الأحد، 25 مايو 2014

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



فكثيرا ما نسمع من يتكلم في الأسماء و الصفات يقول: " أن الله تعالى واحد في أسمائه و صفاته لا مثيل له  ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير ) و لا سمي له ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) و لا كفء له   ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) ".


إلا أن الإستدلال بقوله تعالى ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )، على أن الله تعالى لم يكن له مثيل، فيه نظر.


يقول الطبري في " تفسيره " :
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : ثَنَا سُفْيَان ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بن أَبْجَر ، عَنْ طَلْحَة ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَوْلَهُ : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) قَالَ : صَاحِبَةٌ .

و هذا إسناد صحيح عن مجاهد رحمه الله.


و مما يدل على هذا قوله تعالى في سورة الجن ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا 3 )

قال الطبري في " تفسيره ":
حَدَّثَنيِ يُونُس، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ، قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: ( تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا ) قَالَ: تَعَالَى أَمْرُهُ أَنْ يَتَّخِذَ - وَلاَ يَكُونُ الَّذِي قَالُوا -: صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدَا، وَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. قال: لا يكون ذلك منه. " اهـ

و هذا أيضا صحيح عن ابن زيد وهو عبد الرحمن بن زيد بن أبي الموالي.



و الله تعالى أعلم.
هذا  و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق