الخميس، 25 سبتمبر 2014

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ البَقَرَة [181 - 190]

سورة البقرة [ 181 - 190 ]




[سورة البقرة]




قوله تعالى ( فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ )

324 - قال عبد الرزاق " 174 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ} قَالَ: «مَنْ بَدَّلَ الْوَصِيَّةَ بَعْدَ مَا سَمِعَهَا فَإِنَّ إِثْمَ مَا بَدَّلَ عَلَيْهِ».




قوله تعالى ( فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا )

325 - قال عبد الرزاق " 175 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا} [البقرة: 182] قَالَ: «هُوَ الرَّجُلُ يُوصِي فَيَحِيفُ فِي وَصِيَّتِهِ(1) ، فَيَرُدُّهَا الْوَلِيُّ إِلَى الْحَقِّ وَالْعَدْلِ».

326 - و قال الطبري " 2694 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا "، وَكَانَ قَتَادَة يَقُولُ: مَنْ أَوْصَى بِجَوْرٍ أَوْ حَيْفٍ فِي وَصِيَّتِهِ فَرَدَّهَا وَلِيُّ المُتَوَفَّى أَوْ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ، إِلَى كِتَابِ اللهِ وَإِلَى العَدْلِ، فَذَاكَ لَهُ.




قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ )

327 - قال عبد الرزاق " 178 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] قَالَ: «كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ كَمَا كَتَبَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَقَدْ كَانَ كَتَبَ عَلَى النَّاسِ قَبْلَ أَنْ يُنْزِلَ شَهْرَ رَمَضَانَ - صَوْمَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ».

328 - و قال الطبري " 2725 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، حَدَّثَنَا يَزِيد، عَنْ سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ "، رَمَضَانُ، كَتَبَهُ اللهُ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ.




قوله تعالى ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ )

329 - قال عبد الرزاق " 179 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] قَالَ: كَانَتْ فِي الشَّيْخِ الْكَبِيرِ ، وَالْمَرْأَةِ الْكَبِيرَةِ ، يُطِيقَانِ الصَّوْمَ وَهُوَ شَدِيدٌ عَلَيْهِمَا ، فَرُخِّصَ لَهُمَا أَنْ يُفْطِرَا وَيُطْعِمَا ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدُ ، فَقَالَ: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]. (2)




قوله تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )

330 - قال الطبري " 2896 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَن مُعَاذ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ "، فَأَرِيدُوا لِأَنْفُسِكُمْ الَّذِي أَرَادَ اللهُ لَكُمْ (3).




قوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )

331 - قال الطبري " 2912 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَن مُعَاذ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ " ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ "، قَالَ رِجَالٌ: كَيْفَ نَدْعُو يَا نَبِيَّ الله؟ فَأَنْزَلَ اللهُ: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ " إِلَى قَوْلِهِ: " يَرْشُدُونَ ".




قوله تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ )

332 - قال عبد الرزاق " 185 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة: 187] قَالَ: «كَانَ النَّاسُ قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ إِذَا رَقَدَ أَحَدُهُمْ مِنَ اللَّيْلِ رَقْدَةً لَمْ يَحِلَّ لَهُ طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ ، وَلَا أَنْ يَأْتِيَ امْرَأَتَهُ إِلَى اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ ، فَوَقَعَ بِذَلِكَ لِبَعْضِ الْمُسْلِمِينَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَكَلَ بَعْدَ هَجْعَةٍ وَشَرِبَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ ، فَرَخَّصَ اللَّهُ لَهُمْ».

333 - و قال " 186 ":
نا مَعْمَرٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ: " الرَّفَثُ: غَشَيَانُ النِّسَاءِ ".




قوله تعالى ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )

334 - قال الطبري " 2931 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَن مُعَاذ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ "، قَالَ قَتَادَة: هُنَّ سَكَنٌ لَكُمْ، وَأَنْتُمْ سَكَنٌ لَهُنَّ.




قوله تعالى ( عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ )

335 - قال الطبري " 2947 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ " وَكَانَ بَدْءُ الصِّيَامِ أُمِرُوا بِثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ غَدْوَةً، وَرَكْعَتَيْنِ عَشِيَّةً، فَأَحَلَّ اللهُ لَهُمْ فِي صِيَامِهِمْ - فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَفِي أَوَّلِ مَا افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ فِي رَمَضَانَ - إِذَا أَفْطَرُوا، وَكَانَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَغَشَيَانُ النِّسَاءِ لَهُمْ حَلاَلاً مَا لَمْ يَرْقُدُوا، فَإِذَا رَقَدُوا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ القَابِلَةِ. وَكَانَتْ خِيَانَةُ القَوْمِ أَنَّهُمْ كَانُوا يُصِيبُونَ أَوْ يَنَالُونَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَغَشَيَانِ النِّسَاءِ بَعْدَ الرقَادِ، وَكَانَتْ تِلْكَ خِيَانَةُ القَوْمِ أَنْفُسَهُمْ، ثُمَّ أَحَلَّ اللهُ لَهُمْ [بَعْدَ] ذَلِكَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَغَشَيَانَ النِّسَاءِ إِلَى طُلُوعِ الفَجْرِ.




قوله تعالى ( وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )

336 - قال عبد الرزاق " 189 ":
نا مَعْمَرٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ: {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187] قَالَ: «الرُّخْصَةُ الَّتِي كُتِبَتْ لَكُمْ».




قوله تعالى ( وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ )

337 - قال الطبري " 2984 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَن مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ" فَهُمَا عَلَمَانِ وَحَدَّانِ بَيِّنَانِ فَلاَ يَمْنَعْكُمْ أَذَانُ مُؤذِّن مُراءٍ أَوْ قَلِيلِ العَقْلِ مِنْ سَحُورِكُمْ، فَإِنَّهُمْ يُؤَذِّنُونَ بِهَجِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ طَوِيلٍ. وَقَدْ يُرَى بَيَاضٌ مَا عَلَى السَّحَرِ يُقَالُ لَهُ: "الصُّبْحُ الكَاذِبُ" كَانَتْ تُسَمِّيهِ العَرَبُ، فَلاَ يَمْنَعُكُمْ ذَلِكَ مِنْ سَحُورِكُمْ، فَإِنَّ الصُّبْحَ لاَ خَفَاءَ بِهِ: طَرِيقَةٌ مُعْتَرِضَةٌ(4) فِي الأُفُقِ، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الصُّبْحُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَأَمْسِكُوا.




قوله تعالى ( وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ )

338 - قال عبد الرزاق " 191 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ ، وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187] قَالَ: «كَانَ النَّاسُ إِذَا اعْتَكَفُوا خَرَجَ الرَّجُلُ فَيُبَاشِرُ أَهْلَهُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ».

339 - و قال الطبري " 3043 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المسَاجِدِ "، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ المسْجِدِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ وَلَقِيَ امْرَأَتَهُ بَاشَرَهَا إِنْ شَاءَ، فَنَهَاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ لاَ يَصْلُحُ حَتَّى يَقْضِيَ اعْتِكَافَهُ.




قوله تعالى ( وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )

340 - قال عبد الرزاق " 192 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ} [البقرة: 188] قَالَ: «لَا تُدْلِ بِمَالِ أَخِيكَ إِلَى الْحَاكِمِ ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ ظَالِمٌ ، فَإِنَّ قَضَاءَهُ لَا يُحِلُّ لَكَ شَيْئًا كَانَ حَرَامًا عَلَيْكَ».

341 - و قال الطبري " 3062 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الحُكَّامِ " وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ مَشَى مَعَ خَصْمِهِ وَهُوَ لَهُ ظَالِمٌ، فَهُوَ آثِمٌ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الحَقِّ. وَاعْلَمْ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَ قَضَاءَ القَاضِي لاَ يُحِلُّ لَكَ حَرَامًا وَلاَ يُحِقُّ لَكَ بَاطِلاً وَإِنَّمَا يَقْضِي القَاضِي بِنَحْوِ مَا يَرَى وَيَشْهَدُ بِهُ الشُّهُودُ، وَالقَاضِي بَشَرٌ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ قَدْ قُضِيَ لَهُ بِالبَاطِلِ، فَإِنَّ خُصُومَتَهُ لَمْ تَنْقَضِ حَتَّى يَجْمَعَ اللهُ بَيْنَهُمَا يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقْضِي عَلَى المبْطِلِ لِلْمُحِقّْ، بِأَجْوَدَ مِمَّا قُضِيَ بِهِ لِلْمُبْطِلِ عَلَى المحِقِّ فِي الدُّنْيَا.




           قوله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ )

342 - قال عبد الرزاق " 193 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 189] قَالَ: «هِيَ مَوَاقِيتُ لَهُمْ فِي حَجِّهِمْ ، وَصَوْمِهِمْ ، وَفِطْرِهِمْ ، وَنُسُكِهِمْ».

343 - و قال الطبري " 3067 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ "، قَالَ قَتَادَة: سَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ: لِمَ جُعِلَتْ هَذِهِ الأَهِلَّة؟ فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهَا مَا تَسْمَعُونَ: "هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ"، فَجَعَلَهَا لِصَوْمِ المسْلِمِينَ وَلِإفْطَارِهِمْ، وَلِمَنَاسِكِهِمْ وَحَجِّهِمْ، وَلِعِدَّةِ نِسَائِهِمْ وَمَحَلِّ دَيْنِهِمْ فِي أَشْيَاء، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ خَلْقَهُ.




قوله تعالى (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)

344 - قال الطبري " 3084 :
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ
قَتَادَة قَوْلهُ: " وَلَيْسَ البِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا البُيُوتَ " الآيَة كُلّهَا. قَالَ قَتَادَة: كَانَ هَذَا الحَيُّ مِنَ الأَنْصَارِ فِي الجَاهِلِيَّةِ، إِذَا أَهَلَّ أَحَدُهُمْ بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ لاَ يَدْخُلُ دَارًا مِنْ بَابِهَا، إِلاَّ أَنْ يَتَسَوَّرَ حَائِطًا تَسَوُّرًا، وَأَسْلَمُوا وَهُمْ كَذَلِكَ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي ذَلِكَ مَا تَسْمَعُونَ، وَنَهَاهُمْ عَنْ صَنِيعِهِمْ ذَلِك، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ البِرِّ صَنِيعُهُمْ ذَلِكَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا.



[يتبع بإذن الله]
______
1/ و قد جاء عن طاوس رحمه الله معنى الحيف في الوصية. قال عبد الرزاق في " تفسيره 176 ":نا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، فِي قَوْلِهِ: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصِ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا} [البقرة: 182] قَالَ: «هُوَ الرَّجُلُ يُوصِي ابْنَتَهُ». اهـ و قد مر أن الوارث لا وصية له.
2/ و إذا كان الشيخ و العجوز لا يطيقان الصوم ف( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) عن كل يوم، قال عبد الرزاق في " تفسيره 182 ":نا مَعْمَرٌ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، «كَبُرَ حَتَّى كَانَ لَا يُطِيقُ الصَّوْمَ ، فَكَانَ يُفْطِرُ وَيُطْعِمُ».
و كذلك المرأة الحامل و المرضع و هو مذهب ابن عباس رضي الله عنه. قال الطبري في " تفسيره 2758 ": حَدَّثَنَا هَنَّاد قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدَة، عَنْ سَعِيد بَنْ أَبِي عَرُوبَة، عَنْ قَتَادَة، عَنْ عَزْرَة، عَنْ سَعِيد بَنْ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " إِذَا خَافَتِ الحَامِلُ عَلَى نَفْسِهَا، وَالمُرْضِعُ عَلَى وَلَدِهَا فِي رَمَضَان، قَالَ: يُفْطِرَانِ وَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا، وَلاَ يَقْضِيَانِ صَوْمًا ".اهـ  و هذا صحيح عن ابن عباس، خلافا لمن أوجب على الحامل و المرضع القضاء مع الفدية دون تفصيل.
3/ قال الطبري في " تفسيره 2858 " حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ المُثَنَّى قَال، حَدَّثَنَا وَهْب بْنُ جَرِيرٍ قَالَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَة، عَنْ يَعْلَى، عَنْ يُوسُفْ بْنُ الحَكَمِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ ء أَوْ: سُئِلَ ء عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ تَصَدَّقْتَ عَلَى رَجُلٍ بِصَدَقَةٍ فَرَدَّهَا عَلَيْكَ، أَلَمْ تَغْضَب؟ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنَ اللهِ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَيْكُمْ. "اهـ
وَ مَنْ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ قُوَةً  فَصَامَ فَلاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ. يقول الطبري في " تفسيره 2869 " حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّار، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ قَالَ، حَدَّثَنَا أَيُوب قَالَ، حَدَّثَنَا عُرْوَة وَسَالِم: أَنَّهُمَا كَانَا عِنْدَ عُمَر بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ إِذْ هُوَ أَمِيرٌ عَلَى المَدِينَةِ، فَتَذَاكَرُوا الصَّوْمَ فِي السَّفَرِ، قَالَ سَالِمٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لاَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ. وَقاَلَ عُرْوَة: وَكَانَت عَائِشَة تَصُومُ. فَقَالَ سَالِم: إِنَّمَا أَخَذْتُ عَنِ ابْنِ عُمَر. وَقَالَ عُرْوَة: إِنَّمَا أَخَذْتُ عَنْ عَائِشَة. حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا. فَقَالَ عُمَر بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ: اللَّهُمَّ عَفْوً! اإِذَا كَانَ يُسْرًا فَصُومُوا، وَإِذَا كَانَ عُسْرًا فَأَفْطِرُوا.
4/ طريقةٌ مُعترِضة أي خط ممتد في الأفق لا خفاء فيه. (مستفاد من كلام المحقق )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق