الأربعاء، 14 يونيو 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الرَّعد [ 31 - آخر السورة ]

سورة الرعد [ 31 - آخر السورة ]








[سورة الرعد]









قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا )

2266 - قال عبد الرزاق " 1380 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ كُفَّارَ ، قُرَيْشٍ ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «أَذْهِبْ عَنَّا جِبَالَ تِهَامَةَ حَتَّى نَتَّخِذَهَا زَرْعًا ، وَتَكُونَ لَنَا أَرَضِينَ وَأَحْيِ لَنَا فُلَانًا وَفُلَانًا حَتَّى يُخْبِرُونَا أَحَقًّا مَا تَقُولُ؟» ، فَقَالَ اللَّهُ: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيَّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد: 31] يَقُولُ: «لَوْ كَانَ فُعِلَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ فِيمَا مَضَى لَكَانَ ذَلِكَ».

2267 - وقال الطبري " 20404 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الِجبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ قُرَيْشًا قَالُوا: إِنْ سَرَّكَ يَا مُحَمَّد، اتِّبَاعُكَ - أَوْ: أَنْ نَتَّبِعُكَ - فَسَيِّرْ لَنَا جِبَالَ تِهَامَة، أَوْ زِدْ لَنَا فِي حَرَمِنَا حَتَّى نَتَّخِذَ قَطَائِعَ نَخْتَرِفُ فِيهَا (1) أَوْ أَحِيِي لَنَا فُلاَنًا وَفُلاَنًا! نَاسًا مَاتُوا فِي الجَاهِلِيَّةِ. فَأَنْزَلَ اللهُ: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الِجبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) ، يَقُولُ: لَوْ فُعِلَ هَذَا بِقُرْآنٍ قَبْلَ قُرْآنِكُمْ لَفُعِلَ بِقُرْآنِكُمْ.






قوله تعالى ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا )

2268 - قال الطبري " 20415 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْلِهِ: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) قَالَ: أَلَمْ يَتَبَيَّنِ الَّذِينَ آمَنُوا.
20416 : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) قَالَ: أَلَمْ يَعْلَمِ الَّذِينَ آمَنُوا.






قوله تعالى ( وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ )

2269 - قال الطبري " 20432 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (قَارِعَةٌ) قَالَ: وَقِيعَةٌ. (2)

2270 - وقال الطبري " 20431 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ) أَيْ بِأَعْمَالِهِمْ أَعْمَال السُّوءِ.






قوله تعالى ( أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ )

2271 - قال عبد الرزاق " 1381 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} [الرعد: 31] ، قَالَ: يَعْنِي النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «يَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ».





قوله تعالى ( حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ )

2272 - قال عبد الرزاق " 1383 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ} [الرعد: 31] ، قَالَ: «فَتْحُ مَكَّةَ».






قوله تعالى ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )

2273 - قال عبد الرزاق " 1384 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33] ، قَالَ: «اللَّهُ تَعَالَى قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ».

2274 - وقال الطبري " 20440 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، قَوْلهُ: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) ، ذَلِكُمْ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَائِمٌ عَلَى بَنِي آدَمَ بِأَرْزَاقِهِمْ وَآجَالِهِمْ، وَحَفَظَ عَلَيْهِمْ وَاللهِ أَعْمَالَهُمْ.






قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ (3) )

2275 - قال الطبري " 20454 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرِحُوا بِكِتَابِ اللهِ وَبِرَسُولِهِ وَصَدَّقُوا بِهِ.






قوله تعالى ( قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ )

2276 - قال الطبري " 20458 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (وَإِلَيْهِ مَآبِ) :، وَإِلَيْهِ مَصِيرُ كُلِّ عَبْدٍ.
  




قوله تعالى ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ )

2277 - قال الطبري " 20490 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) ، هِيَ مِثْلَ قَوْلِهِ: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) [سورة البقرة 106] ، وَقَوْلِهِ: (وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ) : أَيْ جُمْلَةَ الكِتَابِ وَأَصْله.

2278 - وقال أيضا 20491 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) مَا يَشَاءُ، وَهُوَ الحَكِيمُ.  (وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ) ، وَأَصْله. (4)







قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا )

2279 - قال عبد الرزاق " 1392 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41] ، قَالَ: كَانَ عِكْرِمَةُ ، يَقُولُ: «هُوَ قَبْضُ النَّاسِ». (5)






قوله تعالى ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (6) )

2280 - قال الطبري " 20542 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا) ، قَالَ: قَوْلُ مُشْرِكِي قُرَيْش: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) ، أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ كَانُوا يَشْهَدُونَ بِالحَقِّ وَيُقِرُّونَ بِهِ، وَيَعْلَمُونَ أَنَ مُحَمَّدًا رَسُول اللهِ، كَمَا يُحدَّثُ أَنَّ مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ.

2281 - وقال عبد الرزاق " 1395 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] ، قَالَ: «كَانَ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ».



[آخر تفسير سورة الرعد]
________
1/ قال المحقق: " نخترف فيها"، أي: نقيم فيها زمن الخريف، وذلك حين ينزل المطر، وتنبت الأرض.
2/ الوقيعة الحرب و القتال، وقال مجاهد قوله: (تصيبهم بما صنعوا قارعة) ، تصاب منهم سَرِيَّة، أو تصاب منهم مصيبة. [تفسير الطبري 20424].
3/ قال مجاهد قوله: (ومن الأحزاب من ينكر بعضه) ، قال: من أهل الكتاب. [ت/الطبري 20455].
4/ قول قتادة هذا في القرآن، وذهب ابن عباس وأصحابه أن الآية في اللوح المحفوظ. قال ابن عباس فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39] ، قَالَ: «إِلَّا الشّقوَةَ وَالسَّعَادَةَ وَالْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ» [تفسير عبد الرزاق 1387]. وقال عكرمة : الكِتَابُ كِتَابَانِ، كَتَابٌ يَمْحُو اللهُ مِنْهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ، وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتَابِ. [تفسير الطبري 20474]. وقال سعيد بن جبير فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: ٤] قَالَ: «أَمْرُ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، إِلَّا الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ وَالشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ». [السنة لعبد الله بن أحمد 8886]. وقال منصور:  قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي سَعِيدًا فَأَثْبِتْنِي، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي شَقِيًّا فَامْحُنِي، قَالَ: الشَّقَاءُ وَالسَّعَادَةُ قَدْ فُرِغَ مِنْهُمَا. [تفسير الطبري 20470].
5/ وقال مجاهد : «الْمَوْتُ، مَوْتُ عُلَمَائِهَا وَفُقَهَائِهَا».[تفسير عبد الرزاق 1394]. وأصحاب الإعجاز العلمي يقولون كلاما غريبا، والله المستعان.
6/ في قراءة "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ"،أي مِنْ عند الله عُلِمَ الكتاب. وقال سعيد بن منصور في تفسيره 1177 : نا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَنْ عنده علم الكتاب} ، أَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ؟ فَقَالَ: وَكَيْفَ وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ؟ وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقْرَأُ: {ومِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكتابُ} . اهـ وقرأ بها ابن عباس ومجاهد والحسن البصري.اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق