الجمعة، 18 يوليو 2014

كِتَابُ الزُّهْدِ / كَلاَمُ حُذَيْفَة بْن اليَمَان رَضِيَ اللهُ عَنْه

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد، 



يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:




كلام حذيفة رضي الله عنه

1 – حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : قَامَ حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ أَلَا إنَّ السَّاعَةَ قَدْ اقْتَرَبَتْ ، وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدْ انْشَقَّ ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِالْفِرَاقِ ، أَلَّا وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمُ ، وَإِنَّ السِّبَاقَ غَدًا ، وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ ، وَإِنَّ السَّابِقَ مَنْ سَبَقَ إلَى الْجَنَّةِ .
(( أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي ثقة ثبت. جاء في " المعجم الغني ": مِضْمَارُ الخَيْلِ " : الْمَمَرُّ الوَاسِعُ لِسِبَاقِ الخَيْلِ وَتَرْوِيضِهَا ."اهـ
يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ : " نَزَلْنَا الْمَدَائِنَ ، فَكُنَّا مِنْهَا عَلَى فَرْسَخٍ ، فَجَاءَتِ الْجُمُعَةُ ، فَحَضَرَ أَبِي ، وَحَضَرْتُ مَعَهُ ، فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : أَلَا إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) أَلَا وَإِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ ، أَلَا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ ، وَغَدًا السِّبَاقُ ، فَقُلْتُ لِأَبِي : أَتَسْتَبِقُ النَّاسُ غَدًا؟ فَقَالَ : يَا بُنَّيَّ إِنَّكَ لَجَاهِلٌ ، إِنَّمَا هُوَ السِّبَاقُ بِالْأَعْمَالِ ، ثُمَّ جَاءَتِ الْجُمْعَةُ الْأُخْرَى ، فَحَضَرْنَا ، فَخَطَبَ حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) أَلَا وَإِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ ، أَلَا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ ، أَلَا وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ ، وَالسَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ " . ))

2 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ : سَمِعْت حُذَيْفَةَ يَقُولُ : بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَبِحَسْبِهِ مِنْ الْكَذِبِ أَنْ يَقُولَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، ثُمَّ يَعُودَ.
((يقول أبو داود في " الزهد " 238 ": نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ ، يَقُولُ : بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَبِحَسْبِهِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ . وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، بِمِثْلِهِ قَالَ : أَنْ يَقُولَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثُمَّ يَعُودُ .
و قد كره السلف أن يقول الرجل " تبت إلى الله "، و استحبوا أن يقول " اللهم تب علي " فإن المرأ قد يعود فيكون كاذبا. ))

3 –  حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَيَسْمَعُهُمْ الدَّاعِي فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا مُحَمَّدُ عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْك ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ ، تَبَارَكْت رَبَّنَا وَتَعَالَيْت ، قَالَ حُذَيْفَةُ : فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ .
(( إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. قال أبو حاتم : " ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق ))

4 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيَقِفُ عَلَى الْحِلَقِ فَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، اُسْلُكُوا الطَّرِيقَ فَلَئِنْ سَلَكْتُمُوهُ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا .

5 - حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبِيعٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ : لَمَّا بَلَغَنَا ثَقَلُ حُذَيْفَةَ خَرَجَ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ وَنَفَرٌ مِنْ الْأَنْصَارِ مَعَنَا أَبُو مَسْعُودٍ ، قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إلَيْهِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَقَالَ : أَيُّ سَاعَةٍ هَذِهِ ؟ قُلْنَا : سَاعَةُ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ صَبَاحٍ إلَى النَّارِ ، هَلْ جِئْتُمُونِي مَعَكُمْ بِكَفَنٍ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَلَا تُغَالُوا بِكَفَنِي فَإِنْ يَكُنْ لِصَاحِبِكُمْ خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يُبْدَلْ خَيْرًا مِنْهُ وَإِلَّا سُلِبَ سَرِيعًا .

6 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا أُتِيَ حُذَيْفَةُ بِكَفَنِهِ قَالَ: إنْ يُصِبْ أَخُوكُمْ خَيْرًا فَعَسَى، وَإِلَّا لَيَتَرَامَيْنَ بِهِ رَجَوَاهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

7 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ قَالَ : النَّظَرُ إلَى وَجْهِ اللَّهِ .
(( رواية الثوري عن السبيعي قوية. و مسلم هو ابن نذير يحتمل. يقول الطبري في "تفسيره": 17614 - حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَذِيرٍ عَنْ حُذَيْفَةَ : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) قَالَ : النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ .  ))

8 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْر عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : سَمِعْت زِيَادًا يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ : رُبَّ يَوْمٍ لَوْ أَتَانِي الْمَوْتُ لَمْ أَشُكَّ ، فَأَمَّا الْيَوْمُ فَقَدْ خَالَطْت أَشْيَاءَ لَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا مِنْهَا ، وَأَوْصَى أَبَا مَسْعُودٍ فَقَالَ : عَلَيْك بِمَا تَعْرِفُ ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ .

9 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ثُمَّ الْبَصْرِيِّ قَالَ : اسْتَأْذَنْت عَلَى حُذَيْفَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، فَرَجَعْت فَإِذَا رَسُولُهُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ : مَا رَدُّك ؟ قُلْت : ظَنَنْت أَنَّك نَائِمٌ ، قَالَ : مَا كُنْت لِأَنَامَ حَتَّى أَنْظُرَ مِنْ أَيْنَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ ؟.
قَالَ : فَحَدَّثْت بِهِ مُحَمَّدًا فَقَالَ : قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
(( أبو بشر هو الوليد بن مسلم اختلفوا في سماعه من جندب. و الظاهر أن هذا الفعل كان معلوما عندهم كما قال ابن سيرين))




هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق