السبت، 15 نوفمبر 2014

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ آلِ عِمْرَان [ 121 - 130 ]

سورة آل عمران [ 121 - 130 ]






[سورة آل عمران]






قوله تعالى ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ )

748 - قال الطبري " 7709 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ "، ذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ، غَدَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِهِ إِلَى أُحُدٍ يُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ.





قوله تعالى (إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)

749 - قال الطبري " 7721 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاَ "، الآيَة، وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَالطَّائِفَتَانِ: بَنُو سَلِمَة وَبَنُو حَارِثَة، حَيَّانِ مِنَ الأَنْصَارِ، هَمُّوا بِأَمْرٍ فَعَصَمَهُمُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ قَتَادَة: وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ قَالُوا: مَا يَسُرُّنَا أَنَّا لَمْ نَهُمَّ بِالَّذِي هَمَمْنَا بِهِ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا اللهُ أَنَّهُ وَلِيُّنَا.




قوله تعالى ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

750 - قال الطبري " 7738 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "، وَبَدْر مَاءٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَة، الْتَقَى عَلَيْهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُشْرِكُونَ، وَكَانَ أَوَّلُ قِتَالٍ قَاتَلَهُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَئِذٍ: " أَنْتُمُ اليَوْمَ بِعِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ يَوْمَ لَقَى جَالُوتَ ". فَكَانُوا ثُلْثُمِئَة وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَالمُشْرِكُونَ يَوْمَئِذٍ أَلْفٌ، أَوْ رَاهَقُوا ذَلِكَ.




قوله تعالى ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُنزَلِينَ )

751 - قال الطبري " 7754 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاثَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُنزَلِينَ "، أُمِدُّوا بِأَلْفٍ، ثُمَّ صَارُوا ثَلاَثَةَ آلاَفٍ، ثُمَّ صَارُوا خَمْسَةَ آلاَفٍ. " بلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ"، وَذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَدَّهُمُ اللهُ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ.




قوله تعالى ( وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ (1) هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ )

752 - قال عبد الرزاق " 450 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا} [آل عمران: 125] قَالَ: «مِنْ وَجْهِهِمْ هَذَا».





قوله تعالى ( يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ(2) )

753 - قال عبد الرزاق " 449 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 125] قَالَ: «سِيمَاهَا صُوفٌ فِي نَوَاصِيهَا وَأَذْنَابِهَا».

754 - و قال الطبري " 7780 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " مُسَوِّمِينَ "، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ سِيمَاهُمْ يَوْمَئِذٍ، الصُّوفُ بِنَوَاصِي خَيْلِهِمْ وَأَذْنَابِهَا، وَأَنَّهُمْ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ.




و في قراءة ( يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوَّمِينَ ) [بِالفَتْحِ]

755 - قال الطبري " 7792 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوَّمِينَ "، يَقُولُ: عَلَيْهِمْ سِيمَا القِتَالِ، وَذَلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَدَّهُمُ اللهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوَّمِينَ، يَقُولُ: عَلَيْهِمْ سِيمَا القِتَال.





قوله تعالى ( لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ )

756 - قال الطبري " 7796 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا "، فَقَطَعَ اللهُ يَوْمَ بَدْرٍ طَرَفًا مِنَ الكُفَّارِ، وَقُتِلَ صَنَادِيدُهُمْ وَرُؤَسَاءُهُمْ، وَقَادَتُهُمْ فِي الشَّرِ.

757 - و به قال " 7802 ":
عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " أَوْ يَكْبِتَهُمْ "، يَقُولُ: يُخْزِيهِمْ، " فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ ".




قوله تعالى ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ )

758 - قال الطبري " 7811 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ "، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الآيَة أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَدْ جُرِحَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَأُصِيبَ بَعْضُ رَبَاعِيَتِهِ، فَقَالَ وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَة يَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ! فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ".(3)









قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

759 - قال ابن أبي حاتم " 4141 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِبَّا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً) قَالَ: إِيَّاكُمْ وَمَا خَالَطَ هَذِهِ الْبُيُوعَ مِنَ الرِّبَا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْسَعَ الْحَلالَ وَأَكْثَرَهُ وَأَطَابَهُ، وَلا يُلْجِئَنَّكُمْ إِلَى الْمَعْصِيَةِ فَاقَةٌ.  




[يتبع بإذن الله]
_________
1/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 4102 ": حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ: وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا قَالَ: مِنْ غَضَبِهِمْ ". و صح عن مجاهد أيضا: "وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ"، قال: غَضَبٌ لُهُمْ، يَعْنِي الكُفَّار. [تفسير الطبري 7773].
يقول أبو جعفر - الطبري - في " تفسيره ": " وأصل " الفوْر"، ابتداء الأمر يؤخذ فيه، ثم يوصل بآخر، يقال منه: "فارت القدرُ فهي تفور فورًا وفورانًا": إذا ابتدأ ما فيها بالغليان ثم اتصل. و"مضيت إلى فلان من فوْري ذلك"، يراد به: من وجهي الذي ابتدأت فيه.
فالذي قال في هذه الآية: معنى قوله:"من فورهم هذا"، من وجههم هذا، قصد إلى أن تأويله: ويأتيكم كرز بن جابر وأصحابه يوم بدر من ابتداء مخرجهم الذي خرجوا منه لنصرة أصحابهم من المشركين. 
وأما الذين قالوا: معنى ذلك: من غضبهم هذا، فإنما عنوا أن تأويل ذلك: ويأتيكم كفار قريش وتُبَّاعهم يوم أحد من ابتداء غضبهم الذي غضبوه لقتلاهم الذين قتلوا يوم بدر بها، يمددكم ربكم بخمسة آلاف. ولذلك من اختلاف تأويلهم في معنى قوله:"ويأتوكم من فورهم هذا". اهـ
2/ قال مجاهد: " مسوِّمين"، يقول: معلمين، مجزوزة أذنابُ خيلهم، ونواصيها، فيها الصوف أو العِهْن، وذلك التسويم ". [تفسير الطبري 7778 بسند صحيح]. و العهن الصوف الملون. و قال هشام بن عروة قال:"نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق، عليهم عمائم صفر. وكان على الزبير يومئذ عمامة صفراء ".اهـ [الطبري في تفسيره 7789 بسند صحيح].
و بالمناسبة، فإن لبس العمامة يجب أن يكون على طريقة السلف لا كما يفعل أهل البدع أمثال التبليغ !.  يقول ابن سعد في " الطبقات ": أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَعْتَمَّ بِالْعِمَامَةِ لَا يَجْعَلُ تَحْتَ الذَّقَنِ مِنْهَا شَيْئًا ". اهـ و طاوس رحمه الله كان من أخص أصحاب ابن عباس رضي الله عنه.
3/ يقول أبو المعالي الفراوي في " سباعياته 10 " بسنده: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : رُمِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَكُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ ، وَأُدْمِيَ وَجْهُهُ ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ ، فَيَقُولُ : " كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ سورة آل عمران آية 128 . (( قال العلائي: " فعلى تقدير أن يكون أحاديث حميد مدلسة، فقد تبين الواسطة فيها، وهو ثقة صحيح "اهـ يعني ثابت بن أسلم.))اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق