سورة الأنفال [ 11 - 20 ]
[سورة الأنفال]
قوله تعالى ( إِذْ
يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ (1) )
1588 – قال ابن أبي حاتم " 8842 ":
أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ
قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ شُعَيْبِ بْنُ شَابُورَ أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ
عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ) رَحْمَةً
مِنْهُ، أَمَنَةً مِنَ الْعَدُوِّ.
1589
– و قال " 8838 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو
الْجُمَاهِرِ [محمد بن عثمان] قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: النُّعَاسُ فِي الرَّأْسِ، وَالنَّوْمُ فِي
الْقَلْبِ.
قوله تعالى ( وَيُنَزِّلُ
عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ
رِجْزَ الشَّيْطَانِ)
1590 - قال ابن أبي حاتم " 8864 ":
أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ
قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ شُعَيْبٍ أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ
فِي قَوْلِهِ: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ
وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ سَبَقُوا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى الْمَاءِ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَنَزَلَ بِحِيَالِهِمْ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمُ الْوَادِي، فَقَذَفَ
الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ عِبَادُ اللَّهِ وَعَلَى
دَيْنِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تُصَلُّونَ مُحْدِثِينَ مُجْنِبِينَ وَقَدْ سَبَقَكُمُ
الْمُشْرِكُونَ إِلَى الْمَاءِ؟ فَمُطِرُوا فَطَهَّرَهُمُ اللَّهُ مِنَ
الأَحْدَاثِ وَالْجَنَابَةِ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- بِحِيَاضٍ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا فَقَالَ: (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ).
1591 - و قال " 8866 ":
أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ
قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ شُعَيْبِ بْنُ شَابُورَ أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ
عَنْ قَتَادَةَ
قَوْلُهُ: (وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) مَا أَوْقَعَ الشَّيْطَانُ
فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الصَّلاةِ بِغَيْرِ طَهُورٍ.
قوله تعالى ( وَلِيَرْبِطَ
عَلَى قُلُوبِكُمْ )
1592 - قال ابن أبي
حاتم " 8869 ":
أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ
قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ شُعَيْبٍ أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ
فِي قَوْلِهِ: (وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ) قال: بالصبر.
قوله تعالى ( وَيُثَبِّتَ
بِهِ الأَقْدَامَ )
1593 - قال ابن أبي حاتم " 8871 ":
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ
أَنْبَأَ ابْنُ شُعَيْبٍ أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ
فِي قَوْلِهِ: وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ قَالَ: كَانَ بَطْنُ الْوَادِي
دَهَاس، فَلَمَّا مُطِرُوا اشْتَدَّتِ الرَّمْلَةُ.
1594 - و قال الطبري " 15769 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "إِذْ يَغْشَاكُمُ
النُّعَاسُ أَمَنَةً مِنْهُ" الآيَة، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ مُطِرُوا يَوْمَئِذٍ
حَتَّى سَالَ الوَادِي مَاءً، وَاقْتَتَلُوا عَلَى كَثِيبٍ أَعْفَر، فَلَبَّدَهُ
اللهُ بِالْمَاءِ، وَشَرِبَ الْمُسْلِمُونَ وَتَوْضَّأُوا وَسَقَوْا، وَأَذْهَبَ
اللهُ عَنْهُمْ وَسْوَاسَ الشَّيْطَانِ.
قوله تعالى ( يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ
الْأَدْبَارَ 15 وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا
مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ
مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (2)
1595 - قال الطبري " 15808 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
دُبُرَهُ) ، قَالَ: ذَلِكُمْ يَوْمَ بَدْرٍ.
قوله تعالى ( فَلَمْ
تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ
اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
1596 - قال عبد الرزاق " 997 ":
عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} [الأنفال: 17] , قَالَ:
«رَمَاهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ بِالْحَصْبَاءِ».
1597 - و قال الطبري " 15819 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَة: (وَمَا
رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى) ، قَالَ: رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَصْبَاءِ يَوْمَ بَدْرٍ.
1598 - و قال " 15824":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ
رَمَيْتَ) ، الآيَة، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخَذَ يَوْمَ بَدْرٍ ثَلاَثَةَ أَحْجَارٍ وَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الكُفَّارِ، فَهُزِمُوا
عِنْدَ الحَجَرِ الثَّالِثِ.
قوله تعالى ( إِنْ
تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا
وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) (3)
1599 - قال الطبري " 15840 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة
قَوْلهُ: (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الفَتْحُ)، الآيَة، يَقُولُ: قَدْ
كَانَتْ بَدْر قَضَاءً وَعِبْرةً لِمَنِ اعْتَبَرَ.
[يتبع بإذن الله]
________
1/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 8837 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: النُّعَاسُ فِي الْقِتَالِ: أَمَنَةٌ، يَعْنِي مِنَ اللَّهِ، وَالنُّعَاسُ فِي الصَّلاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ.
2/ يقول السدي: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئة) ، أما "المتحرف"، يقول: إلا مستطردًا، يريد العودة، (أو متحيزًا إلى فئة) ، قال: "المتحيز"، إلى الإمام وجنده إن هو كرّ فلم يكن له بهم طاقة، ولا يُعذَر الناس وإن كثروا أن يُوَلُّوا عن الإمام. [تفسير الطبري 15796]. اهـ و الآية نزلت في أهل بدر، فلم يكن في الأرض مسلمون غيرهم. ولم يكن للمسلمون يومئذ فئة إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم. يقول الطبري في "تفسيره 15803": حدثنا يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن قوله: (ومن يولهم يومئذ دبره) ، أكان ذلك اليوم، أم هو بعد؟ قال: وكتب إليّ: "إنما كان ذلك يوم بدر".اهـ أما اليوم فالمسلمون بعضهم فئة بعض، و الله المستعان. يقول الضحاك: " إنما كان الفرار يوم بدر، ولم يكن لهم ملجأ يلجأون إليه. فأما اليوم، فليس فرارً". [تفسير الطبري 15804].اهـ و في آخر الزمان يعود الأمر كما كان في بدر. فمن فر فقد عرّض نفسه للوعيد، عياذا بالله.
3/ يقول الطبري في "تفسيره 15835- حدثني محمد بن
عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (إن
تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) ، قال: كفار قريش في قولهم: "ربنا افتح بيننا وبين
محمد وأصحابه"! ففُتح بينهم يوم بدر. اهـ و قال عبد الرزاق في " تفسيره
999 ": عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ
تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19] , قَالَ: "
اسْتَفْتَحَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَيُّنَا كَانَ
أَفْجَرَ بِكَ , وَأَقْطَعَ لِلرَّحِمِ فَأَحْنِهِ الْيَوْمَ , يَعْنِي مُحَمَّدًا
, أَوْ نَفْسَهُ , فَقَالَ اللَّهُ: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}
[الأنفال: 19] فَضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ عَوْذٌ وَمُعَوِّذٌ وَأَجْهَزْ
عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ".اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق