سورة الإسراء [ 101 - آخر السورة ]
[سورة الإسراء]
قوله
تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ(1) فَاسْأَلْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا
مُوسَى مَسْحُورًا 101 قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا(2)
)
2634
- قال عبد الرزاق " 1634 ":
أَرَنَا
مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَثْبُورًا} [الإسراء: 102] ، قَالَ:
«مُهْلَكًا».
2635
- وقال الطبري " 17/571 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَإِنِّي لأَظُنُّكَ
يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) : أَيْ هَالِكًا.
قوله
تعالى ( وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا
جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )
2636
- عبد الرزاق " 1635 ":
أَرَنا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} [الإسراء:
104] ، قَالَ: «جَمِيعًا».
2637
- وقال الطبري " 17/573 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ (فَإِذَا جَاءَ
وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) : أَيْ جَمِيعًا، أَوَّلُكُمْ وَآخرُكُمْ.
قوله
تعالى ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ(3) لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى
مُكْثٍ(4) وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً(5) )
2638
- قال عبد الرزاق " 1636 ":
أرنا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} [الإسراء:
106] ، قَالَ: «نَزَلَ مُتَفَرِّقًا وَلَمْ يَنْزِلْ جَمْعًا وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ
وَآخِرِهِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً».
2639
- وقال الطبري " 17/576 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَقُرْآنًا
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنزلْنَاهُ تَنزيلاً) لَمْ
يُنَزَّلْ فِي لَيْلَةٍ وَلاَ لَيْلَتَيْنِ، وَلاَ شَهْرٍ وَلاَ شَهْرَيْنِ، وَلاَ
سَنَةٍ وَلاَ سَنَتَيْنِ، وَلَكِنْ كَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ عِشْرُونَ سَنَةً،
وَمَا شَاءَ اللهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَكَانَ قَتَادَة يَقُولُ:
عَشْرًا بِمَكَّةَ، وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ.
قوله
تعالى ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ
مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا )
2640
- قال عبد الرزاق " 1642 ":
أَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} [الإسراء:
107] ، قَالَ: «لِلْوُجُوهِ».
قوله
تعالى ( قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ )(6)
2641
- قال يحيى بن سلام " 1/168 ":
سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَيْ أَنَّهُ هُوَ اللَّهُ وَهُوَ الرَّحْمَنُ.
قوله
تعالى ( أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى )
2642
- قال يحيى بن سلام " 1/168 ":
قُرَّةُ
بْنُ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ {أَيًّا مَا تَدْعُوا} [الإسراء: 110] قَالَ: هِيَ بِلِسَانِ
كَلْبٍ. يَقُولُ: تَدْعُوا أَيَّ الاسْمَيْنِ دَعَوْتُمُوهُ بِهِ.
قوله
تعالى ( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ
سَبِيلاً )(7)
2643
- قال عبد الرزاق " 1644 ":
أرنا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا
تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الصَّلَاةِ فَيُرْمَى بِالْخَبَثِ» ، فَقَالَ: لَا
تَرْفَعْ صَوْتَكَ فَتُؤْذَى وَلَا تُخَافِتْ ، وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا
".
2644
- وقال يحيى بن سلام " 1/168 ":
سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ إِذَا سَمِعَ
الْمُشْرِكُونَ صَوْتَهُ رَمَوْهُ بِكُلِّ خَبَثٍ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَغُضَّ
مِنْ صَوْتِهِ وَأَنْ يَقْتَصِدَ فِي صَلاتِهِ،
وَكَانَ يُقَالُ: مَا
أَسْمَعْتَ أُذُنَيْكَ فَلَيْسَ تَخَافُتٌ (8).
قوله
تعالى ( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن
لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ
تَكْبِيرًا )(9)
2645
- قال يحيى بن سلام " 1/169 ":
سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُعَلِّمُهَا
الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ مِنْ أَهْلِهِ.
__________
1/ قال سعيد بن منصور في تفسيره 1314: حدَّثنا أبو الأحوص، أنا سعيد بن مسروق، عن عكرمة، في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}، قال: الجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والعصا، ويده، والطوفان، وقوله عز وجل {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}.اهــ وكان قتادة يقول: " فأما السنين، فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم، وأما بنقص من الثمرات، فكان ذلك في أمصارهم وقراهم. [تفسير الطبري].اهـ
2/ وقال ابن عباس: ملعونا. وقال الضحاك: مغلوبا. وقال ابن زيد: الإنسان إذا لم يكن له عقل فما ينفعه؟. [تفسير الطبري] أي لا عقل لك، وفيه أن المخالف إذا رد الحق يشدد عليه في الخطاب.
3/ وكان ابن عباس يقرأها مُثَقَّلَةً فَرَّقْنَاهُ. يقول الطبري في تفسيره 17/574: حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة، قال (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) ، "وَقُرآنا فَرَّقْناهُ لِتَقْرأَهُ عَلى النَّاسِ على مُكْثٍ، وَنزلْناهُ تَنزيلا".اهـ يقول يحيى بن سلام في تفسيره 1/167: مَنْ قَرَأَهَا بِالتَّخْفِيفِ قَالَ: فَرَّقَ فِيهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْحَلالِ وَالْحَرَامِ. الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا مُثَقَّلَةً فَرَّقْنَاهُ. قَالَ: فَرَّقَهُ اللَّهُ؛ فَأَنْزَلَهُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، وَشَهْرًا بَعْدَ شَهْرٍ، وَعَامًا بَعْدَ عَامٍ، حَتَّى بَلَغَ بِهِ مَا أَرَادَ.اهـ وكان الحسن يقرأها مخففة، يقول الطبري في تفسيره 17/576: حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: حدثنا، عن أبي رجاء؛ قال: تلا الحسن: "وَقُرآنا فَرَّقْناهُ لِتَقْرأَهُ عَلى النَّاسِ على مُكْثٍ وَنزلْنَاهُ تَنزيلا" قال: كان الله تبارك وتعالى ينزل هذا القرآن بعضه قبل بعض لما علم أنه سيكون ويحدث في الناس، لقد ذكر لنا أنه كان بين أوّله وآخره ثماني عشرة سنة، قال: فسألته يوما على سخطة، فقلت: يا أبا سعيد "وقرآنا فرقناه" فثقلها أبو رجاء، فقال الحسن: ليس فرّقناه، ولكن فَرقناه، فقرأ الحسن مخففة، قلت: من يُحدثك هذا يا أبا سعيد، أصحاب محمد؟. قال: فمن يحدّثنيه، قال: أنزل عليه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة ثماني سنين، وبالمدينة عشر سنين.اهـ
4/ وكان مجاهد يقول (عَلَى مُكْثٍ): على ترتيل. [تفسير الطبري].وقال أيضا: {عَلَى مُكْثٍ} [الإسراء: 106] ، قَالَ: «عَلَى تُؤَدَةٍ».[تفسير عبد الرزاق 1637].اهـ. يقول الطبري في تفسيره 17/574: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عبيد المكُتِب قال: قلت لمجاهد: رجل قرأ البقرة وآل عمران، وآخر قرأ البقرة، وركوعهما وسجودهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، وقرأ (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ) .اهـ
5/ قال مجاهد فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ، قَالَ: «بَعْضُهُ عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ». [تفسير عبد الرزاق 1638].اهـ
6/ يقول الحسن البصري: اللَّهُ وَالرَّحْمَنُ اسْمَانِ مَمْنُوعَانِ، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ أَنْ يَنْتَحِلَهُمَا. [تفسيرس يحيى بن سلام 1/168].اهـ
7/ قالت عائشة رضي الله عنها: نزلت في الدعاء. [تفسير الطبري 17/581]، وهو قول مجاهد وكان يقول: في الدعاء والمسألة. وعن ابن عباس أنها في القراءة، يقول سعيد بن منصور في تفسيره 1322: حدَّثنا هُشيم، قال: حدَّثنا أبو بشر، عن سَعِيد بن جُبير، عن ابن عَبَّاس، في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ}، قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة متواري، فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن، ومن أنزله، ومن جاء به، {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك، وأسمعهم القرآن، ولا تجهر ذلك الجهر، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}، يقول: بين الجهر والمخافتة.اهـ
8/ صح من قول ابن مسعود رضي الله عنه. قال ابن أبي شيبة في مصنفه 8091: حَدَّثَنَا وَكِيع قَالَ ثَنَا سُفْيَان عَن أَشْعَث بن أَبِي الشَّعْثَاء عَنِ الأَسْوَد بن هِلاَل عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " لَمْ يُخَافِتْ مَنْ أَسْمَعَ أُذُنَيْهِ ".اهـ
9/
قال الطبري في تفسيره 17/590: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر[حميد
بن زياد]، عن القُرَظي، أنه كان يقول في هذه الآية (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ
يَتَّخِذْ وَلَدًا) الآية. قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولدا، وقالت العرب:
لبيك، لبيك، لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله
لذلّ الله، فأنزل الله (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ)
أنت يا محمد على ما يقولون (تَكْبِيرًا) .اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق