سورة النساء [ 121 - 130 ]
[سورة النساء]
قوله تعالى ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ
وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ )
1021 - قال الطبري " 10493
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ المسْلِمِينَ
وَأَهْلَ الكِتَابِ افْتَخَرُوا، فَقَالَ أَهْلُ الكِتَابِ:
نَبِيُّنَا قَبْلَ نَبِيِّكُمْ، وَكِتَابُنَا قَبْلَ كِتَابِكُمْ، وَنَحْنُ أَوْلَى بِاللهِ مِنْكُمْ! وَقَالَ المسْلِمُونَ: نَحْنُ أَوْلَى
بِاللهِ مِنْكُمْ، نَبِيُّنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ، وَكِتَابُنَا يَقْضِي عَلَى الكُتُبِ
الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ! فَأَنْزَلَ اللهُ: "لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ
أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ"، إِلَى قَوْلِهِ:
"وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا"، فَأَفْلَجَ اللهُ حُجَّةَ المسْلِمِينَ عَلَى
مَنْ نَاوَأَهُمْ مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ.
قوله تعالى ( وَيَسْتَفْتُونَكَ
فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ )
1022 - قال
عبد الرزاق " 645 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ}
[النساء: 127] قَالَ: «كَانَتِ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حِجْرِ الرَّجُلِ فِيهَا دَمَامَةٌ
(1)، فَيَرْغَبُ عَنْهَا أَنْ يَنْكِحَهَا ، وَلَكِنْ يُنْكِحُهَا رَغْبَةً
فِي مَالِهَا».
1023 - و قال الطبري "
10550 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ
قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ" حَتَّى بَلَغَ "وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ"،
فَكَانَ الرَّجُلُ تَكُونُ فِي حِجْرِهِ اليَتِيمَةُ بِهَا دَمَامَةٌ، وَلَهَا مَالٌ،
فَكَانَ يَرْغَبُ عَنْهَا أَنْ يَتزَوَّجَهَا، وَيَحْبِسُهَا لِمَالِهَا، فَأَنْزَلَ
اللهُ فِيهِ مَا تَسْمَعُونَ.
قوله تعالى ( وَمَا تَفْعَلُواْ
مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا )
1024 - قال
ابن أبي حاتم " 6035 ":
أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ
الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ
وَثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِي قَوْلَهُ: (فَإِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا) قَالَ: مَحْفُوظٌ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ، عَالِمٌ بِهِ
شَاكِرٌ لَهُ، وَأَنَّهُ لَا شَيْءَ أَشْكَرَ مِنَ اللَّهِ وَلا أَجْزَى بِخَيْرٍ مِنَ
اللَّهِ.
قوله تعالى ( وَإِنِ امْرَأَةٌ
خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا
بَيْنَهُمَا صُلْحًا )
1025 - قال
الطبري " 10599 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة قَوْلَهُ: "وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ
بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا"، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ "فَإِنَّ اللهَ
كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا"، وَهَذَا فِي الرَّجُلِ تَكُونُ عِنْدَهُ المرْأَةُ
قَدْ خَلاَ مِنْ سِنِّهَا، وَهَانَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَمْرِهَا، فَيَقُولُ: "إِنْ
كُنْتِ رَاضِيَةً مِنْ نَفْسِي وَمَالِي بِدُونِ مَا كُنْتِ تَرْضَيْنَ بِهِ قَبْلَ
اليَوْمِ! "، فَإِن اصْطَلَحَا مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَمْرٍ، فَقَدْ أَحَلَّ اللهُ
لَهُمَا ذَلِكَ، وَإِنْ أَبَتْ، فَإِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَحْبِسَهَا عَلَى
الخَسْفِ. (2)
قوله تعالى ( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ
أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ (3) فَلاَ تَمِيلُواْ
كُلَّ الْمَيْلِ (4) فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ )
1026 - قال
عبد الرزاق " 651 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} [النساء: 129] قَالَ: «كَالْمَسْجُونَةِ
، كَالْمَحْبُوسَةِ».
[يتبع بإذن الله]
______
1/ فيها دمامة أي ليست جميلة.
2/ الخسف يأتي بمعنى الذل، و النقيصة و الجوع و تحميل المرأ ما يكره.
3/ يقول الطبري في " تفسيره 10627 ": حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"، قال: بنفسه في الحب والجماع. اهـ عبيدة السلماني تابعي مخضرم.
4/ يقول الطبري في " تفسيره 10649 ": حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"فلا تميلوا كل الميل"، لا تعمَّدوا الإساءة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق