سورة الرعد [ 31 - آخر السورة ]
[سورة الرعد]
قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ
قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا
)
2266 - قال عبد الرزاق " 1380 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ كُفَّارَ ، قُرَيْشٍ
، قَالُوا لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَذْهِبْ عَنَّا جِبَالَ تِهَامَةَ حَتَّى
نَتَّخِذَهَا زَرْعًا ، وَتَكُونَ لَنَا أَرَضِينَ وَأَحْيِ لَنَا فُلَانًا وَفُلَانًا
حَتَّى يُخْبِرُونَا أَحَقًّا مَا تَقُولُ؟» ، فَقَالَ اللَّهُ: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا
سُيَّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}
[الرعد: 31] يَقُولُ: «لَوْ كَانَ فُعِلَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ فِيمَا مَضَى
لَكَانَ ذَلِكَ».
2267 - وقال الطبري " 20404
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الِجبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ
بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ قُرَيْشًا قَالُوا:
إِنْ سَرَّكَ يَا مُحَمَّد، اتِّبَاعُكَ - أَوْ: أَنْ نَتَّبِعُكَ - فَسَيِّرْ لَنَا
جِبَالَ تِهَامَة، أَوْ زِدْ لَنَا فِي حَرَمِنَا حَتَّى نَتَّخِذَ قَطَائِعَ نَخْتَرِفُ
فِيهَا (1) أَوْ أَحِيِي لَنَا فُلاَنًا وَفُلاَنًا! نَاسًا مَاتُوا
فِي الجَاهِلِيَّةِ. فَأَنْزَلَ اللهُ: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الِجبَالُ
أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) ، يَقُولُ: لَوْ فُعِلَ
هَذَا بِقُرْآنٍ قَبْلَ قُرْآنِكُمْ لَفُعِلَ بِقُرْآنِكُمْ.
قوله تعالى ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء
اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا )
2268 - قال الطبري " 20415
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْلِهِ: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) قَالَ: أَلَمْ
يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا.
20416 : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ
الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (أَفَلَمْ
يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) قَالَ: أَلَمْ يَعْلَمِ الَّذِينَ آمَنُوا.
قوله تعالى ( وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ
قَارِعَةٌ )
2269 - قال الطبري " 20432
":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (قَارِعَةٌ) قَالَ: وَقِيعَةٌ. (2)
2270 - وقال الطبري " 20431
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا
صَنَعُوا قَارِعَةٌ) أَيْ بِأَعْمَالِهِمْ أَعْمَال السُّوءِ.
قوله تعالى ( أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ )
2271 - قال عبد الرزاق " 1381
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تُصِيبُهُمْ
بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد: 31] ، قَالَ:
يَعْنِي النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «يَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ».
قوله تعالى ( حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ )
2272 - قال عبد الرزاق " 1383
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى
يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ} [الرعد: 31] ، قَالَ: «فَتْحُ مَكَّةَ».
قوله تعالى ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
)
2273 - قال عبد الرزاق " 1384
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَفَمَنْ
هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33] ، قَالَ: «اللَّهُ تَعَالَى
قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ».
2274 - وقال الطبري " 20440
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قَوْلهُ: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)
، ذَلِكُمْ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَائِمٌ عَلَى بَنِي آدَمَ بِأَرْزَاقِهِمْ
وَآجَالِهِمْ، وَحَفَظَ عَلَيْهِمْ وَاللهِ أَعْمَالَهُمْ.
قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا
أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ (3)
)
2275 - قال الطبري " 20454
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ) ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرِحُوا
بِكِتَابِ اللهِ وَبِرَسُولِهِ وَصَدَّقُوا بِهِ.
قوله تعالى ( قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ
بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ )
2276 - قال الطبري " 20458
":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (وَإِلَيْهِ مَآبِ) :، وَإِلَيْهِ مَصِيرُ
كُلِّ عَبْدٍ.
قوله تعالى ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ
الْكِتَابِ )
2277 - قال الطبري " 20490
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) ، هِيَ مِثْلَ قَوْلِهِ:
(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا)
[سورة البقرة 106] ، وَقَوْلِهِ: (وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ) : أَيْ جُمْلَةَ الكِتَابِ
وَأَصْله.
2278 - وقال أيضا 20491 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) مَا
يَشَاءُ، وَهُوَ الحَكِيمُ. (وَعِنْدَهُ أُمُّ
الكِتَابِ) ، وَأَصْله. (4)
قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا
مِنْ أَطْرَافِهَا )
2279 - قال عبد الرزاق " 1392
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {نَنْقُصُهَا
مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ ، يَقُولُ: «هُوَ قَبْضُ
النَّاسِ». (5)
قوله تعالى ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ
كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (6)
)
2280 - قال الطبري " 20542
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا) ، قَالَ:
قَوْلُ مُشْرِكِي قُرَيْش: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ
عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) ، أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ كَانُوا يَشْهَدُونَ
بِالحَقِّ وَيُقِرُّونَ بِهِ، وَيَعْلَمُونَ أَنَ مُحَمَّدًا رَسُول اللهِ، كَمَا يُحدَّثُ
أَنَّ مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ.
2281 - وقال عبد الرزاق " 1395 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ
عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] ، قَالَ: «كَانَ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ سَلَامٍ ، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ».
[آخر تفسير سورة
الرعد]
________
1/ قال المحقق: " نخترف فيها"،
أي: نقيم فيها زمن الخريف، وذلك حين ينزل المطر، وتنبت الأرض.
2/ الوقيعة الحرب و القتال، وقال مجاهد
قوله: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، تصاب منهم سَرِيَّة، أو تصاب منهم مصيبة. [تفسير
الطبري 20424].
3/ قال مجاهد قوله: (ومن الأحزاب من
ينكر بعضه) ، قال: من أهل الكتاب. [ت/الطبري 20455].
4/ قول قتادة هذا في القرآن، وذهب ابن
عباس وأصحابه أن الآية في اللوح المحفوظ. قال ابن عباس فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَمْحُو
اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] ، قَالَ: «إِلَّا الشّقوَةَ وَالسَّعَادَةَ
وَالْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ» [تفسير عبد الرزاق 1387]. وقال عكرمة : الكِتَابُ كِتَابَانِ،
كَتَابٌ يَمْحُو اللهُ مِنْهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ.
[تفسير الطبري 20474]. وقال سعيد بن جبير فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ
أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: ٤] قَالَ: «أَمْرُ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، إِلَّا الْمَوْتَ
وَالْحَيَاةَ وَالشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ». [السنة لعبد الله بن أحمد 8886]. وقال
منصور: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي
سَعِيدًا فَأَثْبِتْنِي، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي شَقِيًّا فَامْحُنِي، قَالَ: الشَّقَاءُ
وَالسَّعَادَةُ قَدْ فُرِغَ مِنْهُمَا. [تفسير الطبري 20470].
5/ وقال مجاهد : «الْمَوْتُ، مَوْتُ عُلَمَائِهَا وَفُقَهَائِهَا».[تفسير
عبد الرزاق 1394]. وأصحاب الإعجاز العلمي يقولون كلاما غريبا، والله المستعان.
6/ في قراءة "وَمِنْ عِنْدِهِ
عُلِمَ الكِتَابُ"،أي مِنْ عند الله عُلِمَ الكتاب. وقال سعيد بن منصور في تفسيره 1177 : نا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَنْ عنده علم الكتاب} ، أَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ؟ وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقْرَأُ: {ومِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكتابُ} . اهـ وقرأ بها ابن عباس ومجاهد والحسن البصري.اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق