الثلاثاء، 29 يوليو 2014

كِتَابُ الزُّهْدِ / كَلاَمُ الحَسَن البَصْرِي رَحِمَهُ الله

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد، 




يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:



كلام الحسن البصري رحمه الله

1 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ قَالَ : سَأَلْت الْحَسَنَ عَنْ شَيْءٍ فَقُلْت : إنَّ الْفُقَهَاءَ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : وَهَلْ رَأَيْت فَقِيهًا بِعَيْنَيْك ، إنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا ، الْبَصِيرُ بِدِينِهِ ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ .

2 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ يُونُسَ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا عَلِمَ مَا الَّذِي يُفْسِدُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ ، قَالَ يُونُسُ : إنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَرَى أَنَّهُ عَلَى حَقٍّ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَغْلِبُ شَهْوَتُهُ .
(( قال جل و علا ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) [فاطر8] ))

3 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ يَزِيدَ وَأَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ يُقَالُ : قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَرَاءَ لِسَانِهِ ، فَإِذَا هَمَّ بِأَمْرٍ تَدَبَّرَهُ ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ بِهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ سَكَتَ ، وَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ ، فَإِذَا هَمَّ بِشَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ وَأَبْدَاهُ .
(( أبو الأشهب هو جعفر بْن حيان العطاردي ثقة ))

4 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ .

5 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يُونُسَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ رَجُلًا مَحْزُونًا .

6 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْت أَقْوَامًا لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُسِرُّوا الْعَمَلَ شَيْئًا إلَّا أَسَرُّوهُ.

7 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُورًا فِي قَلْبِهِ وَقُوَّةً فِي بَدَنِهِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ وَوَهْنًا فِي بَدَنِهِ .

8 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا الْتَقَوْا يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ : هَلْ أَتَاك أَنَّك وَارِدٌ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : هَلْ أَتَاك أَنَّك خَارِجٌ مِنْهَا ؟ فَيَقُولُ : لَا ، فَيَقُولُ : فَفِيمَ الضَّحِكُ إذًا .
(( يعني قوله تعالى ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ) [مريم:71]، و هي موعظة  بليغة، فمن علم أنه سيرد جهنم [على اختلاف في تفسير الورود] كيف يضحك، و لكنها الغفلة و الله المستعان ))

9 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : مَا رَأَيْت أَحَدًا أَشَدَّ تَوَلِّيًا مِنْ قَارِئٍ إذَا تَوَلَّى .
(( لعله يريد التولي يوم الزحف )) 

10 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ : الصِّرَاطُ حَسَكٌ وَسَعْدَانُ ، الزَّلَّالُونَ وَالزَّلَّالَاتُ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ .
(( لعلهم الذين يزلون عن الصراط. يقول أسد بن موسى في " الزهد 44 ": نا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: " كَانَ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيٍّا نَبِيًّا، حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْقَوْمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ قَالَ: فَيَقُومُ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ، بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا، فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ، فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ، فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مِنْ يَمِينٍ وَمِنْ شِمَالٍ، " ... الحديث نسأل الله السلامة و العافية ))

11 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إنَّ الرَّجُلَ لَيَطْلُبُ الْبَابَ مِنْ الْعِلْمِ فَيَعْمَلُ بِهِ فَيَكُونُ خَيْرًا لَهُ مِنْ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ لَهُ فَجَعَلَهَا فِي الْآخِرَةِ .
(( هشام هو ابن حسان الأزدي ثقة. و أقول الله أكبر، باب من أبواب العلم يطلبه المرأ فيعمل به خير له من أن يجعل الدنيا - لو كانت له - في الآخرة ))

12 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ : إنَّ الْمُؤْمِنَ يُصْبِحُ حَزِينًا وَيُمْسِي حَزِينًا ، وَيَكْفِيهِ مَا يَكْفِي الْعُنَيْزَةَ .
(( شميط بن عجلان يحتمل، و قول الحسن : "وَيَكْفِيهِ مَا يَكْفِي الْعُنَيْزَةَ . " يريد من الأكل و الشرب و الله أعلم ))

13 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : إذَا رَأَيْت الرَّجُلَ يُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا فَنَافِسْهُ فِي الْآخِرَةِ .
(( من أحسن ما يسلي به المرأ نفسه في هذا الزمان ))

14 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ (إنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) قَالَ : عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ غَرِيمٍ مُفَارِقٌ غَرِيمَهُ إلَّا غَرِيمَ جَهَنَّمَ .

15 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ عَنْ قُرَّةَ قَالَ : سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) قَالَ : أَفْسَدَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ فِي بَرِّ الْأَرْضِ وَبَحْرِهَا بِأَعْمَالِهِمْ الْخَبِيثَةِ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) يَرْجِعُ مَنْ بَعْدَهُمْ .

16 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ : ابْنَ آدَمَ ثِنْتَانِ جَعَلْتُهُمَا لَك وَلَمْ يَكُونَا لَك : وَصِيَّةٌ فِي مَالِكَ بِالْمَعْرُوفِ وَقَدْ صَارَ الْمِلْكُ لِغَيْرِك ، وَدَعْوَةُ الْمُسْلِمِينَ لَك وَأَنْتَ فِي مَنْزِلٍ لَا تَسْتَعْتِبُ فِيهِ سَيِّئًا وَلَا تَزِيدُ فِي حَسَنٍ.
(( إسماعيل هو ابن هرمز. و قد صح عن سعيد بن المسيب أنه قال "إن الرجل ليرفع بدعاء ولده له"))

17 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ يُونُسَ فَقَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ سَعِيدُ بْنُ الْحَسَنِ وَجَدَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ وَجْدًا شَدِيدًا ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : مَا سَمِعْت اللَّهَ عَابَ الْحُزْنَ عَلَى يَعْقُوبَ .

18 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَارَكٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : إنَّ الْمُؤْمِنَ قَوَّامٌ عَلَى نَفْسِهِ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ لِلَّهِ ، وَإِنَّمَا خَفَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ حَاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا شَقَّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَوْمٍ أَخَذُوا هَذَا الْأَمْرَ عَلَى غَيْرِ مُحَاسَبَةٍ ، إنَّ الْمُؤْمِنَ يَفْجَؤُهُ الشَّيْءُ فَيُعْجِبُهُ فَيَقُولُ : وَاَللَّهِ إنِّي لَأَشْتَهِيك وَإِنَّك لَمِنْ حَاجَتِي ، وَلَكِنْ وَاَللَّهِ مَا مِنْ وُصْلَةٍ إلَيْك ، هَيْهَاتَ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَك ، وَيَفْرُطُ مِنْهُ الشَّيْءُ فَيَرْجِعُ إلَى نَفْسِهِ فَيَقُولُ : مَا أَرَدْت إلَى هَذَا ، مَا لِي وَلِهَذَا ، مَا لِي عُذْرٌ بِهَا وَاَللَّهِ لَا أَعُودُ إلَى هَذَا أَبَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ ، إنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَوْمٌ أَوْثَقَهُمْ الْقُرْآنُ وَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ هَلَكَتِهِمْ ، إنَّ الْمُؤْمِنَ أَسِيرٌ فِي الدُّنْيَا يَسْعَى فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ ، لَا يَأْمَنُ شَيْئًا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ ، يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ .
(( " إنَّ الْمُؤْمِنَ أَسِيرٌ فِي الدُّنْيَا يَسْعَى فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ " هذا المعنى عظيم، من وقف عنده اتضح له أن دين الله رحمة. قال جل و علا في أول آية من كتابه " بسم الله الرحمن الرحيم " [الفاتحة 1] و هي آية من الفاتحة كما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه))

19 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْت عَبْدَ رَبِّهِ أَبَا كَعْبٍ يَقُولُ : سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا كَالْغَرِيبِ لَا يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا ، وَلَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا ، لِلنَّاسِ حَالٌ وَلَهُ حَالٌ ، وَجِّهُوا هَذِهِ الْفُصُولَ حَيْثُ وَجَّهَهَا اللَّهُ .

20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْت عَبْدَ رَبِّهِ أَبَا كَعْبٍ يَقُولُ : سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : إنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي ، إنَّ الْإِيمَانَ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ .
(( لعل عفان بن مسلم سقط من السند ))

21 - حَدَّثَنَا ابْنُ يَمَانٍ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : أَدْرَكْت أَقْوَامًا يَبْذُلُونَ أَوْرَاقَهُمْ وَيَخْزُنُونَ أَلْسِنَتَهُمْ ، ثُمَّ أَدْرَكْت مِنْ بَعْدِهِمْ أَقْوَامًا خَزَّنُوا أَوْرَاقَهُمْ وَأَرْسَلُوا أَلْسِنَتَهُمْ .
(( أوراقهم يعني أموالهم. قال سبحانه و تعالى (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا) [الكهف]. ))

22 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : حُلَمَاءُ إنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَسْفَهُوا ، هَذَا نَهَارُهُمْ فَكَيْفَ لَيْلُهُمْ ، خَيْرُ لَيْلٍ أَجْرُوا دُمُوعَهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ وَصَفُّوا أَقْدَامَهُمْ يَطْلُبُونَ إلَى اللَّهِ فِي فِكَاكِ رِقَابِهِمْ .

23 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ : مَا سَمِعْت الْحَسَنَ يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ شِعْرٍ إلَّا هَذَا الْبَيْتَ : لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيِّتٍ *** إنَّمَا الْمَيِّتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ وَاَللَّهِ إنَّهُ لَيَكُونُ حَيًّا وَهُوَ مَيِّتُ الْقَلْبِ .
(( يقول ابن أبي شيبة في " المصنف " : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ " قِيلَ لِحُذَيْفَةَ : مَا مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ ؟ قَالَ " مَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْمَعْرُوفَ بِقَلْبِهِ وَيُنْكِرْ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِهِ . " ))

24 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : (وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) قَالَ : هِيَ وَاَللَّهِ لِكُلِّ وَاصِفٍ كَذُوبٍ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْوَيْلُ .

25 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ : إنَّ الْأَرْضَ لَا تَسَعُهُمْ ، فَقَالَ : إنِّي جَاعِلٌ مَوْتًا ، قَالَ : إذًا لَا يُهَنِّئُهُمْ الْعَيْشُ ، قَالَ : إنِّي جَاعِلٌ أَمَلًا .

26 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْعَلَاءِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ .
(( و كان أبو الدرداء رضي الله عنه معروفا بهذه العبادة العظيمة النفع. يقول أبو نعيم في الحلية 690 حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ : " مَا كَانَ أَفْضَلَ عَمَلِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ؟ قَالَتِ : التَّفَكُّرُ وَالاعْتِبَارُ " اهـ))

27 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : أَدْرَكْتُهُمْ وَاَللَّهِ إنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَعِيشُ عُمْرَهُ مَا طُوِيَ لَهُ ثَوْبٌ قَطُّ ، وَلَا أَمَرَ أَهْلَهُ بِصَنْعَةِ طَعَامٍ لَهُ قَطُّ ، وَلَا حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ شَيْءٌ قَطُّ .

28 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : لَمَّا عُرِضَ عَلَى آدَمَ ذُرِّيَّتُهُ رَأَى فَضْلَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ : رَبِّ لَوْ سَوَّيْت بَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : يَا آدَم ، إنِّي أُحِبُّ أَنْ أُشْكَرَ ، يَرَى ذُو الْفَضْلِ فَضْلَهُ فَيَحْمَدُنِي وَيَشْكُرُنِي .

29 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي قَالَ: عُلِمَ وَاَللَّهِ أَنَّهُ صَادِقٌ هُنَاكَ حَيَاةٌ طَوِيلَةٌ لَا مَوْتَ فِيهَا أَحْسَنُ مِمَّا عَلَيْهِ.
(( عوف هو ابن بندويه الأعرابي ))

30 -  حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّ مَلِكًا مِنْ تِلْكَ الْمُلُوكِ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَأَطَافَ بِهِ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ فَقَالُوا لَنْ تَدَعَ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ بَعْدَك ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا الْقَوْمُ ، لَا تَجْهَلُوا فَإِنَّكُمْ فِي ملْكِ مَنْ لَا يُبَالِي أَصَغِيرٌ أُخِذَ مِنْ ملْكِهِ أَوْ كَبِيرٌ .

31 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ إذَا قَالَ لِلَّهِ وَإِذَا عَمِلَ لِلَّهِ .

32 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ : سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إنَّ لَك سِرًّا ، وَإِنَّ لَك عَلَانِيَةً ، فَسِرُّك أَمْلَكُ بِك مِنْ عَلَانِيَتِك وَإِنَّ لَك قَوْلًا فَعَمَلُك أَمْلَكُ بِك مِنْ قَوْلِك.

33 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، تُبْصِرُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيك وَتَدَعُ الْجِذْلَ مُعْتَرِضًا فِي عَيْنِك .
 (( اللهم اصلح أحوالنا، بعض الناس خافوا الله تعالى على ذنوب الناس ، وآمنوه على نفوسهم ))

34 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ قِيلَ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، أَيَنَامُ الشَّيْطَانُ ؟ قَالَ : لَوْ غَفَلَ لَوَجَدَهَا كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْ قَلْبِهِ .
(( يعني لو  نام الشيطان لوجد المؤمن خفة. و هنا دقيقةٌ في ذكره للمؤمن دون المسلم. يقول ابن تيمية في كتاب الإيمان الكبير :" وَالْمُؤْمِنُ يُبْتَلَى بِوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ وَبِوَسَاوِسِ الْكُفْرِ الَّتِي يَضِيقُ بِهَا صَدْرُهُ . كَمَا { قَالَتْ الصَّحَابَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ مَا لَئِنْ يَخِرُّ مِنْ السَّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . فَقَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ } وَفِي رِوَايَةٍ : { مَا يَتَعَاظَمُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إلَى الْوَسْوَسَةِ } أَيْ حُصُولِ هَذَا الْوَسْوَاسِ مَعَ هَذِهِ الْكَرَاهَةِ الْعَظِيمَةِ لَهُ وَدَفْعِهِ عَنْ الْقَلْبِ هُوَ مِنْ صَرِيحِ الْإِيمَانِ ؛ كَالْمُجَاهِدِ الَّذِي جَاءَهُ الْعَدُوُّ فَدَافَعَهُ حَتَّى غَلَبَهُ ؛ فَهَذَا أَعْظَمُ الْجِهَادِ وَ " الصَّرِيحُ " الْخَالِصُ كَاللَّبَنِ الصَّرِيحِ . وَإِنَّمَا صَارَ صَرِيحًا لَمَّا كَرِهُوا تِلْكَ الْوَسَاوِسَ الشَّيْطَانِيَّةَ وَدَفَعُوهَا فَخَلَصَ الْإِيمَانُ فَصَارَ صَرِيحًا . وَلَا بُدَّ لِعَامَّةِ الْخَلْقِ مِنْ هَذِهِ الْوَسَاوِسِ ؛ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجِيبُهَا فَيَصِيرُ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ غَمَرَ قَلْبَهُ الشَّهَوَاتُ وَالذُّنُوبُ فَلَا يُحِسُّ بِهَا إلَّا إذَا طَلَبَ الدِّينَ فَإِمَّا أَنْ يَصِيرَ مُؤْمِنًا وَإِمَّا أَنْ يَصِيرَ مُنَافِقًا ؛ وَلِهَذَا يَعْرِضُ لِلنَّاسِ مِنْ الْوَسَاوِسِ فِي الصَّلَاةِ مَا لَا يَعْرِضُ لَهُمْ إذَا لَمْ يُصَلُّوا لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَكْثُرُ تَعَرُّضُهُ لِلْعَبْدِ إذَا أَرَادَ الْإِنَابَةَ إلَى رَبِّهِ وَالتَّقَرُّبَ إلَيْهِ وَالِاتِّصَالَ بِهِ ؛ فَلِهَذَا يَعْرِضُ لِلْمُصَلِّينَ مَا لَا يَعْرِضُ لِغَيْرِهِمْ وَيَعْرِضُ لِخَاصَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْرِضُ لِلْعَامَّةِ " اهـ [مستفاد من مقال للأخ الخليفي] فتأمل هذا الكلام فإن مهم ))

35 -  حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ قَالَ سَمِعْت الْحَسَنَ أَنَّهُ قَالَ : لِلشَّرِّ أَهْلٌ وَلِلْخَيْرِ أَهْلٌ وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا كُفِيَهُ .

36 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : لَقَدْ أَدْرَكْت أَقْوَامًا مَا كَانُوا يَشْبَعُونَ ذَلِكَ الشِّبَعَ ، إنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَأْكُلُ حَتَّى إذَا رُدَّ نَفَسُهُ أَمْسَكَ ذَابِلًا نَاحِلًا مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ .

37 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ : كُنَّا إذَا دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ خَرَجْنَا وَمَا نَعُدُّ الدُّنْيَا شَيْئًا .

38 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ : (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) قَالَ : مِنْ الْإِيمَانِ .
(( و قال مجاهد زهرة الدنيا. يقول الطبري في " تفسيره ": حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا عِيسَى قَالَ : ثَنِي الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ ( وَحِيَلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) قَالَ : مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ .اهـ  و لا تعارض ))

39 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : مِنْ أَشْرَاطِ أَوْ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يَأْتِيَ الْمَوْتُ خِيَارَكُمْ فَيَلْقُطَهُمْ كَمَا يَلْقُطُ أَحَدُكُمْ أَطَائِبَ الرُّطَبِ مِنْ الطَّبَقِ .
 (( أبو موسى هو إسرائيل بن موسى البصري ثقة ))

40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : صَوَامِعُ الْمُؤْمِنِينَ بُيُوتُهُمْ.

41 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) قَالَ : الْجَنَّةُ (وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) قَالَ : النَّارُ .

42 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قَرَأَ الْحَسَنُ هَذِهِ الْآيَةَ (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قَالَ: مَا أَسْمَعُهُ ذَكَرَ فِي وَلَدِهِمَا خَيْرًا، حَفِظَهُمَا اللَّهُ بِحِفْظِ أَبِيهِمَا.
(( الله أكبر. و هذا من معاني قوله عليه الصلاة و السلام " احفظ الله يحفظك " ))

43 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ شَهِيدٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ثَمَنُ الْجَنَّةِ .
(( يقول ابن القيم في " النونية ":
هَذَا وَفَتْحُ البَابِ لَيْسَ بِمُمْـكِنٍ*** إِلاَّ بِمِفْتَاحٍ عَلَى أَسْنَـانِ
مِفْتَاحُهُ بِشَهَادَةِ الإِخْلاَصِ وَ التَّوْ***حِيدِ تِلْكَ شَهَادَةُ الإِيمَـانِ
أَسْنَانُهُ الأَعْمَالِ وَهِيَ شَرَائِعُ الـ***إِسْلاَمِ وَالمِفْتَاحُ بِالأَسْنَـانِ
لاَ تُلْغِيَن هَذَا المِثَالَ فَكَمْ بِـهِ *** مِنْ حَلِّ إِشْكَال لِذِي العِرْفَانِ " اهـ  ))

44 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ قَالَ : قَرَأَ الْحَسَنُ حَتَّى بَلَغَ (وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلَّا قَلِيلًا) قَالَ : إنَّمَا قَلَّ لِأَنَّهُ كَانَ لِغَيْرِ اللَّهِ .

45 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ قَالَ : قَرَأَ الْحَسَنُ (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ) قَالَ : تَابُوا مِنْ الشِّرْكِ وَبَرِئُوا مِنْ النِّفَاقِ .

46 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : الْعُلَمَاءُ ثَلَاثَةٌ : مِنْهُمْ عَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ فَذَلِكَ أَفْضَلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ ، وَمِنْهُمْ عَالِمٌ لِنَفْسِهِ فَحَسَنٌ ، وَمِنْهُمْ عَالِمٌ لَا لِنَفْسِهِ وَلَا لِغَيْرِهِ فَذَلِكَ شَرُّهُمْ .

47 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ إمَامًا لِأَهْلِهِ إمَامًا لِمَنْ وَرَاءَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ عَنْك إلَّا كَانَ لَك فِيهِ نَصِيبٌ .

48 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : أَدْرَكْت أَقْوَامًا يَعْزِمُونَ عَلَى أَهَالِيهِمْ أَنْ لَا يَرُدُّوا سَائِلًا .

49 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ تَلَا (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا) الْآيَةَ قَالَ : كَانَ حُوتٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ فِي يَوْمٍ وَأَحَلَّهُ لَهُمْ فِي سِوَى ذَلِكَ ، فَكَانَ يَأْتِيهِمْ فِي الْيَوْمِ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْهِمْ كَأَنَّهُ الْمَخَاضُ ، مَا يَمْتَنِعُ مِنْ أَحَدٍ ، فَجَعَلُوا يَهُمُّونَ وَيُمْسِكُونَ حَتَّى أَخَذُوهُ فَأَكَلُوا وَاَللَّهِ بِهَا أَوْخَمَ أَكْلَةً أَكَلَهَا قَوْمُ لُوطٍ أَبْقَى خِزْيًا فِي الدُّنْيَا وَأَشَدَّ عُقُوبَةً فِي الْآخِرَةِ ، وَأَيْمُ اللَّهِ لَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْ حُوتٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ جَعَلَ مَوْعِدَ قَوْمِي السَّاعَةَ ، وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ.

50 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : قَالَ : قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ : " طَلَبْت الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ فَأَعْيَانِي إلَّا رِزْقَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ ، فَعَلِمْت أَنَّهُ قَدْ خُيِّرَ لِي " : وَاَيْمُ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ أُوتِيَ رِزْقَ يَوْمٍ بِيَوْمٍ فَلَمْ يَظُنَّ أَنَّهُ خَيْرٌ لَهُ إلَّا كَانَ عَاجِزًا أَوْ غَبِيَّ الرَّأْيِ . 
(( أبو الصهباء هو صلة بن أشيم العدوي من الثانية ))

51 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : مَا أَشْبَهَ الْقَوْمَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالْبَارِحَةِ . 
(( لا أدري في أي سياق ذكر الحسن هذا الكلام، لعله رأى بدعة أو نفاقا فقال ما قال رحمه الله )).

52 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ : الْإِسْلَامُ وَمَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : الْإِسْلَامُ السِّرُّ وَالْعَلَانِيَةُ فِيهِ سَوَاءٌ. أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُك لِلَّهِ، وَأَنْ يَسْلَمَ مِنْك كُلُّ مُسْلِمٍ وَكُلُّ ذِي عَهْدٍ .  

53 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ سَمِعْت زُهَيْرًا أَبَا خَيْثَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ يُشَبَّهُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . 

54 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُمَا قَالَا : قَدْ رَأَيْنَا الْفُقَهَاءَ فَمَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدًا أَجْمَعِ مِنْ الْحَسَنِ . 

55 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا سَلَامُ بْنُ مِسْكِينٍ : قَالَ سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : إذَا نَامَ الْعَبْدُ فِي سُجُودِهِ بَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُ : اُنْظُرُوا عَبْدِي يَعْبُدُنِي وَرُوحُهُ عِنْدِي . 

56 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ : عَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ يَعْنِي الْحَسَنَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ رَأْيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ .

57 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْله تَعَالَى : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إذْ أَنْشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) قَالَ : عَلِمَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ مَا هِيَ عَامِلَةٌ وَمَا هِيَ صَانِعَةٌ وَإِلَى مَا هِيَ صَائِرَةٌ . 

58 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ (كَلًّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ) قَالَ : هَذَا الَّذِي فَضَحَهُمْ.
(( و قال قتادة رحمه الله: إِنَّمَا أَفْسَدَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يُصَدِّقُونَ بِالْآخِرَةِ ، وَلَا يَخَافُونَهَا ، هُوَ الَّذِي أَفْسَدَهُمْ . [تفسير الطبري] )).

59 - حدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : يَا ابْنَ آدَمَ تُبْصِرُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيك وَتَدَعُ الْجَذَلَ مُعْتَرِضًا فِي عَيْنِك .
(( قد مر من طريق عفان عن أبي الأشهب عن الحسن ))

60 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانُوا يَقُولُونَ : إنَّ لِسَانَ الْحَكِيمِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ رَجَعَ إلَى قَلْبِهِ ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ ، وَإِنَّ الْجَاهِلَ قَلْبُهُ فِي طَرَفِ لِسَانِهِ لَا يَرْجِعُ إلَى قَلْبِهِ ، مَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ تَكَلَّمَ بِهِ .
(( في الرواية السابقة قال المؤمن مكان الحكيم. و قال المنافق مكان الجاهل. و لا تعارض ! ))

61 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إنَّك لَنْ تُؤَاخَذَ إلَّا بِمَا رَكِبْت عَلَى عَمْدٍ.

62 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ أَهْلُ قَرْيَةٍ أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْخُبْزِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجُوعَ حَتَّى أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْكُلُونَ مَا يَقْعُدُونَ بِهِ . 

63 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : لَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يُصِبْ كَبِيرَةً تُفْسِدُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ وَعَقْلَهُ ، قَالَ : وَقَالَ الْحَسَنُ : الْإِيمَانَ الْإِيمَانَ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ شُفَعَاءَ مُشَفَّعِينَ . 

64 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : مَنْ قَالَ قَوْلًا حَسَنًا وَعَمِلَ عَمَلًا حَسَنًا فَخُذُوا عَنْهُ ، وَمَنْ قَالَ قَوْلًا حَسَنًا وَعَمِلَ عَمَلًا سَيِّئًا فَلَا تَأْخُذُوا عَنْهُ . 
((ماذا لو نُزل هذا الأثر على دعاة هذا الزمان؟، بل قد اجتمع في بعضهم القول السيء مع العمل السيء )))


65 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : إنَّ مِنْ النِّفَاقِ اخْتِلَافَ اللِّسَانِ وَالْقَلْبِ ، وَاخْتِلَافَ السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ، وَاخْتِلَافَ الدُّخُولِ وَالْخُرُوجِ.
(( نعوذ بالله من أحوالهم )).

66 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : ذَاكَ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ هَوَانَهُ ، فَأَمَّا مَنْ أَرَادَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ فَإِنَّهُ يَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ (وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) . 

67 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ عَنْ أَبِي حَرَّةَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يُحِبُّ الْمُدَاوَمَةَ فِي الْعَمَلِ ، 
قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّدٌ : أَرَأَيْت إنْ نَشِطَ لَيْلَةً وَكَسِلَ لَيْلَةً ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا . 

68 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا زُرَيْطُ بْنُ أَبِي زُرَيْطٍ قَالَ : سَمِعْت الْحَسَنَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، ضَعْ قَدَمَك عَلَى أَرْضِك وَاعْلَمْ أَنَّهَا بَعْدَ قَلِيلٍ قَبْرُك.
(( الصحيح زريك [ابن أبي زريك] و ليس زريط، أفادني بذلك الأخ عبد الله الخليفي وفقه الله ))

69 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا زُرَيْك بْنُ أَبِي زُرَيْك قَالَ : سَمِعْت الْحَسَنَ وَهُوَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إنَّك نَاظِرٌ إلَى عَمَلِك فَزِدْ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ ، وَلَا تُحَقِّرْ شَيْئًا مِنْ الْخَيْرِ وَإِنْ هُوَ صَغُرَ ، فَإِنَّك إذَا رَأَيْت سَرَّك مَكَانَهُ ، وَلَا تُحَقِّرْ شَيْئًا مِنْ الشَّرِّ فَإِنَّك إذَا رَأَيْته سَاءَك مَكَانَهُ ، رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا كَسَبَ طَيِّبًا وَأَنْفَقَ قَصْدًا وَوَجَّهَ فَضْلًا ، وَجِّهُوا هَذِهِ الْفُضُولَ حَيْثُ وَجَّهَهَا اللَّهُ ، وَضَعُوهَا حَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ بِهَا أَنْ تُوضَعَ ، فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَشْتَرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِالْفَضْلِ مِنْ اللَّهِ ، وَإِنَّ هَذَا الْمَوْتَ قَدْ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا فَفَضَحَهَا ، فَوَاَللَّهِ مَا وُجِدَ بَعْدُ ذُو لُبٍّ فَرِحًا . 
(( اللهم نسألك أن نستقيم )).

70 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّ ثَلَاثَةَ عُلَمَاءَ اجْتَمَعُوا فَقَالُوا لِأَحَدِهِمْ : مَا أَمْلِكُ ؟ قَالَ : لَمَّا يَأْتِي عَلَيَّ شَهْرٌ إلَّا ظَنَنْت أَنِّي أَمُوتُ فِيهِ ، قَالُوا : إنَّ هَذَا الْأَمَلَ ، فَقَالُوا لِلْآخَرِ : مَا أَمَلُك ؟ قَالَ : مَا تَأْتِي عَلَيَّ جُمُعَةٌ إلَّا ظَنَنْت أَنِّي أَمُوتُ فِيهَا ، قَالُوا لِلثَّالِثِ وَمَا أَمَلُك ؟ قَالَ : وَمَا أَمَلُ مَنْ نَفْسُهُ بِيَدِ غَيْرِهِ . 
(( علي بن زيد فيه كلام و قد يمشى في مثل هذا. و حقيقةً: ما أَمَلُ من نفسه بيد غيره ؟ و الله المستعان ))


71 - حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ يَضْرِبُ مَثَلَ ابْنِ آدَمَ مَثَلُ رَجُلٍ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَحَضَرَ أَهْلُهُ وَعَمَلُهُ فَقَالَ لِأَهْلِهِ : امْنَعُونِي ، قَالُوا : إنَّمَا نَمْنَعُك مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ، فَأَمَّا هَذَا فَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَمْنَعَك مِنْهُ ، فَقَالَ لِمَالِهِ : أَنْتَ تَمْنَعُنِي ، قَالَ : إنِّي كُنْت زَيْنًا زَيَّنْت فِي الدُّنْيَا ، أَمَّا هَذَا فَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمْنَعَك مِنْهُ ، قَالَ : فَوَثَبَ عَمَلُهُ فَقَالَ : أَنَا صَاحِبُك الَّذِي أَدْخُلُ مَعَك قَبْرَك وَأَزُولُ مَعَك حَيْثُمَا زُلْت ، قَالَ : أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ شَعَرْت لَكُنْت آثَرَ الثَّلَاثَةِ عِنْدِي ، قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : فَالْآنَ فَآثِرُوهُ عَلَى مَا سِوَاهُ .
(( اللهم ارزقنا الإيمان و العمل ))

72 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، أَنَّ الْحَسَنَ ، كَانَ يَقُولُ : " اتَّقَوْا فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَأَحْسَنُوا فِيمَا رَزَقَهُمْ ".

73 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً سورة البقرة آية 201 قَالَ : " فِي الدُّنْيَا : الْعِلْمُ وَالْعِبَادَةُ ، وَفِي الْآخِرَةِ : الْجَنَّةُ " .

74 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا سورة القصص آية 77 قَالَ : " قَدِّمِ الْفَضْلَ وَأَمْسِكْ مَا يَبْلُغُكَ " .

75 - حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ سورة الحديد آية 12 قَالَ : " عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .







هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق