهِ؟
قَالَ: «لَا، وَلَا يَبْلُغُ وَجْهَهُ»، فَأَشَارَ لِي إِلَى الثَّدْيَيْنِ أَوْ أَسْفَلَ
مِنْهُمَا. اهـ
و رُوِيَ عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه و سلم
لم
يكن يرفع يديه في شيء من صلاته و هو قاعد
و قد ثبت عن أنس و بعض التابعين منهم نافع أنهم كانوا يرفعون
أيديهم بين السجدتين
و مذهب ابن عمر أولى بالاتباع.
يقول الكوسج في مسائله لأحمد و إسحاق :
[187] قلت: كيف يرفع يديه في الصلاة؟
قال: حذو منكبيه. إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع.
قال إسحاق: كما قال، ولا يفعل في شيء من السجود ذلك. اهـ
و الله أعلم
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق