الثلاثاء، 28 أبريل 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الأَنْعَام [ 1 - 10 ]

سورة الأنعام [ 1 - 10 ]







[سورة الأنعام]




قوله تعالى ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) (1)

1222 - قال الطبري " 13041 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: أَمَّا قَوْلهُ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ"، فَإِنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ الأَرْض(2)، وَالظُّلْمَة قَبْلَ النُّور، وَالجَنَّة قَبْلَ النَّار.





قوله تعالى ( ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ )

1223 - قال الطبري " 13046 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ"، قَالَ: [هَؤُلاَءِ أَهْلُ صَرَاحيه].(3)






قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ )

1224 - قال الطبري " 13049 " :
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ"، بَدْءُ الخَلْقِ، خَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ طِينٍ.





قوله تعالى ( ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ (4))

1225 - قال عبد الرزاق " 771 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَالْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} [الأنعام: 2] ، قَالَا: " قَضَى أَجَلَ الدُّنْيَا مِنْ يَوْمِ خَلَقَكَ إِلَى أَنْ تَمُوتَ ، {وَأَجَلُّ مُسَمًّى عِنْدَهُ} [الأنعام: 2] يَوْمُ الْقِيَامَةِ ".

1226 - و قال الطبري " 13055 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ"، كَانَ يَقُولُ: أَجَلُ حَيَاتِكَ إِلَى أَنْ تَمُوتَ، وَأَجَلُ مَوْتِكَ إِلَى أَنْ تُبْعَثَ. فَأَنَتْ بَيْنَ أجَلَيَنِ مِنَ اللهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ.

1227 - و قال ابن أبي حاتم " 7098 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: (قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ)، يَقُولُ: أَجَلُ حَيَاتِكَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِكَ، وَأَجَلُ مَوْتِكَ إِلَى يَوْمِ تُبْعَثُ، وَأَنْتَ بَيْنَ أَجَلَيْنِ مِنَ اللَّهِ.






قوله تعالى ( وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ )

1228 - قال ابن أبي حاتم " 7107 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ) يَقُولُ: مَا تَأْتِيهِمْ مِنْ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلا أَعْرَضُوا عَنْهُ.






قوله تعالى ( فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ )

1229 - قال ابن أبي حاتم "  7108 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: (أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ)، يَقُولُ: سَيَأْتِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْبَاءُ مَا اسْتَهْزَءُوا بِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.






قوله تعالى (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ)

1230 - قال عبد الرزاق " 775 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 6] ، يَقُولُ: «أَعْطَيْنَاهُمْ مَا لَمْ نُعْطِكُمْ».






قوله تعالى ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ )

1231 - قال ابن ابي حاتم " 7115 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ يَقُولُ: فِي صَحِيفَةٍ.





قوله تعالى ( فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ )

1232 - يقول الطبري " 13074 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ"، يَقُولُ: فَعَايَنُوهُ مُعَايَنَةً، "لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ".

1233 - و قال ابن ابي حاتم " 7117 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلَهُ: (فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ)، يَقُولُ: فَعَايَنُوا ذَلِكَ مُعَايَنَةً (لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ).






قوله تعالى ( وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ (5) وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ )

1234 - قال عبد الرزاق " 776 " :
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ، ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ} [الأنعام: 8] يَقُولُ: «وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا ، ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ لَعُجِّلَ لَهُمُ الْعَذَابُ».

1235 - و قال الطبري " 13079 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة:"وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنْظَرُونَ"، يَقُولُ: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَنْزَلْنَا إِلَيْهِمْ مَلَكًا، ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنُوا، لَمْ يُنْظَرُوا.







قوله تعالى ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً )

1236 - قال عبد الرزاق " 773 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} [الأنعام: 9] ، يَقُولُ: " أَتَى فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ {وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9].

1237 - و قال الطبري " 13086 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلُهُ: "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً"، يَقُولُ: لَوْ بَعَثْنَا إِلَيْهِمْ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ فِي صُورَةِ آدَمَ.






قوله تعالى ( وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ )

1238 - قال الطبري " 13090 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَللبسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ"، يَقُولُ: مَا لَبَّسَ قَوْمٌ عَلَى أَنْفُسِهِمْ إِلاَّ لَبَّسَ اللهُ عَلَيْهِمْ. وَاللَّبْسُ إِنَّمَا هُوَ مِنَ النَّاسِ. 







[يتبع بإذن الله]
_______
1/ صح عن كعب المسلم أن: " فَاتِحَةُ التَّوْرَاةِ فَاتِحَةُ سُورَةِ الْأَنْعَامِ " [مصنف ابن أبي شيبة 30274]. يريد قوله تعالى ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ).
2/ و قد خالفه مجاهد في هذا. يقول عبد الرزاق في " تفسيره 589 ": أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ قَبْلَ السَّمَاءِ ، فَثَارَ مِنَ الْأَرْضِ دُخَانٌ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ بَعْدُ» وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] فَيَقُولُ: مَعَ ذَلِكَ دَحَاهَا ، «وَمَعَ» ، «وَبَعْدُ» فِي كَلَامِ الْعَرَبِ سَوَاءٌ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَانَ اللَّهُ} [النساء: 17] فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ، وَهُوَ كَذَلِكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ قَدِيرٌ ، لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ، فَمَا اخْتُلِفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ شِبْهُ مَا ذَكَرْتُ لَكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ . اهـ
و هذا الراجح بإذن الله، و القول بخلق الأرض قبل السماء من أدلة ثبوت الأرض، فهي كالأساس الذي رفع عليه البناء كما في قوله عز و جل ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ). قال الطبري في " تفسيره 20055 ": حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا شبابة قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد " (بغير عمد) يقول: عمد [لا ترونها] ". اهـ  و الله أعلم.
2/ قال المحقق: " في المطبوعة: "هؤلاء أهل صراحة"، وهو كلام لا معنى له، وفي المخطوطة ما أثبته بين القوسين ".اهـ و جاء في تفسيره ابن عطية: " قال قتادة: هم أهل الشرك صراحية ".اهـ  و لعل الصواب " [هم] أو [هؤلاء] أهل الشرك صراحة ". و الله أعلم.
يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 7088 ": حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: يَعْدِلُونَ قَالَ: يُشْرِكُونَ.اهـ  و قال البغوي في " تفسيره ": " وقيل: تحت قوله: {ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} معنى لطيف، وهو مثل قول القائل: أنعمت عليكم بكذا وتفضلت عليكم بكذا، ثم تكفرون بنعمتي ".اهـ لذلك قال قتادة "صراحة" و الله أعلم.
3/ قال الربيع بن أنس: فِي قَوْلِ اللَّهِ (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) يَعْنِي: الشَّكَّ وَالرِّيبَةَ فِي أَمْرِ السَّاعَةِ.اهـ [تفسير ابن أبي حاتم 7104].
4/ يقول الطبري في " تفسيره 13080 ": حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره: "لولا أنزل عليه ملك" في صورته. "ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر"، لقامت الساعة.اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق