فهذا جمع لما صح من آثار أصحاب ابن عباس رضي الله عنهم،
في الزهد.
قال الله تبارك وتعالى ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ
وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾،
قال سفيان الثوري : أزهدهم في الدنيا. [تفسير ابن أبي
حاتم].اهـ
وكان يقول :
" عَلَيْكَ باِلزُّهْدِ يُبَصِّرُكَ اللهُ عَوْرَاتِ
الدُّنْيَا .. ". [الزهد الكبير للبيهقي].اهـ
وسئل الزهري من الزاهد فقال :
" الَّذِي لاَ يَغْلِبُ الحَرَامُ صَبْرَهُ، وَلاَ
يَمْنَعُ الحَلاَلُ شُكْرَهُ ". [الزهد الكبير للبيهقي].اهـ
وكان سفيان بن عيينة يقول : " ما سمعت في الزهد قطّ
شيئا أحسن من هذا ".
وقال أيوب السختياني:
" الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ:
أَحَبُّهَا إِلَى اللهِ وَأَعْلَاهَا عِنْدَ اللهِ وَأَعْظَمُهَا
ثَوَابًا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى الزُّهْدُ فِي عِبَادَةِ مَنْ عُبِدَ دُونَ اللهِ مِنْ
كُلِّ مَلَكٍ وَصَنَمٍ وَحَجَرٍ وَوَثَنٍ،
ثُمَّ الزُّهْدُ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى مِنَ الْأَخْذِ
وَالْإِعْطَاءِ،
ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَيْنَا فَيَقُولُ: زُهْدُكُمْ هَذَا يَا
مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ فَهُوَ وَاللهِ أَخَسُّهُ عِنْدَ اللهِ، الزُّهْدُ فِي حَلَالِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ". [الحلية لأبي نعيم ٣/٧].اهـ
يقول ابن القيم في
" الفوائد 18 ":
"
الزُّهْدُ أَقْسَام:
- زُهْدٌ فِي الحَرَامِ وَهُوَ فَرْضُ عَيْنٍ.
- وَزُهْدٌ فِي الشُّبُهَاتِ، وَهُوَ بِحَسَبِ
مَرَاتِبِ الشُّبْهَةِ، فَإِنْ قَوِيَت الْتَحَقَ بِالوَاجِبِ، وَإِنْ ضَعُفَتْ كَانَ
مُسْتَحَبًّا.
- وَزُهْدٌ فِي الفُضُولِ، وَهُوَ زُهْدٌ فِيمَا
لاَ يَعْنِي مِنَ الكَلاَمِ وَالنَّظَرِ وَالسُّؤَالِ وَاللِّقَاءِ وَغَيْرِهِ.
- وَزُهْدٌ فِي النَّاسِ.
- وَزُهْدٌ فِي النَّفْسِ، بِحَيْثُ تَهُونُ عَلَيْهِ
نَفْسُهُ فِي اللهِ.
- وَزُهْدٌ جَامِعٌ لِذَلِكَ كُلِّهِ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِيمَا
سِوَى اللهِ وَفِي كُلِّ مَا يُشْغِلُكَ عَنْهُ.
وَأَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ. وَالقَلْبُ الْمُعَلَّقُ
بِالشَّهَوَاتِ لاَ يَصِحُّ لَهُ زُهْدٌ وَلاَ وَرَعٌ. " اهـ
و هذا المراد.
أما أصحاب ابن عباس رضي الله عنهم فشهرتهم تُغني عن
التعريف بهم.
يقول علي بن المديني في العلل ٣٥ :
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ أُرَاهُ قَالَ: أَصْحَابُ
ابْنِ عَبَّاسٍ سِتَّةٌ بَعْدَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِقَوْلِهِ وَيُفْتُونَ
بِهِ وَيَذْهَبُونَ مَذْهَبَهُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةُ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَجَابِرُ
بْنُ زَيْدٍ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ.
و جاء في تهذيب الكمال ص ٤٦٣ :
وَقَالَ مُهَنَّا بَنْ يَحْيَى : قُلْتُ لِأَحْمَد : مَنْ
أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاس؟ قَالَ: سِتَّة. قُلْتُ مَنْ هُمْ ؟. قَالَ : مُجَاهِد، وَ
طَاوُس، وَ عَطَاء ابْن أَبِي رَبَاح، وَ جَابِر بَنْ زَيْد، وَ عِكْرِمَة، وَ سَعِيد
بن جُبَيْر.
و قال عبد الله بن أحمد في العلل ٤٧٧ :
قَالَ لِي أَبِي: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاس هُمُ الْمُحَدِّثُونَ
وَالْمُفْتُونَ. اهـ
و هذا جمع لما صح من آثارهم في الزهد
نفعني الله به ومن قرأه.
و صل اللهم على نبينا محمد و على آله وصحبه و سلم.
الزُّهْدُ
لِأَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم
لِأَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم
[ب د ف]
أين الرابط؟
ردحذفتم وضع الرابط
حذف