سورة الأعراف [ 161 - 170 ]
[سورة الأعراف]
قوله تعالى (
وَإِذْ قِيلَ
لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ )
1518 - قال ابن أبي حاتم " 8407 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي
الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
هَذِهِ الْقَرْيَةَ قَالَ: بَيْتَ الْمَقْدِسِ.
قوله تعالى (
وَقُولُواْ
حِطَّةٌ )
1519 - قال ابن أبي حاتم " 8412 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي
الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
وَقُولُوا حِطَّةٌ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: أَيِ احْطُطْ عَنَّا خَطَايَانَا.
قوله تعالى (
وَادْخُلُواْ
الْبَابَ سُجَّدًا (1) نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
)
1520 - قال ابن أبي حاتم " 8421 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا
صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ:
(نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ): مَنْ كَانَ خَاطِئًا غَفَرْتُ لَهُ خَطِيئَتَهُ.
1521 - و به قال " 8422 ":
عَنْ قَتَادَةَ (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ):
مَنْ كَانَ مُحْسِنًا زِيدَ فِي إِحْسَانِهِ.
قوله تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ
الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ
تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ
تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (2)
1522 - قال الطبري " 15259 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ
الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ" الآيَة، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا كَانَتْ قَرْيَةً
عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ، يُقَالُ لَهَا أَيْلَة.
1523 - و قال " 15273 " :
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة ، " وَاسْأَلْهُمْ عَنِ
القَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ "، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ إِذَا
كَانَ يَوْم السَّبْتِ أَقْبَلَتِ الِحيتَانُ، حَتَّى تَتَبَطَّحُ عَلَى سَوَاحِلِهِمْ
وَأَفْنِيَتِهِمْ، لَمَّا بَلَغَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ فِي الْمَاءِ، فَإِذَا كَانَ
فِي غَيْرِ يَوْمِ السَّبْتِ، بَعُدَتْ فِي الْمَاءِ حَتَّى يَطْلُبَهَا طَالِبُهُمْ.
فَأَتَاهُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّمَا حرّمَ عَلَيْكُمْ أَكْلَهَا يَوْمَ الَّسبْتِ،
فَاصْطَادُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ وَكُلُوهَا فِيمَا بَعْد!.
1524 - و قال ابن أبي حاتم " 8452 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا
صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا شعيد بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: بِمَا كَانُوا
يَفْسُقُونَ بِمَا كَانُوا يَعْصُونَ.
قوله تعالى (
وَإِذْ قَالَتْ
أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ
عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ (3) وَلَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ )
1525 - قال الطبري " 15273 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَإِذْ قَالَتْ
أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا
شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"، صَارَ
القَوْمُ ثَلاَثَة أَصْنَافٍ، أَمَّا صِنْفٌ فَأَمْسَكُوا عَنْ حُرْمَةِ اللهِ وَنَهَوْا
عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَأَمَّا صِنْفٌ فَأَمْسَكَ عَنْ حُرْمَةِ اللهِ هَيْبَةً للهِ،
وَأَمَّا صِنْفٌ فَانْتَهَكَ الحُرْمَةَ وَوَقَعَ فِي الخَطِيئَةِ.
قوله تعالى (
فَلَمَّا نَسُواْ
مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ
ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ )
1526 - قال عبد الرزاق " 947 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} [الأعراف: 165] ، قَالَ: «وَجِيعٍ».
قوله تعالى (
فَلَمَّا عَتَوْا
عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ )
1527 - قال الطبري " 15294 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "فَلَمَّا عَتَوْا عَمَّا
نُهُوا عَنْه"، يَقُولُ: لَمَّا مَرَدَ القَوْمُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ "قُلْنَا
لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ"، فَصَارُوا قِرَدَةً لَهَا أَذْنَابٌ، تَعَاوَى،
بَعْدَمَا كَانُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.
قوله تعالى (
وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ
الْعَذَابِ ) (4)
1528 - قال عبد الرزاق " 948 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف: 167] ، قَالَ: «بَعَثَ عَلَيْهِمْ هَذَا
الْحَيَّ مِنَ الْعَرَبِ فَهُمْ فِي عَذَابٍ مَهِينٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».
1529 - و قال الطبري " 15302 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ
لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ العَذَابِ"،
قَالَ: فَبَعَثَ اللهُ عَلَيْهِمْ هَذَا الحَيَّ مِنَ العَرَبِ، فَهُمْ فِي عَذَابٍ
مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.
قوله تعالى (
فَخَلَفَ مِن
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ
سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ )
1530 - قال عبد الرزاق " 950 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} [الأعراف: 169] ، قَالَ: «يَأْخُذُونَهُ
إِنْ كَانَ حَلَالًا ، وَإِنْ كَانَ حَرَامًا» ، قَالَ: {وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ
مِثْلُهُ} [الأعراف: 169] ، قَالَ: «إِنْ جَاءَهُمْ حَلَالٌ ، أَوْ حَرَامٌ أَخَذُوهُ».
1531 - و قال الطبري " 15321 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلُهُ: "فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ"، إِي وَالله، لَخَلْفُ سَوْءٍ وَرِثُوا الكِتَابَ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِمْ
وَرُسُلِهِمْ، وَرَّثَهُمُ اللهُ وَعَهِدَ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ اللهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى:
(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ)
، [سورة مريم: 59] ، قَالَ: "يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ
سَيُغْفَرُ لَنَا"، تَمَنَّوْا عَلَى اللهِ الأَمَانِيّ، وَغِرَّةٌ يَغْتَرُّونَ
بِهَا. "وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ"، لاَ يَشْغَلُهُمْ شَيْءٌ عَنْ
شَيْءٍ وَلاَ يَنْهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، كُلَّمَا أَشْرَفَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا
أَكَلُوهُ، لاَ يُبَالُونَ حَلاَلاً كَانَ أَوْ حَرَامًا.
[يتبع بإذن الله]
________
1/ قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 8435 ": حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) قَالَ: رُكَّعًا مِنْ بَابٍ صَغِيرٍ: فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ مِنْ قِبَلِ أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حِنْطَةٌ فَهُوَ قَوْلُهُ: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) وَرُوِيَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَقَتَادَةَ، وَالضَّحَّاكِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَيَحْيَى بْنِ رَافِعٍ نَحْو ذَلِكَ.
2/ يقول الطبري في " تفسيره 15284 ": حدثني يعقوب وابن وكيع قالا: حدثنا ابن علية، عن أيوب قال، تلا الحسن ذات يوم: "واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرَّعًا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون"، فقال: حوتٌ حرمه الله عليهم في يوم، وأحله لهم فيما سوى ذلك، فكان يأتيهم في اليوم الذي حرَّمه الله عليهم كأنه المخاض، لا يمتنع من أحد. وقلَّما رأيت أحدًا يكثر الاهتمامَ بالذنب إلا واقعه، فجعلوا يَهتمُّون ويمْسِكون، حتى أخذوه، فأكلوا أوْخَم أكلة أكلها قوم قطُّ، أبقاه خزيًا في الدنيا، وأشدُّه عقوبة في الآخرة! وأيم الله، ما حوتُ أخذه قوم فأكلوه، أعظم عند الله من قتل رجل مؤمن! وللمؤمن أعظم حرمة عند الله من حوت، ولكن الله جعل موعدَ قومٍ الساعة (وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) ، [سورة القمر: 46] .
3/ يقول الطبري رحمه الله: " عظتنا إياهم معذرةٌ إلى ربكم، نؤدِّي فرضه علينا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "ولعلهم يتقون"، يقول: ولعلهم أن يتقوا الله فيخافوه، فينيبوا إلى طاعته، ويتوبوا من معصيتهم إياه، وتعدِّيهم على ما حرّم عليهم من اعتدائهم في السبت ".اهـ
4/ قال مجاهد: لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ، فَبَعَثَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ يَأْخُذُونَ مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ وَهُمْ صَاغِرُونَ. [تفسير ابن أبي حاتم 8470].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق