الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
فكثيرا ما نسمع من يتكلم في الأسماء و الصفات يقول: " أن
الله تعالى واحد في أسمائه و صفاته لا مثيل له
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير ) و لا سمي له ( هَلْ
تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) و لا كفء له ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ".
إلا أن الإستدلال بقوله تعالى ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ )، على أن الله تعالى لم يكن له مثيل، فيه نظر.
يقول الطبري في " تفسيره " :
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثَنَا سُفْيَان ،
عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بن أَبْجَر ، عَنْ طَلْحَة ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَوْلَهُ : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قَالَ : صَاحِبَةٌ .
و هذا إسناد صحيح عن مجاهد رحمه الله.
و مما يدل على هذا قوله تعالى في سورة الجن ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ
جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا 3 )
قال الطبري في " تفسيره ":
حَدَّثَنيِ يُونُس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ:
( تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا ) قَالَ: تَعَالَى أَمْرُهُ أَنْ يَتَّخِذَ - وَلاَ يَكُونُ الَّذِي قَالُوا -: صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدَا، وَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. قال: لا يكون ذلك منه. " اهـ
و هذا أيضا صحيح عن ابن زيد وهو عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي.
و الله تعالى أعلم.
هذا و صل اللهم على
نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق