سورة آل عمران [ 61 - 70 ]
[سورة آل عمران]
قوله تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ
فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
662 - قال
عبد الرزاق " 409 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ
، فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « خَرَجَ لِيُلَاعِنَ أَهْلَ نَجْرَانَ
، فَلَمَّا رَأَوْهُ هَابُوا وَتَوَقَّوْا ، فَرَجَعُوا ». (1)
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا
أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ «يُبَاهِلَ أَهْلَ نَجْرَانَ
أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ» وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: «اتْبَعِينَا ، فَلَمَّا رَأَى
ذَلِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ رَجَعُوا».
663 - و قال ابن أبي حاتم
" 3613 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ
الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ،
ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ) يَقُولُ: مَنْ حَاجَّكَ
فِي عِيسَى.
664 - و قال
الطبري " 7171 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ
بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ "، أَيْ: فِي عِيسَى: أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ
وَرَسُولُهُ، مِنْ كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحُهُ
" فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ "، إِلَى
قَوْلِهِ: " عَلَى الكَاذِبِينَ ".
قوله تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ )
665 - قال
الطبري " 7191 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا يَهُودَ (2) أَهْلِ المَدِينَةِ إِلَى الكَلِمَةِ
السَّوَاءِ، وَهُمُ الَّذِينَ حَاجُّوا فِي إِبْرَاهِيمَ.
666 - و قال
" 7197 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا
إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ "، عَدْلٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.
" أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ ".
قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ
مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )
667 - قال
الطبري " 7203 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ
تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ "، يَقُولُ: " لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ
" وَتَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَانَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، " وَمَا
أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ "، فَكَانَتِ اليَهُودِيَّةُ
بَعْدَ التَّوْرَاةِ، وَكَانَتِ النَّصْرَانِيَّةُ بَعْدَ الإِنْجِيلِ، " أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " ؟.
قوله تعالى (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء
حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ
عِلْمٌ)
668 - قال
الطبري " 7209 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " هَاأَنتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا
لَكُم بِهِ عِلْمٌ "، يَقُولُ: فِيمَا شَهِدْتُمْ وَرَأَيْتُمْ وَعَايَنْتُمْ.
" فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ "، فِيمَا لَمْ تُشَاهِدُوا
وَلَمْ تَرَوْا وَلَمْ تُعَايِنُوا. " وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ".
قوله تعالى ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ
وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )
669 - قال
الطبري " 7214 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ
لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ "، يَقُولُ: الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ عَلَى مِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ
وَمِنْهَاجِهِ وَفِطْرَتِهِ، " وَهَذَا النَّبِيُّ "، وَهُوَ نَبِيُّ اللهِ
مُحَمَّد. " وَالَّذِينَ آمَنُوا " مَعَهُ، وَهُمُ المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
صَدَّقُوا نَبِيَّ اللهِ وَاتَّبَعُوهُ. كَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ مِنَ المُؤْمِنِينَ، أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ.
قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ
لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ )
670 - قال
الطبري " 7219 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ
تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ "، يَقُولُ: تَشْهَدُونَ
أَنَّ نَعْتَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِكُمْ،
ثُمَّ تَكْفُرُونَ بِهِ وَتُنْكِرُونَهُ وَلاَ تُؤْمِنُونَ بِهِ، وَأَنْتُمْ تَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَكُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ: " النَّبِيِّ الأُمِيِّ
الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ ".
[يتبع
بإذن الله]
_______
1/ يقول سعيد بن منصور في " تفسيره 500 ": حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: نَا هُشَيْمٌ، قَالَ: نَا مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُلَاعَنَةَ عَلَى أَهْلِ نَجْرَانَ، قَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ السَّيِّدُ وَالْعَاقِلُ، فَرَجَعَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ كَانَ نَجِيبًا فَقَالَ لَهُمَا: مَا صَنَعْتُمَا شَيْئًا، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا، لَا يَعْصِيهِ اللَّهُ فِيكُمْ، وَإِنْ كَانَ مَلِكًا لَيَسْتَبِدَّنَّكُمْ، فَقَالَا لَهُ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَغْدُوَا، فَإِنَّهُ يَغْدُو لِمِيعَادِكُمَا، فَإِذَا غَدَا عَلَيْكُمَا، فَإِنَّهُ سَيَعْرِضُ عَلَيْكُمَا الْمُلَاعَنَةَ، فَإِذَا عَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْكُمَا، فَقُولَا لَهُ: نَعُوذُ بِاللَّهِ، وَاغْدُوَا، وَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ يَتْبَعُهُ، وَفَاطِمَةُ تَمْشِي مِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «هَلْ لَكُمَا فِي الْأَمْرِ الَّذِي انْطَلَقْتُمَا عَلَيْهِ مِنَ الْمُلَاعَنَةِ؟» فَقَالَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ، قَالَ: فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَا: نَعُوذُ بِاللَّهِ، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ لَهُمَا: «هَلْ لَكُمَا فِي الْإِسْلَامِ أَنْ تُسْلِمَا وَيَكُونَ لَكُمَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكُمَا مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟» فَلَمْ يَقْبَلَا ذَلِكَ وَكَرِهَاهُ، فَقَالَ لَهُمَا: «هَلْ لَكُمَا فِي الْجِزْيَةِ تُؤَدِّيَانِهَا، وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟» فَقَبِلَا ذَلِكَ، وَقَالَا: لَا طَاقَةَ لَنَا بِحَرْبِ الْعَرَبِ " .اهـ
(( مراسيل الشعبي قوية. يقول العجلي في " معرفة الثقات ": " مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحاً " اهـ. ))
2/ قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 3636 ": حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) قَالَ: الْيَهُودُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق