الاثنين، 5 يناير 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النِّسَاء [ 131 - 140 ]

سورة النساء [ 131 - 140 ]









[سورة النساء]








قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ )

1028 - قال الطبري " 10682 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ" الآيَةُ، هَذَا فِي الشَّهَادَةِ. فَأَقِمِ الشَّهَادَةَ يَا ابْنَ آدَم، وَلَوْ عَلَى نَفْسِكَ، أَوِ الوَالِدَيْنِ، أَوْ عَلَى ذَوِي قَرَابَتِكَ، أَوْ شَرَفِ قَوْمِكَ. فَإِنَّمَا الشَّهَادَةُ للهِ وَلَيْسَتْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ اللهَ رَضِيَ العَدْلَ لِنَفْسِهِ، وَالإِقْسَاطُ وَالعَدْلُ مِيزَانُ اللهُ فِي الأَرْضِ، بِهِ يَرُدُّ اللهُ مِنَ الشَّدِيدِ عَلَى الضَّعِيفِ، وَمِنَ الكَاذِبِ عَلَى الصَّادِقِ، وَمِنَ المُبْطِلِ عَلَى المُحِقِّ. وَبِالعَدْلِ يُصَدّقُ الصَادِقَ، وَيُكَذّبُ الكَاذِبَ، وَيَرُدُّ المعْتَدِي وَيُرَنِّخُهُ (1) تَعَالَى رَبُّنَا وَتَبَارَكَ. وَبِالعَدْلِ يُصْلَحُ النَّاسُ، يَا ابْنَ آدَمَ. "إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا"، يَقُولُ: أَوْلَى بِغَنِيِّكُمْ وَفَقِيركِمُ. قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: "يَا رَبِّ، أَيُّ شَيْءٍ وَضَعْتَ فِي الأَرْضِ أَقَلّ؟ "، قَالَ: "العَدْلُ أَقَلُّ مَا وَضَعْتُ فِي الأَرْضِ". فَلاَ يَمْنَعُكَ غِنَى غَنِيٍّ وَلاَ فَقْرَ فَقِيرٍ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيْهِ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ، وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: "فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا".





قوله تعالى ( وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )

1029 - قال عبد الرزاق " 652 ":
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَالْكَلْبِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا} [النساء: 135] قَالَ: «تُدْخِلُ فِي شَهَادَتِكَ مَا يُبْطِلُهَا، وَتُعْرِضُ عَنْهَا، فَلَا تَشْهَدْهَا».

1030 - و قال الطبري " 10689":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا"، قَالَ: تَلَجْلَجُوا، أَوْ تَكْتُمُوا. وَهَذَا فِي الشَّهَادَةِ.





قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً )

1031 - قال عبد الرزاق " 653 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [النساء: 137] قَالَ: هَؤُلَاءِ الْيَهُودُ ، آمَنُوا بِالتَّوْرَاةِ ، ثُمَّ كَفَرُوا بِهَا ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّصَارَى فَقَالَ: {ثُمَّ آمَنُوا ، ثُمَّ كَفَرُوا ، ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} [النساء: 137] يَقُولُ: «آمَنُوا بِالْإِنْجِيلِ ، ثُمَّ كَفَرُوا بِهِ ، ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».

1032 - و قال الطبري " 10697 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلُه: "إِنَّ لَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا"، وَهُمُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى. آمَنَتِ اليَهُودُ بِالتَّوْرَاةِ ثُمَّ كَفَرَتْ، وَآمَنَتِ النَّصَارَى بِالإِنْجِيلِ ثُمَّ كَفَرَتْ. وَكُفْرُهُمْ بِهِ: تَرْكُهُمْ إِيَّاهُ. ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا بِالفُرْقَانِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ اللهُ: "لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً"، يَقُولُ: لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقَ هُدًى، وَقَدْ كَفَرُوا بِكِتَابِ اللهِ وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.





[يتبع بإذن الله]
______
1/ جاء في " المعجم الرائد ":  رنخه : ذلَّـله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق