الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:
كلام حذيفة رضي الله عنه
1 – حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : قَامَ حُذَيْفَةُ
بِالْمَدَائِنِ فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اقْتَرَبَتْ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ أَلَا إنَّ السَّاعَةَ قَدْ اقْتَرَبَتْ ، وَإِنَّ
الْقَمَرَ قَدْ انْشَقَّ ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِالْفِرَاقِ ،
أَلَّا وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمُ ، وَإِنَّ السِّبَاقَ غَدًا ، وَإِنَّ الْغَايَةَ
النَّارُ ، وَإِنَّ السَّابِقَ مَنْ سَبَقَ إلَى الْجَنَّةِ .
((
أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي ثقة ثبت. جاء في " المعجم الغني
": مِضْمَارُ الخَيْلِ " : الْمَمَرُّ الوَاسِعُ لِسِبَاقِ الخَيْلِ وَتَرْوِيضِهَا
."اهـ
يقول الطبري في تفسيره: حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَطَاءُ
بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ : " نَزَلْنَا
الْمَدَائِنَ ، فَكُنَّا مِنْهَا عَلَى فَرْسَخٍ ، فَجَاءَتِ الْجُمُعَةُ ، فَحَضَرَ
أَبِي ، وَحَضَرْتُ مَعَهُ ، فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : أَلَا إِنَّ اللَّهَ
يَقُولُ ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) أَلَا وَإِنَّ السَّاعَةَ
قَدِ اقْتَرَبَتْ ، أَلَا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا
قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ ، وَغَدًا السِّبَاقُ
، فَقُلْتُ لِأَبِي : أَتَسْتَبِقُ النَّاسُ غَدًا؟ فَقَالَ : يَا بُنَّيَّ إِنَّكَ
لَجَاهِلٌ ، إِنَّمَا هُوَ السِّبَاقُ بِالْأَعْمَالِ ، ثُمَّ جَاءَتِ الْجُمْعَةُ
الْأُخْرَى ، فَحَضَرْنَا ، فَخَطَبَ حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى يَقُولُ ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) أَلَا وَإِنَّ
السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ ، أَلَا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ ، أَلَا وَإِنَّ
الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلَا وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ وَغَدًا
السِّبَاقُ ، أَلَا وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ ، وَالسَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى
الْجَنَّةِ " . ))
2 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ : سَمِعْت حُذَيْفَةَ يَقُولُ
: بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ وَبِحَسْبِهِ مِنْ الْكَذِبِ
أَنْ يَقُولَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، ثُمَّ يَعُودَ.
((يقول أبو داود في " الزهد
" 238 ": نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنِ
ابْنِ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمٍ الْعَامِرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
حُذَيْفَةَ ، يَقُولُ : بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ،
وَبِحَسْبِهِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ ثُمَّ يَعُودُ . وَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ قُدَامَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمٍ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ ، بِمِثْلِهِ قَالَ : أَنْ يَقُولَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ
إِلَيْهِ ثُمَّ يَعُودُ .
و قد كره السلف أن يقول الرجل
" تبت إلى الله "، و استحبوا أن يقول " اللهم تب علي " فإن
المرأ قد يعود فيكون كاذبا. ))
3 – حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ
يَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَيَسْمَعُهُمْ الدَّاعِي فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا مُحَمَّدُ
عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْك ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك ، وَالْمَهْدِيُّ
مَنْ هَدَيْتَ ، تَبَارَكْت رَبَّنَا وَتَعَالَيْت ، قَالَ حُذَيْفَةُ : فَذَلِكَ الْمَقَامُ
الْمَحْمُودُ .
(( إسرائيل هو ابن يونس بن أبي
إسحاق السبيعي. قال أبو حاتم : " ثقة صدوق من أتقن أصحاب أبي إسحاق
))
4 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ
الْأَعْمَشِ عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كَانَ يَدْخُلُ
الْمَسْجِدَ فَيَقِفُ عَلَى الْحِلَقِ فَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، اُسْلُكُوا
الطَّرِيقَ فَلَئِنْ سَلَكْتُمُوهُ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ
أَخَذْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا .
5 - حَدَّثَنَا ابْنُ إدْرِيسَ عَنْ
حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبِيعٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ
: لَمَّا بَلَغَنَا ثَقَلُ حُذَيْفَةَ خَرَجَ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ وَنَفَرٌ
مِنْ الْأَنْصَارِ مَعَنَا أَبُو مَسْعُودٍ ، قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إلَيْهِ فِي بَعْضِ
اللَّيْلِ فَقَالَ : أَيُّ سَاعَةٍ هَذِهِ ؟ قُلْنَا : سَاعَةُ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ
: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ صَبَاحٍ إلَى النَّارِ ، هَلْ جِئْتُمُونِي مَعَكُمْ بِكَفَنٍ
؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَلَا تُغَالُوا بِكَفَنِي فَإِنْ يَكُنْ لِصَاحِبِكُمْ
خَيْرٌ عِنْدَ اللَّهِ يُبْدَلْ خَيْرًا مِنْهُ وَإِلَّا سُلِبَ سَرِيعًا .
6 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إسْمَاعِيلَ
عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ : لَمَّا أُتِيَ حُذَيْفَةُ بِكَفَنِهِ قَالَ:
إنْ يُصِبْ أَخُوكُمْ خَيْرًا فَعَسَى، وَإِلَّا لَيَتَرَامَيْنَ بِهِ رَجَوَاهَا إلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
7 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ قَالَ : النَّظَرُ إلَى وَجْهِ اللَّهِ .
(( رواية الثوري عن السبيعي قوية.
و مسلم هو ابن نذير يحتمل. يقول الطبري في
"تفسيره": 17614 - حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
نَذِيرٍ عَنْ حُذَيْفَةَ : ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) قَالَ
: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ . ))
8 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
بُكَيْر عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ : سَمِعْت زِيَادًا
يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ : رُبَّ يَوْمٍ
لَوْ أَتَانِي الْمَوْتُ لَمْ أَشُكَّ ، فَأَمَّا الْيَوْمُ فَقَدْ خَالَطْت أَشْيَاءَ
لَا أَدْرِي عَلَى مَا أَنَا مِنْهَا ، وَأَوْصَى أَبَا مَسْعُودٍ فَقَالَ : عَلَيْك
بِمَا تَعْرِفُ ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللَّهِ .
9 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ
ابْنِ عَوْنٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ثُمَّ
الْبَصْرِيِّ قَالَ : اسْتَأْذَنْت عَلَى حُذَيْفَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَأْذَنْ
لِي ، فَرَجَعْت فَإِذَا رَسُولُهُ قَدْ لَحِقَنِي فَقَالَ : مَا رَدُّك ؟ قُلْت :
ظَنَنْت أَنَّك نَائِمٌ ، قَالَ : مَا كُنْت لِأَنَامَ حَتَّى أَنْظُرَ مِنْ أَيْنَ
تَطْلُعُ الشَّمْسُ ؟.
قَالَ : فَحَدَّثْت بِهِ مُحَمَّدًا
فَقَالَ : قَدْ فَعَلَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ .
(( أبو بشر هو الوليد بن مسلم اختلفوا في سماعه من
جندب. و الظاهر أن هذا الفعل كان معلوما عندهم كما قال ابن سيرين))
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق