الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول سعيد بن منصور في تفسيره 1142 ":
نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جابر قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الطَّوِيلُ،
أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ،: تَصَدَّقْ عَلَيَّ تَصَدَّقَ
اللَّهُ عَلَيْكَ بِالْجَنَّةِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَتَصَدَّقُ وَلَكِنْ يَجْزِي
الْمُتَصَدِّقِينَ.
قال المحقق :
" في هذا الكلام نظر! وهو اجتهاد
مخالف لما أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1 / 478 رقم 4) في أول كتاب صلاة المسافرين، عن
يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب: {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم
أن يفتنكم الذين كفروا} فقد أمن الناس؟! فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رَسُولُ
اللَّهِ ء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم ء عن ذلك فقال: ((صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا
صدقته)) ". اهـ
أقول هذا الخبر خرجه ابن أبي حاتم في تفسيره أيضا 11934
:
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ الْمَكِّيُّ ثنا عِيسَى
بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الطَّوِيلِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: تَصَدَّقْ
عَلَيَّ تَصَدَّقَ اللَّهُ عَلَيْكَ بِالْجَنَّةِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ:
وَيْحَكَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَتَصَدَّقُ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ.
و ليس في هذا الكلام أي نظر - نقدي -، بل هو نفيس و فيه فهم جليل للسلف
و قال ابن أبي شيبة في مصنفه 27038 :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُخْتَارٍ
، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ : " اللَّهُمَّ
تَصَدَّقَ عَلَيَّ " ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : " اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَيَّ ".
فالصدقة المذكورة في حديث النبي صلى الله عليه و سلم بمعنى
الرخصة.
و الحديث أصلا في باب الإخبار عن الله أنه تصدق بكذا و كذا، لا أن ندعوه بأن يتصدق علينا !
وقد صح عن ابن مسعود و ابن عمر و غيرهم
«أنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
أَنْ تُقْبَلَ رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ»
و قد وقفت على أثر لمجاهد يبين علة الكراهة
قال الطبري في تفسيره 19788 ":
حَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ، حَدَّثَنَا القَاسِمُ، قَالَ، حَدَّثَنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة،
عَنْ عُثْمَان بن الأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، وَسُئِلَ:
هَلْ يُكْرَهُ أَنْ يَقُول الرَّجُلُ فِي دُعَائِهِ:
اللَّهُمَّ تَصَدَّق عَلَيَّ؟
فَقَالَ: نَعَمْ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ لِمَنْ يَبْغِي الثَّوَابَ.
قال جل و علا ( فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا
أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
) [يوسف 88].
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
قال أبو نعيم في الحلية 5045 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، " أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ : اللَّهُمَّ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَعْتِقُ مَنْ رَجَا الثَّوَابَ ، أَوْ تَصَدَّقْ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ ، فَإِنَّهُ يَتَصَدَّقُ عَلَى مَنْ يَرْجُو الثَّوَابَ "
ردحذفكأن فيه تصحيفا، لعل الصواب يتصدق من يرجو الثواب
نعم
حذف