الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ البَقَرَة [171 - 180]

سورة البقرة [ 171 - 180 ]




[سورة البقرة]




قوله تعالى ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً )

293 - قال عبد الرزاق " 154 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ} [البقرة: 171] قَالَ: «هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْكَافِرِ» يَقُولُ: «مَثَلُ هَذَا الْكَافِرِ كَمَثَلِ هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي تَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلَا تَدْرِي مَا يُقَالُ لَهَا ، وَكَذَلِكَ الْكَافِرُ» يُقَالُ لَهُ: «وَلَا يَنْتَفِعُ بِمَا يُقَالُ لَهُ».

294 - و قال الطبري " 2456 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء "، يَقُولُ: مَثَلُ الكَافِرِ كَمَثَلِ البَعِيرِ وَالشَّاةِ، يَسْمَعُ الصَّوْتَ وَلاَ يَعْقِلُ وَلاَ يَدْرِي مَا عُنِيَ بِهِ.




قوله تعالى ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ )

295 - قال الطبري " 2464 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " صُمٌ بُكْمٌ عُمْيٌ "، يَقُولُ: صُمٌّ عَنْ الحَقِّ فَلاَ يَسْمَعُونَهُ، وَلاَ يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلاَ يَعْقِلُونَهُ؛ عُمْيٌ عَنْ الحَقِّ وَالهُدَى فَلاَ يُبْصِرُونَهُ؛ بُكْمٌ عَنِ الحَقِّ فَلاَ يَنْطِقُونَ بِهِ.




قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ )

296 - قال ابن أبي حاتم " 1516 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَرَامَةٌ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَا فَاشْكُرُوا لِلَّهِ نِعْمَتَهُ.




قوله تعالى ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ )

297 - قال عبد الرزاق " 155 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}(1) [البقرة: 173] قَالَ: «مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، مِمَّا لَمْ يُسَمَّ عَلَيْهِ».




قوله تعالى ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

298 - قال ابن أبي حاتم " 1530 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ الْبَاهِلِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ) فِي أَكْلِهِ أَنْ يَتَعَدَّى حَلالا إِلَى حَرَامٍ وَهُوَ يَجِدُ عَنْهُ مَنْدُوحَةً.

299 - و قال الطبري " 2487 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ " قَالَ، (غَيْرَ بَاغٍ) فِي أَكْلِهِ، (وَلاَ عَادٍ): أَنْ يَتَعَدَّى حَلاَلاً إِلَى حَرَامٍ، وَهُوَ يَجِدُ عَنْهُ مَنْدُوحَةً.

300 - و قال معمر بن راشد في " جامعه 19537 ":
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «يَأْكُلُ مِنَ الْمَيْتَةِ مَا يُبَلِّغُهُ، وَلَا يَتَضَلَّعُ مِنْهَا» .




قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً )

301 - قال الطبري " 2494 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ " الآية كُلّهَا، هُمْ أَهْلُ الكِتَابِ، كَتَمُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ مِنَ الحَقِّ وَالهُدَى، مِنْ بَعْثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْرِهِ.




قوله تعالى ( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّار )

302 - قال عبد الرزاق " 159 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} [البقرة: 175] قَالَ: «مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَيْهَا».

303 - و قال الطبري " 2500 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ "، يَقُولُ: فَمَا أَجْرَأَهُمْ عَلَى العَمَلِ الَّذِي يُقَرِّبُهُمْ إِلَى النَّارِ.




قوله تعالى ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ )

304 - قال عبد الرزاق " 160 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ: كَانَتِ الْيَهُودُ تُصَلِّي قِبَلَ الْمَغْرِبِ ، وَالنَّصَارَى قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة: 177].

305 - و قال الطبري " 2519 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَن زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنِ البِرُّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ "، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ البِرِّ فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَة. وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا الرَّجُلَ فَتَلاَهَا عَلَيْهِ.
وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ قَبْلَ الفَرَائِضِ(2) إِذَا شَهِدَ أَنَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ يُرْجَى لَهُ وَيُطْمَعُ لَهُ فِي خَيْرٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ: " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ". وَكَانَتِ اليَهُودُ تَوَجَّهَتْ قِبَلَ المَغْرِبِ، وَالنَّصَارَى قِبَلَ المَشْرِقِ.




قوله تعالى ( وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَ ابْنِ السَّبِيلِ )

306 - قال الطبري " 2533":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " وَابْنِ السَّبِيلِ " قَالَ، هُوَ الضَّيْفُ.

307 - و قال ابن أبي حاتم " 1555 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرازق، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةَ [تحو] أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (وَابْنَ السَّبِيلِ) قَالا: هُوَ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْكَ وَهُوَ مُسَافِرٌ.





قوله تعالى ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ )

308 - قال عبد الرزاق " 162 ":
نا مَعْمَرٌ [عن قتادة](3)، فِي قَوْلِهِ: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ، وَحِينَ الْبَأْسِ} [البقرة: 177] قَالَ: " الْبَأْسَاءُ: الْبُؤْسُ ، وَالضَّرَّاءُ: الزِّمَانَةُ فِي الْجَسَدِ ، وَحِينَ الْبَأْسِ " قَالَ: «حِينَ الْقِتَالِ».

309 - و قال الطبري " 2551 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " وَحِينَ البَأْسِ "، أَيْ عِنْدَ مَوَاطِنِ القِتَالِ.




قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى )

310 - قال عبد الرزاق " 163 "،
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى} [البقرة: 178] قَالَ: «لَمْ يَكُنْ لِمَنْ قُتِلَ دِيَةٌ ، إِنَّمَا كَانَ الْقَتْلُ وَالْعَفْوُ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي قَوْمٍ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَكَانُوا إِذَا قُتِلَ مِنَ الْحَيِّ الْكَثِيرِ عَبْدٌ» قَالُوا: «لَا يُقْتَلُ بِهِ إِلَّا حُرٌّ ، وَإِذَا قُتِلَتْ مِنْهُمُ امْرَأَةٌ» قَالُوا: لَا يُقْتَلُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} [البقرة: 178].

311 - و قال الطبري " 2559 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى " قَالَ، كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ فِيهِمْ بَغْيٌ وَطَاعَةٌ لِلشَّيْطَانِ، فَكَانَ الحَيُّ إِذَا كَانَ فِيهِمْ عُدَّةٌ وَمَنَعَةٌ، فَقِيلَ عَبْدُ قَوْمٍ آخَرِينَ عَبْدًا لَهُمْ، قَالُوا: لاَ نَقْتُلُ بِهِ إِلاَّ حُرًّا! تَعَزُّزًا، لِفَضْلِهِمْ عَلَى غَيْرِهِمْ فِي أَنْفُسِهِمْ. وَإِذَا قُتِلَتْ لَهُمْ امْرَأَةٌ قَتَلَتْهَا امْرَأَةُ قَوْمٍ آخَرِينَ قَالُوا: لاَ نَقْتُلُ بِهَا إِلاَّ رَجُلاً! فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَة يُخْبِرُهُمْ أَنَّ العَبْدَ بِالعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى، فَنَهَاهُمْ عَنِ البَغْيِ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي سُورَةِ المَائِدَةِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأنْفَ بِالأنْفِ وَالأذُنَ بِالأذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) [سورة المائدة: 45] .




قوله تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ )

312 - قال عبد الرزاق " 166 ":
عَنْ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178] قَالَ: «إِذَا قَتَلَ الرَّجُلُ عَمْدًا ، ثُمَّ أُخِذَتْ مِنْهُ الدِّيَةُ ، فَقَدْ عُفِيَ لَهُ عَنِ الْقَتْلِ».

313 - و قال " 165 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 178] قَالَ: «يَتَّبِعُ الطَّالِبُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَيُؤَدَّى إِلَيْهِ الْمَطْلُوبُ بِإِحْسَانٍ».

314- و قال الطبري " 2583 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ "، يَقُولُ: قُتِلَ عَمْدًا فَعُفِيَ عَنْهُ، وَقُبِلَتْ مِنْهُ الدِّية. يَقُولُ: " فَاتِّبَاعٌ بِالمَعْرُوفِ "، فَأَمَرَ المُتَّبِعَ أَنْ يَتَّبِعَ بِالمَعْرُوفِ، وَأَمَرَ المُؤَدِّي أَنْ يُؤَدِّي بِإِحْسَانٍ، وَالعَمْدُ قَوَدٌ إِلَيْهِ قَصَاصٌ، لاَ عَقْلَ(4) فِيهِ، إِلاَّ أَنْ يَرْضَوا بِالدِّيةِ. فَإِنْ رَضُوا بِالدِّيةِ، فَمِئَةُ خَلِفَة(5). فَإِنْ قَالُوا: لاَ نَرْضَى إِلاَّ بِكَذَا وَكَذَا، فَذَاكَ لَهُمْ.




قوله تعالى ( ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ )

315 - قال الطبري " 2597 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ "، وَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ رَحِمَ اللهُ بِهَا هَذِهِ الأُمَّة، أَطْعَمَهُمُ الدِيَّة، وَأَحَلَّهَا لَهُمْ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلَهُمْ. فَكَانَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ إِنَّمَا هُوَ القَصَاصُ أَوِ العَفْوُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا أَرْشٌ، وَكَانَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ إِنَّمَا هُوَ عَفْوٌ، أُمِرُوا بِهِ. فَجَعَلَ اللهُ لِهَذِهِ الأُمَّة القَوَدَ وَالعَفْوَ وَالدِيَّةَ إِنْ شَاءُوا. أَحَلَّهَا لَهُمْ، وَلَمْ تَكُنْ لِأُمَّةٍ قَبْلَهُمْ. 




قوله تعالى ( فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

316 - قال عبد الرزاق " 167 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ} [البقرة: 178] قَالَ: «هُوَ الْقَتْلُ بَعْدَ أَخْذِ الدِيَّةِ» يَقُولُ: «مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَنْ يَأْخُذَ الديَّةَ فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ ، لَا تُقْبَلُ مِنْهُ الدِيَّةُ».

317 - و قال الطبري " 2603 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ "، يَقُولُ: فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ أَخْذِهِ الدِيَّة فَقَتَلَ، فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ.




قوله تعالى ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )

318 - قال عبد الرزاق " 169 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ} [البقرة: 179] حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ قَالَ: «جَعَلَ اللَّهُ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةً ، إِذَا ذَكَرَهُ الظَّالِمُ الْمُعْتَدِي كَفَّ عَنِ الْقَتْلِ».

319 - و قال الطبري " 2620 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَن مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَلَكُمْ فِي القَصَاصِ حَيَاةٌ "، جَعَلَ اللهُ هَذَا القَصَاصَ حَيَاةً، وَنَكَالًا وَعِظَةً لِأَهْلِ السَّفَهِ وَالجَهْلِ مِنَ النَّاسِ. وَكَمْ مِنْ رَجُلٍ قَدْ هَمَّ بِدَاهِيَةٍ، لَوْلاَ مَخَافَةَ القَصَاصِ لَوَقَعَ بِهَا، وَلَكِنَّ اللهَ حَجَزَ بِالقَصَاصِ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ؛ وَمَا أَمَرَ اللهُ بِأَمْرٍ قَطّ إِلاَّ وَهُوَ أَمْرُ صَلاَحٍ فٍي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلاَ نَهَى اللهُ عَنْ أَمْرٍ قَطّ إِلاَّ وَهُوَ أَمْرُ فَسَادٍ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِالَّذِي يُصْلِحُ خَلْقَهُ.




قوله تعالى ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ )

320 - قال الطبري " 2657 ":
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن المِقْدَامِ قَالَ، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرْ قَالَ، سَمِعْتُ أَبِي قَالَ، زَعَمَ قَتَادَة: أَنَّهُ نُسِخَتْ آيَتَا المَوَارِيثِ فِي "سُورَةِ النِّسَاءِ"، الآيَةَ فِي "سُورَةِ البَقَرَةِ" فِي شَأْنِ الوَصِيَّةِ.
(( والد المعتمر هو سليمان بن طرخان التيمي ثقة من الرابعة))

321 - قال عبد الرزاق " 172 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] قَالَ: «نَسَخَ الْوَالِدَيْنِ مِنْهَا ، وَتَرَكَ الْأَقْرَبِينَ مِمَّنْ لَا يَرِثُ».

322 - و قال الطبري " 2640 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَن مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: " كُتِبَ عَلَيْكُم إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ "، فَجُعِلَتِ الوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَجُعِلَ لَهُمَا نَصِيبٌ مَفْرُوضٌ، فَصَارَتِ الوَصِيَّةُ لِذَوِي القَرَابَةِ الَّذِينَ لاَ يَرِثُونَ، وَجُعِلَ لِلْوَالِدَيْنِ نَصِيبٌ مَعْلُومٌ، وَلاَ تَجُوزُ وَصِيَّةٌ لِوَارِثٍ.

323 - و قال ابن أبي حاتم " 1603 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ، أَنْبَأَ هَمَّامٌ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا) قَالَ: الْخَيْرُ: الْمَالُ، كَانَ يُقَالُ أَلْفًا فَمَا فَوْقَهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أَلْفَ دِرْهَمٍ.



[يتبع بإذن الله]
______
1/ يقول عبد الرزاق في " تفسيره 156 " عند قوله تعالى (وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ): نا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ: " الْإِهْلَالُ أَنْ يَقُولُوا: بِاسْمِ الْمَسِيحِ ".و هذا صحيح عن الزهري رحمه الله،  و يقاس عليه ما يقال عند القبور و غيرها من الأماكن باسم فلان و باسم علان، فهذا كله مما أهل به لغير الله.
2/ فيه الرد على المرجئة.
3/ الظاهر أن قتادة سقط من الإسناد، ووقفت عليه عند الطبري مسندا إلى قتادة. قال (2544): حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:"البأساء والضراء" قال، البأساء: البؤس، والضراء: الزمانة في الجسد. و به (2552 ) عن قتادة في قوله: "وحين البأس"، القتال.
4/ في الجاهلية، كان القاتل يسوق الدية (وهي الإبل) إلى أولياء المقتول، فيعقلها بالعقل ويسلمها إليهم.
5/ الخَلِفَة: و هي الحامل من النوق.
[ 4، 5: مستفاد من كلام المحقق]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق