الأربعاء، 6 مايو 2015

لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا أَهْلُ الصَّلاةِ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،




فقد خرج مسلم في صحيحه " 82 " قال:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ".


و المراد أن من ترك الصلاة لم يبق بينه و بين الشرك و الكفر شيء. 

بل حقيقته أنه تلبس بهما.



و خرج البخاري في " صحيحه 6204 " قال:
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنِي مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أُنَاسٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ قَالُوا لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ فَيَأْتِيهِمْ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَبِهِ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ أَمَا رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهَا لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ مِنْهُمْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدْ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءٌ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ وَيَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ فَيَقُولُ لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو فَيَقُولُ لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلُنِي غَيْرَهُ فَيَقُولُ لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَيُعْطِي اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ثُمَّ يَقُولُ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ثُمَّ يَقُولُ أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى ثُمَّ يُقَالُ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ فَيَقُولُ لَهُ هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ.

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا.

قَالَ عَطَاءٌ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ " هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَفِظْتُ مِثْلُهُ مَعَهُ ". اهـ



فآخر رجل يدخل الجنة من أهل الصلاة. بدليل قوله عليه الصلاة و السلام: " وَيَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ "، أي من الذين أخرجتهم الملائكة بعلامة السجود. 




و مما يدل أيضا على أنه لا يدخل الجنة إلا أهل الصلاة


ما خرجه ابن أبي حاتم في " تفسيره 7180 " قال:
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، عَنْ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ. سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ)، فَإِنَّهُمْ إِذَا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا أَهْلُ الصَّلاةِ قَالُوا: تَعَالَوْا فَلْنَجْحَدْ فَيَجْحَدُونَ، فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَتَشْهَدُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ، (وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا). فَهَلْ فِي قَلْبِكَ الآنَ شَيْءٌ؟ إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ إِلا وَقَدْ أُنْزِلَ فِيهِ شَيْءٌ، وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ وَجْهَهُ ".



أبو يحيى الرازي هو إسحاق بن سليمان ثقة. و هذا صريح



و قال الطبري في " تفسيره 13149 ":
حَدَّثَنَا الحَارِث قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْد العَزِيز قَالَ، حَدَّثَنَا المنْهَال بَنْ عَمْرُو، عَنْ سَعِيد بَنْ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: "وَاللهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ"، قَالَ: لَمَّا رَأَى المشْرِكُونَ أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاَّ مُسْلِم، قَالُوا: تَعَالوا إِذَا سُئِلْنَا قُلْنَا: "وَاللهِ رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ". فَسُئِلُوا، فَقَالُوا ذَلِكَ، فَخَتَمَ اللهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، وَشَهِدَتْ عَلَيْهِم جَوَارِحُهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ، فَوَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ رَأَوْا ذَلِكَ: "لَوْ تَسَوَّى بِهِمُ الأَرْض وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا". اهـ



و هذا قوي في الدلالة على أن المسلم هو المصلي، والمصلي هو المسلم. فإذا ترك الصلاة انتفى عنه الإسلام فلم يبق بينه و بين الكفر حينئذ شيء، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه و سلم.



و هذا معنى ما جاء في الحديث، أن آخر ما ينقض من عرى الإسلام الصلاة.


لذلك أجمع الصحابة رضوان الله عليهم أن الصلاة فيصل بين الكفر و الإسلام.




يقول ابن بطة في " الإبانة 877 ":
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: نا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يُشْرِكَ فَيَكْفُرَ أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ».




و قال اللالكائي في " السنة 1249 ":
أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : " الصَّلاةُ " .اهـ





و قد صح عن عمر رضي الله عنه أن مضيع الصلاة لا حظ له في الإسلام

يقول ابن أبي شيبة في " الإيمان 99 " :
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ  وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا دَخَلا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ طُعِنَ ، فَقَالَ : " الصَّلاةُ " ، فَقَالَ : " إِنَّهُ لا حَظَّ لأَحَدٍ فِي الإِسْلامِ أَضَاعَ الصَّلاةَ " ، فَصَلَّى وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . اهـ



فكيف بالتارك ؟



يقول الطبري في " تفسيره ":
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَعيدٍ الْكِنْدِيُّ ، قَالَ : ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ ، فِي قَوْلِهِ ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ ) قَالَ : إِنَّمَا أَضَاعُوا الْمَوَاقِيتَ ، وَلَوْ كَانَ تَرْكًا كَانَ كُفْرًا .

موسى بن سليمان شيخ الأوزاعي يحتمل في مثل هذا.





قال جل  و علا
( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ 30 قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 31 قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ 32 ) - [آل عمران ].





هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
    " من تركها تهاونا وتكاسلا " هل يطبق عليه الآثار المروية.
    وكذا تأخيرها إلى أن يخرج وقتها مرة واحدة عمدا
    بارك الله فيك.

    ردحذف
    الردود
    1. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

      أخي عمر، ليعظم قدر الصلاة في قلبك، فهي إيمان. قال سبحانه ( و ما كان الله ليضيع إيمانكم ) أي صلاتكم.
      و الإيمان لا يتهاون فيه و لا يتكاسل فيه فضلا عن تركه.

      يقول المروزي في " تعظيم قدر الصلاة 861 ":
      حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ ، قَالَ : قُلْتُ لِنَافِعٍ : رَجُلٌ أَقَرَّ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَبِمَا بَيَّنَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَتْرُكُ الصَّلاةَ وَأَنَا أَعْرِفُ أَنَّهَا حَقٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ : ذَاكَ كَافِرٌ ، ثُمَّ انْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِي غَضْبَانًا مُوَلِّيًا " . اهـ

      و قال " 863 ":
      حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْمَرَ بْنَ بِشْرٍ أَبَا عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " مَنْ أَخَّرَ صَلاةً حَتَّى يَفُوتَ وَقْتُهَا مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ ، كَفَرَ " .

      و قال " 862 ":
      حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : " تَرْكُ الصَّلاةِ كُفْرٌ ، لا يُخْتَلَفُ فِيهِ " .


      و السلامة لا يعدلها شيء. و الواجب طرح تلك الوساوس ما لنا و لترك الصلاة تهاونا أو عمدا !


      يقول الطبري في " تفسيره " عند قوله تعالى (إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ):
      حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ : ( إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ) إِلَى قَوْلِهِ : ( دَائِمُونَ ): ذُكِرَ لَنَا أَنَّ دَانْيَالَ نَعَتَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُصَلُّونَ صَلَاةً لَوْ صَلَّاهَا قَوْمُ نُوحٍ مَا غَرِقُوا ، أَوْ عَادٌ مَا أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْعَقِيمُ ، أَوْ ثَمُودُ مَا أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّهَا خُلُقٌ لِلْمُؤْمِنِينَ حَسَنٌ . اهـ


      الناس لو علموا أنهم محتاجون للصلاة أعظم من احتياجهم الطعام و الشراب، لما فرطوا فيها طرفة عين.

      و إنا لله و إنا إليه راجعون

      حذف