الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه - كتاب الزهد:
كلام أبي موسى رضي الله عنه
1 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ
الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ [أَبِي وَائِلٍ] عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : إنَّمَا أَهْلَكَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ .
2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ
عَنْ ابْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلسَّابِقِينَ وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ لِلتَّابِعِينَ
.
((يقول الطبري في " تفسيره
": حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ قَالَ : ثَنَا مُؤَمَّلُ قَالَ : ثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى - قَالَ : حَمَّادٌ
لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ - فِي قَوْلِهِ : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
جَنَّتَانِ ) قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ لِلْمُقَرَّبِينَ أَوْ قَالَ : لِلسَّابِقِينَ
، وَجَنَّتَانِ مِنْ وَرِقٍ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ . )).
3 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ
الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : الشَّمْسُ فَوْقَ رُءُوسِ
النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَعْمَالُهُمْ تُظِلُّهُمْ أَوْ تُضَيِّحُهُمْ .
((يُقال
ضَاحَتِ البلادُ : أي بَرَزَتْ للشمسِ فيبس نباتُها.
و جاء في " المعجم
الوسيط" : أظل الشيء فلانا: غشيه " اهـ أي غطاه.
و المراد و الله أعلم أن الأعمال
الصالحة تكون ظلا للمؤمنين من شمس يوم القيامة و سترا لهم، أما أهل الكفر فهم بارزون
للشمس لا يقيهم من حرها شيء.
و بعد أن وقفت على آثر أبي موسى
هذا فهمت أثر سلمان – رضي الله عنهما - كيف أن المؤمن لا تُرى عورته يوم القيامة و
الحمد لله.
يقول معمر بن راشد في جامعه 1470 :
عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ
، قَالَ : " تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رُءُوسِ النَّاسِ قَابَ
قَوْسٍ ، أَوْ قَالَ : قَابَ قَوْسَيْنِ ، وَتُعْطَى حَرَّ عَشْرَ سِنِينَ ، وَلَيْسَ
عَلَى بَشَرٍ مِنَ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ طَحْرَبَةٌ ، وَلا تُرَى يَوْمَئِذٍ عَوْرَةُ
مُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ ، وَلا يَضُرُّ حَرُّهَا يَوْمَئِذٍ مُؤْمِنًا وَلا مُؤْمِنَةً
، وَتَطْبُخُ الْكَافِرَ طَبْخًا حَتَّى يَقُولَ جَوْفُ أَحَدِهِمْ : غِقْ غِقْ".
اهـ
فاللهم ارزقنا الإيمان و العمل.))
4 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي مُوسَى
، قَالَ : فَجِئْنَا اللَّيْلَ إلَى بُسْتَانٍ خَرِبٍ ، قَالَ ، فَقَامَ أَبُو مُوسَى
مِنْ اللَّيْلِ يُصَلِّي ، فَقَرَأَ قِرَاءَةً حَسَنَةً ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ
مُؤْمِنٌ تُحِبُّ الْمُؤْمِنَ مُهَيْمِنٌ تُحِبُّ الْمُهَيْمِنَ ، سَلَامٌ تُحِبُّ
السَّلَامَ ، صَادِقٌ تُحِبُّ الصَّادِقَ .
5 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : تَخْرُجُ نَفْسُ
الْمُؤْمِنِ وَهِيَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْ الْمِسْكِ ، قَالَ : فَيَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ
الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا فَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ
: مَنْ هَذَا مَعَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ وَيَذْكُرُونَهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ
، فَيَقُولُونَ : حَيَّاكُمْ اللَّهُ وَحَيَّا مَنْ مَعَكُمْ ، قَالَ : فَتُفْتَحُ
لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيُشْرِقُ وَجْهُهُ فَيَأْتِي الرَّبَّ وَلِوَجْهِهِ
بُرْهَانٌ مِثْلُ الشَّمْسِ ، قَالَ : وَأَمَّا الْآخَرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ وَهِيَ
أَنْتَنُ مِنْ الْجِيفَةِ ، فَيَصْعَدُ بِهَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَتَوَفَّوْنَهَا
فَتَلَقَّاهُمْ مَلَائِكَةٌ دُونَ السَّمَاءِ فَيَقُولُونَ : مَنْ هَذَا مَعَكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ وَيَذْكُرُونَهُ بِأَسْوَءِ عَمَلِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ
: رُدُّوهُ فَمَا ظَلَمَهُ اللَّهُ شَيْئًا ، قَالَ : وَقَرَأَ أَبُو مُوسَى : (وَلَا
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ).
((عاصم هو ابن أبي النجود )).
6 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كُنَّا
مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مَسِيرٍ لَهُ فَسَمِعَ النَّاسَ يَتَكَلَّمُونَ فَسَمِعَ فَصَاحَةً
وَبَلَاغَةً ، قَالَ : فَقَالَ : يَا أَنَسُ ، هَلُمَّ فَلْنَذْكُرْ اللَّهَ سَاعَةً
، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَكَادُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَفرِيَ الْأَدِيمَ بِلِسَانِهِ ، ثُمَّ
قَالَ : يَا أَنَسُ ، مَا ثَبَّطَ النَّاسَ عَنْ الْآخِرَةِ ؟ مَا ثَبَّطَهُمْ عَنْهَا
؟ قَالَ : قُلْت : الدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتُ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ غُيِّبَتْ الْآخِرَةُ
وَعُجِّلَتْ الدُّنْيَا وَلَوْ عَايَنُوا مَا عَدَلُوا بَيْنَهُمَا وَلَا مَيَّلُوا
.
7 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ
عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي
مُوسَى قَالَ : إذَا أَصْبَحَ إبْلِيسُ بَعَثَ جُنُودَهُ فَيَقُولُ : لَمْ أَزَلْ بِهِ
حَتَّى شَرِبَ ، قَالَ : أَنْتَ ، قَالَ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى ، قَالَ
: أَنْتَ ، قَالَ : لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ ، قَالَ : أَنْتَ .
(( سماع سفيان من عطاء قبل
الإختلاط. و أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي ثقة ثبت )).
8 - حَّدثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا
وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُد بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي
الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : جَمَعَ أَبُو مُوسَى الْقُرَّاءَ فَقَالَ : لَا يَدْخُلَنَّ
عَلَيْكُمْ إلَّا مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ ، قَالَ : فَدَخَلْنَا زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةِ
رَجُلٍ فَوَعَظَنَا وَقَالَ : أَنْتُمْ قُرَّاءُ هَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتُمْ ، فَلَا
يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ أَهْلِ
الْكِتَابِ.
(( أبو الأسود هو ظالم بن عمرو بن سفيان
الديلي ثقة. و هذا الفقه – أعني وعظ القراء – قد صح أيضا عن حذيفة بن اليمان رضي
الله عنه لأن في صلاحهم خير كثير وفي فسادهم شر كبير. يقول ابن أبي شيبة في المصنف
: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ
، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كَانَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيَقِفُ عَلَى الْحِلَقِ
فَيَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ ، اسْلُكُوا الطَّرِيقَ فَلَئِنْ سَلَكْتُمُوهُ
لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَعِيدًا ، وَلَئِنْ أَخَذْتُمْ يَمِينًا أَوْ شِمَالاً
لَقَدْ ضَلَلْتُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا". ))
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق