الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول محمد بن الحسين الآجري في كتابه " فرض طلب العلم 1/114 ":
" ثُمَّ اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ: أَنَّ مِنْ طلُاَّبِ العِلْمِ أُنَاسًا لَهُمْ عُقُولٌ مُؤَيَّدَةٌ، وَآدَابٌ جَمِيلَةٌ، وَفُهُومٌ حَسَنَةٌ، يُحِبُّونَ أَنْ يُحْيُوا سُنَنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُنَنَ أَصْحَابِهِ، وَيُمِيتُوا البِدَعَ.
وَيُحِبُّونَ جَمْعَ العِلْمِ وَكَثْرَتَهُ؛ لِيَحْفَظُوا بِهِ عَلَى المُسْلِمِينَ شَرِيعَتَهُمْ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَضِيعَ العِلْمُِ، فَإِذَا بَلَغَهُمْ أَنَّ شَيْخًا مِنَ الشُّيُوخُ فِي بَلَدٍ شَاسِعٍ مَعَهُ عِلْمٌ، وَحِفْظٌ لِلسُّنَنِ، وَمَعْرِفَةٌ بِهَا رَحَلُوا إِلَيْهِ؛ رَغْبَةً مِنْهُمْ لِلسَّمَاعِ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ الشَّيْخِ؛ إِذَا كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، صَادِقًا، عَارِفًا بِمَا يُحَدِّثُ.
فَمِثْلُ هَذَا يَرْغَبُ فِيهِ أَهْلُ الحَدِيثِ، لِيَأْخُذُوا عَنْ مِثْلِهِ العِلْمَ، بِنِيَّةٍ جَمِيلَةٍ، وَعَقْلٍ وَمَعْرِفَةٍ بِالعِلْمِ، وَبِمَنْ يُؤْخَذُ عَنْهُ، وَبِمَنْ لاَ يُؤْخَذُ عَنْهُ، فَرَحَلُوا إِلَيْهِ.
فَهَذِهِ صِفَةُ مَنْ تَضَعُ لَهُ المَلاَئِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ.
وَهُوَ مِمَّنْ هُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ.
وَمِمَّنْ تَسْتَغْفِرُ لَهُ المَلاَئِكَةُ، وَالحِيتَانُ فِي البَحْرِ، وَمِمَّنْ قَدْ سَلَكَ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَ سَيَنْفَعُ اللهُ تَعَالَى بِهِ جَمِيعَ خَلْقِهِ.
قَالَ مُحَمَّد بن الحُسَيْن: اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّ هَذَا الضَّرْبَ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ جِدًّا، وَلَيْسَ يَضُرُّهُمْ ذَلِكَ. " اهـ
و في هذا الزمان قَلّت عناية الناس بالسُّنن، و جمعها و تهذيبها. و اشتغلوا بكلام الرجال فلا غرابة أن يضيع العلم. و لذلك قال الآجري رحمه الله: " وَيُحِبُّونَ جَمْعَ العِلْمِ وَكَثْرَتَهُ؛ لِيَحْفَظُوا بِهِ عَلَى المُسْلِمِينَ شَرِيعَتَهُمْ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَضِيعَ العِلْمُِ "اهـ
و العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة
يقول معمر بن راشد في " جامعه 1097 ":
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ ، فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ كَتَبْنَا أَيْضًا مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ : " لا ، لَيْسَ بِسُنَّةٍ " ،
وَقَالَ هُوَ : بَلَى هُوَ سُنَّةٌ ،
" فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ ، فَأنْجَحَ وَضَيَّعْتُ ".اهـ
صالح بن كيسان الدوسي ثقة ثبت. وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري الحافظ.
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق