سورة إبراهيم [ 1 - 10 ]
[سورة إبراهيم]
قوله تعالى ( الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ )
2282 - قال الطبري " 20559
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْلِهِ: (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
، أَيْ مِنَ الضَّلاَلَةِ إِلَى الهُدَى.
قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ
(1) لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء
)
2283 - قال الطبري " 20560
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ)
، أَيْ بِلُغَةِ قَوْمِهِ مَا كَانَتْ. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)
الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ، لِيَتَّخِذَ بِذَلِكَ الحُجَّة. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:
(فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)
.
2284 - وقال ابن أبي حاتم "
12207 ":
عَنْ قَتَادَة (2) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رسول إلا بلسان قومه) قَالَ: بلغة قَوْمِهِ، إِنَّ كَانَ عربيًا
فعربيًا، وإن كان عجميًا فعجميًا، وإِنَّ كَانَ سُريانياً فسُريانياً، ليبين لَهُمْ
الّذِي أَرْسَلَ الله إِلَيْهِمْ، ليتخذَ بِذَلِكَ الْحُجَّة عَلَيْهِمْ .
قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ
قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ)
2285 - قال عبد الرزاق " 1397
":
عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَذَكِّرْهُمْ
بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 5] ، قَالَ: «بِنِعَمِ اللَّهِ».
2286 - وقال الطبري " 20576
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) يَقُولُ: ذَكِّرْهُمْ بِنِعَمِ اللهِ
عَلَيْهِمْ.
قوله تعالى ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
)
2287 - قال ابن أبي حاتم "
12214 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) قَالَ: نِعْمَ الْعَبْد عَبْدٌ إِذَا ابْتَلَى صَبَرَ،
وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ. (3)
قوله تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ (4) رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ
لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (5)
2288 - قال ابن أبي حاتم "
12217 :
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ قَالَ: حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ يُعْطِيَ
مَنْ سَأَلَهُ وَيَزِيدَ مَنْ شَكَرَهُ، وَاللهُ مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشَّاكِرِينَ، فَاشْكُرُوا
للهِ نِعَمَهُ .
قوله تعالى ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ
نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ
(6) جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ )
2289 - قال ابن أبي حاتم "
12222 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ
فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ) قَالَ: كذبوا رسلهم بما جاءوهم مِنَ البينات،
فردوه عَلَيْهِمْ بأفواههم وقالوا: إِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ
مُرِيبٍ. وكذبوا مَا في الله عزّ وجل شك، أفي مَنْ فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ؟
وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ
وَأَظْهَرَ لَكُمْ مِنَ النِّعَمِ وَالآلاَءِ الظَّاهِرَةِ مَا لاَ يشكُّ فِي اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ .
قوله تعالى ( فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ) (7)
2290 - قال عبد الرزاق " 1399
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرَدُّوا
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9] ، قَالَ: «رَدُّوا عَلَى الرُّسُلِ مَا
جَاءَتْ بِهِ».
2291 - وقال الطبري " 20609
":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ
فِي أَفْوَاهِهِمْ) ، يَقُولُ: قَوْمُهُمْ كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ وَرَدُّوا عَلَيْهِمْ
مَا جَاءُوا بِهِ مِنَ البَيِّنَاتِ، وَرَدُّوا عَلَيْهِمْ بِأَفْوَاهِهِمْ، وَقَالُوا:
إِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٌ.
[يتبع بإذن الله]
__________
1/ قال عبد الله في العلل ٥٦٥٤ : حَدثنِي أبي قَالَ أخبرنَا إِسْحَاق أَبُو عَمْرو الشيْبَانِي قَالَ سمعت شُعْبَة يقُول: نزل الْقُرْآن بِلِسَان الْكَعْبَيْنِ، كَعْب بن لُؤَي وَكَعب خُزَاعَة. اهـ يقول الزركشي في " البرهان ص 129 ": " قَدْ تَقَدَّمَ فِي النوْعِ الحَادِي عَشَرَ الْإِشَارَة إِلَى الخِلَافِ فِي ذَلِكَ ، وَالْمَعْرُوفُ أَنه بِلُغَةِ قريْشٍ ، وَحُكِيَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ أَنه نزَلَ بِلِسَانِ الْكَعْبَيْنِ : كَعْبِ بْنِ لُؤَي جَدِّ قريْشٍ ، وَكَعْبِ بْنِ عَمْرٍو جَدِّ خُزَاعَة ، فَقَالَ لَه خَالِدُ بْنُ سَلَمَة : إِنما نزلَ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ . وَقَالَ ابْنُ عَباسٍ : نزلَ بِلِسَانِ قرُيْشٍ وَلِسَانِ خُزَاعَةَ، وَذَلِكَ أَن الدارَ كَانَتْ وَاحِدَة . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ " فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ": عَنِ ابْنِ عَباسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا نزلَ بِلُغَةِ الْكَعْبَيْنِ : كَعْبِ قريْشٍ، وَكَعْبِ خُزَاعَة . قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لِأَ ن الدارَ وَاحِدَة . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : يعَنِي أَن خُزَاعَة جِيرَانُ قرُيْشٍ ، فَأَخَذُوا بِلُغَتِهِمْ ". اهـ وقول تعالى (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبيِّنَ لَهُمْ ) [إبراهيم 3 ]، فصل في أن جَميع ما في القرآن عربي فصيح. على أن هناك كلمات مشتركة بين اللغات. واللسان العربي كان في زمن نوح عليه الصلاة والسلام كما صح عن ابن عباس في حادثة بلبلت الألسن [تفسير ابن أبي حاتم 10882]. ولا يُستبعد أنه كان قبل ذلك. والله أعلم.اهـ
2/ ابن أبي حاتم رحمه الله، عامة إسناده لأهل التفسير واحد، خاصة إلى مجاهد وقتادة وأبي العالية وابن زيد وغيرهم. فإذا قال: عن قتادة مثلا، فلا يتعب المرء نفسه في البحث عن الإسناد.اهـ
3/ ذكره الطبري أيضا من طريق المثنى، وهو مجهول. قال 20581 حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة، في قول الله عز وجلّ: (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) قال: نعمَ العبدُ عَبْدٌ إذا ابتلى صَبَر، وإذا أعْطِي شَكَر.اهـ
4/ قال ابن زيد في قوله: (وإذ تأذن ربكم) ، وإذ قال ربكم. [تفسير الطبري 20584].اهـ
5/ قال سفيان الثوري في تفسيره 461 : ثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ قال من طاعتي منه (الآية 7) . اهـ وكان سفيان يقول: " لاَ تَذْهَبْ أَنْفُسكُمْ إِلَى الدُّنْيَا فَإِنَّهَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ هَذِهِ النِّعْمَة إنَّهَا مِنِّي لَأَزِيدَنَّكُمْ مِنْ طَاعَتِي ". [تفسير ابن أبي حاتم 12218]. وقال سعيد بن منصور في تفسيره 1178 : سَمِعْتُ فُضَيْلاً يَقُولُ: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}: مِنْ طَاعَتِي. اهـ
6/ يقول الطبري في تفسيره 20590 : حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون: (وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله) ، قال: كذَب النسَّابون.اهـ وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 12220 : عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا وَجَدْنَا أَحَدًا يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعْدِ بن عدنان . اهـ يقول أحمد بدوي في عمود النسب ، في ذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم: النسب الذي عليه اتفقا ... كل الورى إذ بالنبي أشرقا. أحمد عبدالله عبد المطلب ... وهاشم عبد مناف المنتخب. ابن قصي بن كلاب مرة ... كعب لؤي غالب الغرة. فهر بن مالك ونضر ذو السكة ... كنانة خزيمة فمدركة. إلياسها مضرها نزار... معد عدنان انتهى الخيار.اهـ ثم قال بعدها: ما فوق عدنان من أجداد النبي ... ينسب من ناسبه للكذب. اهـ
7/ قال مجاهد : ردوا عليهم قولهم وكذَّبوهم.
[تفسير الطبري 20606]. وقال ابن مسعود رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرَدُّوا
أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} [إبراهيم: 9] ، قَالَ: «هَكَذَا» وَرَدَّ يَدَهُ فِي
فِيهِ ، قَالَ: «غَيْظًا وَعَضَّ يَدَهُ». [تفسير عبد الرزاق 1400]. وقال ابن زيد في
قوله: (فردوا أيديهم في أفواههم) ، فقرأ: " عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ
الْغيْظِ " [سورة آل عمران: 119] ، قال: هذا، (ردُّوا أيديهم في أفواههم) . قال:
أدخلوا أصابعهم في أفواههم. وقال: إذا اغتاظ الإنسان عضَّ يده. [تفسير الطبري
20604].اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق