الجمعة، 18 يوليو 2014

كِتَابُ الزُّهْدِ / كَلاَمُ عَبْد الله بْنَ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْه

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد، 



يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:



كلام ابن عباس رضي الله عنه

1 - حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ يَحْيَى عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قِيلَ لَهُ : رَجُلٌ كَثِيرُ الذُّنُوبِ كَثِيرُ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلَيْك ، أَوْ رَجُلٌ قَلِيلُ الذُّنُوبِ قَلِيلُ الْعَمَلِ ؟ قَالَ : مَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ شَيْئًا .
(( يريد قليل الذنوب قليل العمل أحب إليه. و يدل عليه ما خرجه البخاري في " الأدب المفرد  114" قال: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ فُلانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ ، وَتَفْعَلُ ، وَتَصَّدَّقُ ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا خَيْرَ فِيهَا ، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالُوا : وَفُلانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".))

2 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ) الْآيَةُ ، قَالَ : يُنَادِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ : إنِّي قَدْ احْتَرَقْت فَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ الْمَاءِ ، قَالَ : فَيُقَالُ : أَجِبْهُ ، فَيَقُولُ : (إنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) .

3 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) قَالَ : الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ ، وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ .

4 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْت ابْنَ عَبَّاسٍ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ، وَمَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ يَتَعَاطَوْنَ فِيهِ كِتَابَ اللَّهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيَتَدَارَسُونَهُ إلَّا أَظَلَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، وَكَانُوا أَضْيَافَ اللَّهِ مَا دَامُوا فِيهِ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ .
(( هذا فضل عظيم. يقول محمد بن فضيل الضبي في " الدعاء " 102: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ بْنِ أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " ذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " ، حَتَّى أَعَادَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : " مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَدْرُسُونَ كِتَابَ اللَّهِ ، وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلا كَانُوا أَضْيَافًا لِلَّهِ ، وَأَطَلَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، وَكَانُوا زُوَّارًا لِلَّهِ ، حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ يُبْطِئْ بِهِ عَمَلُهُ ، لا يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " . ))

5 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) قَالَ : هَذَا تَحْرِيجٌ مِنْ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّقُوا وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ .
(( سفيان بن حسين ثقة في غير الزهري ))

6 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ أَنْ لَا يَضِلَّ فِي الدُّنْيَا وَلَا يَشْقَى فِي الْآخِرَةِ ثُمَّ تَلَا (فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) .
(( و هذا معنى قوله تعالى ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ) أي يتبعونه حق اتباعه، و ليس كما يفهم البعض فتجده يحرص على الواو و الألف و يُضَيِّعُ العمل. يقول الطبري في تفسيره : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا عِيسَى ؛ وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ) قَالَ : تَبِعَهَا . "اهـ و هذا صحيح عن مجاهد رحمه الله. ))

7 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) قَالَ : الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ.
(( محمد بن مسلم بن تدرس القرشي يحتمل. يقول الطبري في تفسيره 18653 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ ) الصَّلَوَاتِ . ))

8 – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْأَرْضُ تَبْكِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا .
(( يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ : ثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) فَهَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا لَهُ بَابٌ فِي السَّمَاءِ مِنْهُ يَنْزِلُ رِزْقُهُ ، وَفِيهِ يَصْعَدُ عَمَلُهُ ، فَإِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ فَأُغْلِقَ بَابُهُ مِنَ السَّمَاءِ الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ فِيهِ عَمَلُهُ ، وَيَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، بَكَى عَلَيْهِ؛ وَإِذَا فَقَدَهُ مُصَلَّاهُ مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا ، وَيَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا بَكَتْ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ آثَارٌ صَالِحَةٌ ، وَلَمْ يَكُنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَيْرٌ ، قَالَ : فَلَمْ تَبْكِ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ . ))

9 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ إلَّا وَهُوَ يَحْزَنُ وَيَفْرَحُ ، وَلَكِنْ مَنْ جَعَلَ الْمُصِيبَةَ صَبْرًا وَجَعَلَ الْخَيْرَ شُكْرًا .
((  سماك يحتمل في مثل هذا )).

10 – حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) مَا لَكُمْ لَا تَعْلَمُونَ حَقَّ عَظَمَتِهِ .
(( يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ) قَالَ : مَا لَكَمَ لَا تُعَظِّمُونَ اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ . ))

11  - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْفَزَارِيِّ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إلَى دَاوُد : قُلْ لِلظَّلَمَةِ : لَا يَذْكُرُونِي فَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي ، وَإِنَّ ذِكْرِي إيَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنَهُمْ .


12 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ) قَالَ : مَا يَسِيلُ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ . 

13 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) قَالَ : يُكْتَبُ مِنْ قَوْلِهِ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ .

14  - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : صَحِبْت ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ وَمِنْ الْمَدِينَةِ إلَى مَكَّةَ ، فَكَانَ إذَا نَزَلَ مَنْزِلًا قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ فَأَكْثَرَ فِي ذَلِكَ النَّشِيجَ ، قُلْت : وَمَا النَّشِيجُ ؟ قَالَ : النَّحِيبُ الْبُكَاءُ ، وَيَقْرَأُ (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْت مِنْهُ تَحِيدُ) . 
(( صالح بن رستم الخزاز يحتمل )) 





هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق