الجمعة، 18 يوليو 2014

كِتَابُ الزُّهْدِ / كَلاَمُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي رَضِيَ اللهُ عَنْه

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد، 



يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:



كلام أبي موسى رضي الله عنه

1 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ [أَبِي وَائِلٍ] عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : إنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ .

2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ ابْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ .
((يقول الطبري في " تفسيره ": حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : ثَنَا مُؤَمَّلُ قَالَ : ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى - قَالَ : حَمَّادٌ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ - فِي قَوْلِهِ : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلْمُقَرَّبِينَ أَوْ قَالَ : لِلسَّابِقِينَ ، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ . )).

3 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : الشَّمْسُ فَوْقَ رُءُوسِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَعْمَالُهُمْ تُظِلُّهُمْ أَوْ تُضَيِّحُهُمْ .
((يُقال ضَاحَتِ البلادُ : أي بَرَزَتْ للشمسِ فيبس نباتُها.
و جاء في " المعجم الوسيط" : أظل الشيء فلانا: غشيه " اهـ أي غطاه.

و المراد و الله أعلم أن الأعمال الصالحة تكون ظلا للمؤمنين من شمس يوم القيامة و سترا لهم، أما أهل الكفر فهم بارزون للشمس لا يقيهم من حرها شيء.

و بعد أن وقفت على آثر أبي موسى هذا فهمت أثر سلمان – رضي الله عنهما - كيف أن المؤمن لا تُرى عورته يوم القيامة و الحمد لله.
يقول معمر بن راشد في جامعه 1470 : عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ : " تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ قَابَ قَوْسٍ ، أَوْ قَالَ : قَابَ قَوْسَيْنِ ، وَتُعْطَى حَرَّ عَشْرَ سِنِينَ ، وَلَيْسَ عَلَى بَشَرٍ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ طَحْرَبَةٌ ، وَلا تُرَى يَوْمَئِذٍ عَوْرَةُ مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ، وَلا يَضُرُّ حَرُّهَا يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنًا وَلا مُؤْمِنَةً ، وَتَطْبُخُ الْكَافِرَ طَبْخًا حَتَّى يَقُولَ جَوْفُ أَحَدِهِمْ : غِقْ غِقْ". اهـ
فاللهم ارزقنا الإيمان و العمل.))

4 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : فَجِئْنَا اللَّيْلَ إلَى بُسْتَانٍ خَرِبٍ ، قَالَ ، فَقَامَ أَبُو مُوسَى مِنْ اللَّيْلِ يُصَلِّي ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً حَسَنَةً ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ مُؤْمِنٌ تُحِبُّ الْمُؤْمِنَ مُهَيْمِنٌ تُحِبُّ الْمُهَيْمِنَ ، سَلَامٌ تُحِبُّ السَّلَامَ ، صَادِقٌ تُحِبُّ الصَّادِقَ .

5 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : تَخْرُجُ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْ الْمِسْكِ ، قَالَ : فَيَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا مَعَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ ، فَيَقُولُونَ : حَيَّاكُمْ اللَّهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ ، قَالَ : فَتُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ فَيَأْتِي الرَّبَّ وَلِوَجْهِهِ بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ ، قَالَ : وَأَمَّا الْآخَرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ وَهِيَ أَنْتَنُ مِنْ الْجِيفَةِ ، فَيَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا مَعَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ وَيَذْكُرُونَهُ بِأَسْوَءِ عَمَلِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : رُدُّوهُ فَمَا ظَلَمَهُ اللَّهُ شَيْئًا ، قَالَ : وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى : (وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ).
((عاصم هو ابن أبي النجود )).

6 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مَسِيرٍ لَهُ فَسَمِعَ النَّاسَ يَتَكَلَّمُونَ فَسَمِعَ فَصَاحَةً وَبَلَاغَةً ، قَالَ : فَقَالَ : يَا أَنَسُ ، هَلُمَّ فَلْنَذْكُرْ اللَّهَ سَاعَةً ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَكَادُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَفرِيَ الْأَدِيمَ بِلِسَانِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَنَسُ ، مَا ثَبَّطَ النَّاسَ عَنْ الْآخِرَةِ ؟ مَا ثَبَّطَهُمْ عَنْهَا ؟ قَالَ : قُلْت : الدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتُ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ غُيِّبَتْ الْآخِرَةُ وَعُجِّلَتْ الدُّنْيَا وَلَوْ عَايَنُوا مَا عَدَلُوا بَيْنَهُمَا وَلَا مَيَّلُوا .

7 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : إذَا أَصْبَحَ إبْلِيسُ بَعَثَ جُنُودَهُ فَيَقُولُ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى شَرِبَ ، قَالَ : أَنْتَ ، قَالَ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى ، قَالَ : أَنْتَ ، قَالَ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ ، قَالَ : أَنْتَ .
(( سماع سفيان من عطاء قبل الإختلاط. و أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي ثقة ثبت )).

8 - حَّدثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُد بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : جَمَعَ أَبُو مُوسَى الْقُرَّاءَ فَقَالَ : لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ إلَّا مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ فَوَعَظَنَا وَقَالَ : أَنْتُمْ قُرَّاءُ هَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتُمْ ، فَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ أَهْلِ الْكِتَابِ.
(( أبو الأسود هو ظالم بن عمرو بن سفيان الديلي ثقة. و هذا الفقه – أعني وعظ القراء – قد صح أيضا عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لأن في صلاحهم خير كثير وفي فسادهم شر كبير. يقول ابن أبي شيبة في المصنف : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيَقِفُ عَلَى الْحِلَقِ فَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، اسْلُكُوا الطَّرِيقَ فَلَئِنْ سَلَكْتُمُوهُ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا". ))




هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق