الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد
فقد خرج البخاري في صحيحه (6057) من حديث أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" مَن لَم يدَع قَولَ الزُّورِ والعمَلَ بِه
والجَهلَ ، فليسَ للَّهِ حاجَةٌ أن يدَعَ طعامَه وشرابَهُ " اهـ
و قد كان السلف يسمون العاصي جاهلا، فكل من عصى
الله فهو جاهل
قال ابن تيمية في " الحسنة و السيئة
" :
" و لهذا قال الصحابه
رضي الله عنهم :"كل من عصى الله فهو جاهل " و فسروا بذلك قوله تعالى ( إنما
التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب )." اهـ
و قال ابن القيم في " المجموع القيم
":
في تفسير قوله تعالى ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ
نَخِيلٍ وَ أَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ
الثَّمَرَاتِ وَ أَصَابَهُ الْكِبَرُ وَ لَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ
فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَتَفَكَّرُونَ 266 ) – البقرة
قال رحمه الله:
"
فإذا تصورت هذا الحال و هذه الحاجة، فكيف تكون مصيبة هذا الرجل إذا أصاب جنته إعصار،
و هو الريح التي تستدير في الأرض ثم ترتفع في طبقات الجو كالعمود و فيها نار، مرت بتلك
الجنة فأحرقتها، و صيرتها رمادا، فصدق و الله الحسن ـ هذا مثلٌ قَلَّ من يعقله من الناس
ـ و لهذا نبه الله سبحانه و تعالى على عظم هذا المثل، و حدا القلوب إلى التفكر فيه
لشدة حاجتها إليه. فقال تعالى كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَتَفَكَّرُون.
فلو فكر العاقل في هذا المثل و جعله قبلة قلبه لكفاه
و شفاه. فكذلك العبد إذا عمل بطاعة الله ثم أتبعها بما يبطلها و يحرقها من معاصي الله،
كانت كالإعصار ذي النار المحرق للجنة التي غرسها بطاعته و عمله الصالح
فلو تصور العامل بمعصية الله بعد طاعته هذا المعنى
حق تصوره و تأمله كما ينبغي لما سولت له نفسه و الله إحراق أعماله الصالحة و إضاعتها،
و لكن لابد أن يغيب عنه علمه عند المعصية. و لهذا استحق اسم الجهل. فكل من عصى الله
فهو جاهل." اهـ
فانتبه إلى هذه النكتة نبهني الله و إياك، و احذر
المعاصي كل الحذر. و احفظ صومك من كل ما يبطله.
يقول هناد بن السري في الزهد ٢\٥٨١:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ الْجُمَحِيُّ قَالَ: مَرَّ بِنَا مُخَنَّثٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّ فِيهِ تَأْنِيثًا فَأَتَيْنَا عَطَاءً فَسَأَلْنَاهُ ،
فَقَالَ: " مَنْ قَالَ ذَلِكَ فَلْيُعِدْ وُضُوءَهُ وَصَوْمَهُ ".
يقول هناد بن السري في الزهد ٢\٥٨١:
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا الْحَسَنُ الْجُمَحِيُّ قَالَ: مَرَّ بِنَا مُخَنَّثٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّ فِيهِ تَأْنِيثًا فَأَتَيْنَا عَطَاءً فَسَأَلْنَاهُ ،
فَقَالَ: " مَنْ قَالَ ذَلِكَ فَلْيُعِدْ وُضُوءَهُ وَصَوْمَهُ ".
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق