الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:
كلام ابن عباس رضي الله عنه
1 - حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ
عَنْ يَحْيَى عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قِيلَ لَهُ : رَجُلٌ كَثِيرُ
الذُّنُوبِ كَثِيرُ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلَيْك ، أَوْ رَجُلٌ قَلِيلُ الذُّنُوبِ قَلِيلُ
الْعَمَلِ ؟ قَالَ : مَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ شَيْئًا .
(( يريد قليل الذنوب قليل العمل
أحب إليه. و يدل عليه ما خرجه البخاري في " الأدب المفرد 114" قال: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى
مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ
: " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، إِنَّ فُلانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ ، وَتَفْعَلُ ، وَتَصَّدَّقُ
، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لا خَيْرَ فِيهَا ، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالُوا : وَفُلانَةٌ
تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
".))
2 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : (وَنَادَى
أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ)
الْآيَةُ ، قَالَ : يُنَادِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَقُولُ : إنِّي قَدْ احْتَرَقْت
فَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ الْمَاءِ ، قَالَ : فَيُقَالُ : أَجِبْهُ ، فَيَقُولُ : (إنَّ
اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ) .
3 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ)
قَالَ : الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ
، وَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ .
4 - حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ
هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْت ابْنَ عَبَّاسٍ : أَيُّ الْعَمَلِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ، وَمَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ يَتَعَاطَوْنَ
فِيهِ كِتَابَ اللَّهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيَتَدَارَسُونَهُ إلَّا أَظَلَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ
بِأَجْنِحَتِهَا ، وَكَانُوا أَضْيَافَ اللَّهِ مَا دَامُوا فِيهِ حَتَّى يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ .
(( هذا فضل عظيم. يقول محمد بن
فضيل الضبي في " الدعاء " 102: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ بْنِ
أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ : أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ
؟ قَالَ : " ذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " ، حَتَّى أَعَادَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ
مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : " مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ
يَدْرُسُونَ كِتَابَ اللَّهِ ، وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلا كَانُوا أَضْيَافًا
لِلَّهِ ، وَأَطَلَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، وَكَانُوا زُوَّارًا
لِلَّهِ ، حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ
فِيهِ عِلْمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ يُبْطِئْ
بِهِ عَمَلُهُ ، لا يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " . ))
5 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ : (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) قَالَ : هَذَا تَحْرِيجٌ
مِنْ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَّقُوا وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ
.
(( سفيان بن حسين ثقة في غير
الزهري ))
6 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ
عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ : ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ
اتَّبَعَ الْقُرْآنَ أَنْ لَا يَضِلَّ فِي الدُّنْيَا وَلَا يَشْقَى فِي الْآخِرَةِ
ثُمَّ تَلَا (فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) .
(( و هذا معنى قوله تعالى (
يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ ) أي يتبعونه حق اتباعه، و ليس كما يفهم البعض فتجده يحرص على الواو و الألف و يُضَيِّعُ العمل. يقول الطبري في تفسيره : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : ثَنَا عِيسَى ؛ وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ ، قَالَ : ثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : ثَنَا وَرْقَاءُ ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ
أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ) قَالَ : تَبِعَهَا
. "اهـ و هذا صحيح عن مجاهد رحمه الله. ))
7 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (إنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) قَالَ : الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ.
(( محمد بن مسلم بن تدرس القرشي
يحتمل. يقول الطبري في تفسيره 18653 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ
: ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ ) الصَّلَوَاتِ . ))
8 – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْأَرْضُ
تَبْكِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا .
(( يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ : ثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ
، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى (
فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) فَهَلْ
تَبْكِي السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ
مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا لَهُ بَابٌ فِي السَّمَاءِ مِنْهُ يَنْزِلُ رِزْقُهُ ، وَفِيهِ
يَصْعَدُ عَمَلُهُ ، فَإِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ فَأُغْلِقَ بَابُهُ مِنَ السَّمَاءِ
الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ فِيهِ عَمَلُهُ ، وَيَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، بَكَى عَلَيْهِ؛
وَإِذَا فَقَدَهُ مُصَلَّاهُ مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا ، وَيَذْكُرُ
اللَّهَ فِيهَا بَكَتْ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ آثَارٌ صَالِحَةٌ ، وَلَمْ يَكُنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَيْرٌ
، قَالَ : فَلَمْ تَبْكِ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ . ))
9 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا
فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ إلَّا وَهُوَ يَحْزَنُ
وَيَفْرَحُ ، وَلَكِنْ مَنْ جَعَلَ الْمُصِيبَةَ صَبْرًا وَجَعَلَ الْخَيْرَ شُكْرًا
.
(( سماك يحتمل في مثل هذا )).
10 – حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) مَا لَكُمْ لَا تَعْلَمُونَ
حَقَّ عَظَمَتِهِ .
(( يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ
، قَالَ : ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ
الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقَارًا ) قَالَ : مَا لَكَمَ لَا تُعَظِّمُونَ اللَّهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ
. ))
11 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ الْفَزَارِيِّ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إلَى دَاوُد : قُلْ لِلظَّلَمَةِ : لَا يَذْكُرُونِي فَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرَنِي ، وَإِنَّ ذِكْرِي إيَّاهُمْ أَنْ أَلْعَنَهُمْ .
12 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ) قَالَ : مَا يَسِيلُ بَيْنَ جِلْدِ الْكَافِرِ وَلَحْمِهِ .
13 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ) قَالَ : يُكْتَبُ مِنْ قَوْلِهِ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ .
14 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : صَحِبْت ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ مَكَّةَ إلَى الْمَدِينَةِ وَمِنْ الْمَدِينَةِ إلَى مَكَّةَ ، فَكَانَ إذَا نَزَلَ مَنْزِلًا قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ فَأَكْثَرَ فِي ذَلِكَ النَّشِيجَ ، قُلْت : وَمَا النَّشِيجُ ؟ قَالَ : النَّحِيبُ الْبُكَاءُ ، وَيَقْرَأُ (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْت مِنْهُ تَحِيدُ) .
(( صالح بن رستم الخزاز يحتمل ))
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق