الحمد لله و الصلاة و
السلام على رسول الله وبعد
فهذه فتيى لعطاء بن أبي
رباح رحمه الله تعالى، بخصوص الصلاة على ولد الزنا بعدما سُمع صوته.
يقول عبد الرزاق في
المصنف:
6614 -عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، قَالَ سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ وَلَدِ الزِّنَا حِينَ يُولَدُ بَعْدَمَا
اسْتَهَلَّ أَيُصَلَّى عَلَيْهِ؟
قَالَ: «نَعَمْ»،
قُلْتُ: كَيْفَ وَهُوَ
كَذَلِكَ؟
قَالَ: «مِنْ أَجْلِ
أَنَّهُ وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ»،
قُلْتُ: فَكَبِرَ فَكَانَ
رَجُلَ سُوءٍ؟
قَالَ: «وَيُصَلَّى
عَلَيْهِ»،
قُلْتُ: فَأُمُّهُ
مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا؟
قَالَ: «فَلَا
أَدَعُهَا»، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ»،
وَقَالَ لِي عَطَاءٌ
بَعْدَ ذَلِكَ: " يُصَلَّى عَلَى وَلَدِ الزِّنَا إِذَا اسْتَهَلَّ، وَعَلَى
أُمِّهِ إِنْ مَاتَتْ مِنْ نِفَاسِهَا، وَعَلَى الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَعَلَى
الَّذِي يُقَادُ مِنْهُ وَعَلَى الْمَرْجُومِ وَعَلَى الَّذِي يُزَاحَفُ فَيَفِرُّ
فَيُقْتَلُ، وَعَلَى الَّذِي يَمُوتُ مِيتَةَ السُّوءِ قَالَ: «لَا أَدَعُ
الصَّلَاةَ عَلَى مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ»
قَالَ: قُلْتُ: مِنْ
بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ؟
قَالَ: «فَمَنْ يَعْلَمُ
أَنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ؟».
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:
وَسَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، فَقَالَ: مِثْلَ قَوْلِ عَطَاءٍ. اهـ
و هذا صحيح عن عطاء. و
بمثله كان يقول قتادة
يقول عبد الرزاق في
المصنف:
6623 - عَنْ مَعْمَرٍ،
عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " صَلِّ عَلَى مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَإِنْ كَانَ رَجُلَ سُوءٍ جِدًّا، قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ". قَالَ: "
وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ اجْتَنَبَ الصَّلَاةَ عَلَى مَنْ
قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".
و هذا صحيح عن قتادة رحمه
الله. و قوله "رَجُلَ سُوءٍ جِدًّا" : يعني صاحب كبائر.
أما المبتدع (الداعية)
فلا.
لأن البدعة قرينة الشرك
فهي تنافي شهادة أن محمداً رسول الله كما أن الشرك ينافي شهادة أن لا إله إلا
الله.
و لهذا كان عطاء يقول
لابن جريج: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ». و المبتدع
مُشرع مع الله. لسان حاله أن محمدا النبي قد خان الرسالة، و هذا ناقض لشهادة أن
محمدا رسول الله.
فاستحق بذلك العقوبة في
الدنيا ( يلقب بالمبتدع و يُهجر و يُجتنب و يُحَذَّرُ منه، و يُدعى عليه و يلعن، و
يُتبرأ منه، و لا يُصلى خلفه، و إذا كانت بدعته مكفرة يُكفر و يُكفر من
لم يكفره إذا كان ممن يفهم و يُفسق من لم يفهم إذا وقع في بدعته، ... و إذا مات لم
يصلى عليه جزاء له )
قبل الآخرة.
نسأل الله السلامة و
العافية.
و بخصوص ولد الزنا فقد صح عن عائشة رضوان الله عليها فتيا في المسألة
يقول ابن أبي حاتم في "تفسيره 8187":
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هشامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا؟ فَقَالَتْ: لَيْسَ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةِ أَبَوَيْهِ شَيْءٌ، وَقَالَتْ: ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. اهـ
و بخصوص ولد الزنا فقد صح عن عائشة رضوان الله عليها فتيا في المسألة
يقول ابن أبي حاتم في "تفسيره 8187":
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هشامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا؟ فَقَالَتْ: لَيْسَ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةِ أَبَوَيْهِ شَيْءٌ، وَقَالَتْ: ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. اهـ
هذا و صل اللهم على نبينا
محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق