الأربعاء، 21 مايو 2014

عَقِيدَةُ سُفْيَان الثَّوْرِي رَحِمَهُ الله

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله  وبعد،





فهذا أثر نفيس خرجه اللالكائي رحمه الله في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " و قد اشتمل على جملة من العقائد لا يسع مسلما إلا أن يعتقدها و يعمل بها.
  

يقول اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " : 
 " 279 ـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّاجِيَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، بِسُرَّ مَنْ رَأَى سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ، يَقُولُ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ مِنَ السُّنَّةِ، يَنْفَعُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، فَإِذَا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَأَلَنِي عَنْهُ. فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَخَذْتَ هَذَا؟ قُلْتُ: يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَأَخَذَتْهُ عَنْهُ فَأَنْجُو أَنَا وَتُؤَاخَذُ أَنْتَ " . فَقَالَ: " يَا شُعَيْبُ، هَذَا تَوْكِيدٌ وَأَيُّ تَوْكِيدٍ، اكْتُبْ: 
  
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،

الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، مِنْهُ بَدَأَ وَإِلَيْهِ يَعُودُ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَهُوَ كُفْرٌ، وَالإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ، وَلا يَجُوزُ الْقَوْلُ إِلا بِالْعَمَلِ، وَلا يَجُوزُ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ إِلا بِالنِّيَّةِ، وَلا يَجُوزُ الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ وَالنِّيَّةُ إِلا بِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ" . قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَمَا مُوَافَقَةُ السُّنَّةِ؟ قَالَ: " تَقْدِمَةُ الشَّيْخَيْنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَا شُعَيْبُ، لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تُقَدِّمَ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا عَلَى مَنْ بَعْدَهُمَا، يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ، لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى لا تَشْهَدَ لأَحَدٍ بِجَنَّةٍ وَلا نَارٍ، إِلا لِلْعَشَرَةِ الَّذِينَ شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ وَكُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتُ لَكَ حَتَّى تَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ دُونَ خَلْعِهِمَا أَعْدَلَ عِنْدَكَ مِنْ غَسْلِ قَدَمَيْكَ، يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ، وَلا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى يَكُونَ إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنْ أَنْ تَجْهَرَ بِهِمَا، يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ، ولا يَنْفَعُكَ الَّذِي كَتَبْتَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوُهِ وَمُرِّهِ، كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ...... (إلى أن قال):
يَا شُعَيْبُ لا يَنْفَعُكَ مَا كَتَبْتَ حَتَّى تَرَى الصَّلاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَالْجِهَادَ مَاضِى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالصَّبْرَ تَحْتَ لِوَاءِ السُّلْطَانِ جَارَ أَمْ عَدَلَ" . قَالَ شُعَيْبٌ: فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: الصَّلاةُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " لا، وَلَكِنْ صَلاةُ الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ، صَلِّ خَلْفَ مَنْ أَدْرَكْتَ، وَأَمَّا سَائِرُ ذَلِكَ فَأَنْتَ مُخَيَّرٌ، لا تُصَلِّ إِلا خَلْفَ مَنْ تَثِقُ بِهِ، وَتَعْلَمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ،

يَا شُعَيْبُ بْنَ حَرْبٍ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَسَأَلَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقُلْ: يَا رَبِّ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ "، ثُمَّ خَلِّ بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ " . اهـ " اهـ




هذه عقيدة سفيان الثوري رحمه الله و تلخص فيما يلي:
 - القرآن كلام الله غير مخلوق، من قال بخلاف هذا كفر
- الإيمان قول و عمل و نية، يزيد و ينقص
- السنة أن تقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم تربع بعلي وجوبا لا استحبابا. 
- لا يُشهد لأحد بجنة و لا نار، إلا ما دلت النصوص على أنهم من أهل الجنة أو من أهل النار.
- السنة أن مسح الخفين دون خلعهما أعدل من غسل القدمين
- السنة أن إخفاء البسملة في الصلاة أفضل من الجهر بها (1)
- الإيمان بالقدر خير و شره و أنه كل من عند الله (2)
- لا يصلى خلف أهل البدع.
- الجهاد ماض إلى يوم القيامة(3)
- الصبر على ولاة الأمور، و إن جاروا و إن ظلموا.



هذا و صل اللهم عللى نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم.
 ____________
 1-وإن كانت هذه و التي قبلها من المسائل الفقهية إلا أن السلف أوردوها في باب العقيدة ردا على أهل البدع كالروافض و من شاكلهم.
2- يراجع كتاب "الحسنة و السيئة " لابن تيمية رحمه الله.

3- ينظر في كتاب " زاد المعاد " لابن القيم  ج3/ ص9 - 11 ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق